دشن وزير الشؤون الدينية والأوقاف مسجدي الأخضر والأربعين شريف بعد سنوات من الغلق، مثمنا عودة فتح هذين الصرحين التاريخيين بولاية قسنطينة، فيما دشنت مرافق دينية أخرى عبر عدة بلديات، إضافة إلى مشاريع تنموية بكل من بلدية عين سمارة والمقاطعة الإدارية علي منجلي.
وأشرف أمس، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، على تدشين مسجدين تاريخيين ودخولهما حيز الخدمة، ويتعلق الأمر بكل من مسجد الأخضر والذي يعتبر من أقدم المساجد على المستوى الوطني، خاصة وأنه يعتبر من المعالم والشواهد الهامة والتاريخية الواقعة بالمدينة القديمة في قسنطينة وتحديدا بحي الجزارين، إضافة إلى مسجد الأربعين شريف الذي يعتبر أيضاً من الرموز التاريخية والدينية لولاية قسنطينة.
ودخل الصرحان الدينيان حيز الخدمة بعد أن أغلقا لعدة سنوات زادت خلالها حالتهما سوءا، بعد تخريبهما من طرف غرباء، لتنطلق قبل 3 سنوات أشغال إعادة التهيئة و الترميم إلا أنها كانت تتوقف في كل مرة ما عطل تجهيز المسجدين، بسبب تقاعس المقاولات المنجزة، ليتم فسخ العقود معها وتحويل المشروع إلى أخرى، لتنجز الأشغال على قدم وساق لعدة أشهر، قبل أن يظهر كل منهما بحلة جديدة تشرف تاريخ كل مسجد، وليكون كل مسجد جاهزا لاستقبال المصلين بداية من أمس.
كما شارك أمس، وزير الشؤون الدينية، في الاحتفال بالذكرى الأربعين لتأسيس جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، خاصة وأنه خريج الدفعات الأولى لهذه الجامعة في ثمانينات القرن الماضي، ما جعله يلقي كلمة يستذكر من خلالها أيام «الزمن الجميل» حسبه حينما كان طالبا يتعلم الشريعة الإسلامية من أكبر الأساتذة الجامعيين.
واحتفلت الجامعة بذكرى تأسيسها، من خلال دعوة الدفعات الأولى منذ تأسيسها، سواء تعلق الأمر بأول طالب متخرج والذي كان نفسه وزير الشؤون الدينية، وأول مدير لها، وأول أستاذ يدرس بها وأول عامل، إضافة إلى استقبال شخصيات بارزة على غرار رئيس المجلس الإسلامي الأعلى ورئيس دار الإفتاء الروسي بالقسم الآسيوي وغيرهما، كما تم تكريم أقدم الموظفين والعاملين في هذه الجامعة.
وانتقل وزير الشؤون الدينية للمقاطعة الإدارية علي منجلي، من أجل وضع حجر أساس إنجاز مقر جديد لمديرية الشؤون الدينية لولاية قسنطينة بالوحدة الجوارية 1، على أن يسلم المشروع بعد 18 شهرا من انطلاق الأشغال، كما زار المركز الثقافي الإسلامي الواقع في ذات المقاطعة الإدارية، والذي أعجب به كثيرا خاصة وأن هندسته المعمارية فريدة من نوعها وترمز للثقافة الإسلامية، ليوجه بعض الملاحظات تتعلق باستغلال مساحة كبيرة وسط المركز في الترويج السياحي والديني للشباب من خلال تزويدها بشاشات وتجهيزها بأجهزة متطورة تعرض فيديوهات جميلة عن معالم قسنطينة السياحية والدينية، تاركا حرية استغلال توافد الشباب مقابل مبلغ مادي أو مجانا، كما دشن الوزير مدرسة قرآنية بمسجد الإمام النووي بحي الوئام المدني ببلدية عين سمارة، ومدرسه قرآنية أخرى بمسجد المغفرة بحي بالكرفة بنفس البلدية.وواصل والي قسنطينة سلسلة التدشينات و وضع حجر الأساس لبعض المشاريع الأخرى، بداية بتدشين المنزل الغابي بغابة الشطابة بعين سمارة، لينتقل بعدها لتدشين جزء من الطريق الولائي الرابط بين بلدية عين سمارة وعلي منجلي، والذي استفاد من إعادة إنجاز مجرى للمياه على مسافة 900 متر وتصليح المقاطع المتضررة بالحصى المجروشة ووضع طبقة من الخرسانة الإسفلتية على مسافة 5400 متر وإعادة رصف حواف الطريق على مسافة 3500 متر.
ليواصل الوالي والوفد المرافق له، سلسلة التدشينات بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، بداية بوضع حي الخدمة مقر وحدة التوزيع لمنجلي شرق بحي 774 مسكن تساهمي بالتوسعة الغربية علي منجلي، فيما دشن بعض المشاريع السكنية بذات المقاطعة متمثلة في مشروع 1448 مسكن ترقوي بالتوسعة الغربية وكذا مشروع 150 مسكن ترقوي مدعم بنفس التوسعة، فيما أعطى إشارة انطلاق إنجاز عيادة متعددة الخدمات بالموقع السكني 4000 + 1500 + 1000 مسكن، إضافة إلى متوسطة بحي 2000 مسكن «آل بي بي».
كما وضع عبد الخالق صيودة حجر الأساس لمشاريع إنجاز مساجد ويتعلق الأمر بمسجد التوبة بحي 690 مسكن ترقوي بالتوسعة الغربية، مسجد السيدة زينب ومسجد النبي يوسف عليه السلام بذات التوسعة، فيما وضع حجر الأساس لإنجاز مطعمين مدرسيين بابتدائية بغيجة عمار وكرباب السعيد بالتوسعة الغربية.
وأكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، في تصريح صحفي، أنه جاء في يوم عظيم اجتمع فيه شرف الزمان مع شرف المكان، موضحا أن الزمان يتمثل في الاحتفال بالذكرى السبعين لاندلاع الثورة التحريرية، بولاية تاريخية عريقة تحتضن في نفس الوقت ملتقى وطني كبير بجامعة الأمير عبد القادر بمناسبة أحياء الذكرى 40 من تأسيسها، مضيفا أنه وقف على تدشين بعض الهياكل في القطاع على غرار مساجد عريقة وتاريخية متمثلة في مسجد الأخضر الذي كان يؤم به العلامة الكبير عبد الحميد بن باديس رائد النهضة الوطنية ومفسر القرآن الأول في شمال إفريقيا والذي عمل في التفسير بهذا المسجد لمدة 23 سنة، وكذلك مسجد الأربعين شريف العريق.
كما تحدث عن فتح مدارس قرآنية، هنأ بها كل سكان قسنطينة التي تزخر حسبه بمثل هذه المدارس القرآنية التي وصفها «بالجميلة والرائعة التي تمثل ذوق وحضارة هذه المدينة»، مفيدا أنه تشرف بزيارة المركز الثقافي الإسلامي، الذي اعتبره صرحا كبيرا في قسنطينة سيضاف إلى أمجاد الجزائر في حركة تنموية دؤوبة، مضيفا أنه يكفي القول أن جامعة الأمير عبد القادر قد استفادت من ملحقة تستوعب 2000 مقعد بيداغوجي و1000 سرير.
من جهته، أكد والي قسنطينة أنه سعيد باستقبال عدد من الشخصيات الوطنية، متمثلة في ممثل الحكومة ووزير الدولة وعميد جامع الجزائر ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى وغيرهم، موضحا أن قسنطينة تعد المنارة العلمية التي حرصت الدولة الجزائرية منذ الاستقلال على تشييدها، ترسيخا لمكانة الجزائر العلمية بصفة عامة وعرفانا بدور الشيخ العلامة بن باديس وصحبه، في إطار جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في سبيل الحفاظ على الشخصية الإسلامية الأصيلة للجزائر.
مضيفا أن ملتقى جامعة الأمير عبد القادر، يتزامن مع الاحتفال باندلاع الثورة التحريرية، موضحا أن قدوم هذا الوفد الوزاري الكريم في إطار فعاليات الذكرى الأربعين لتأسيس الجامعة يدل على مدى حرص السلطات العمومية وعلى رأسها رئيس الجمهورية على ترسيخ مكانة العلم والعلماء وإبراز دور الجزائر في خدمة الإسلام الذي احتضنه الجزائريون عن بكرة أبيهم وساهموا في نشره غربا وساهموا في وصوله إلى الأندلس وجنوبا إلى إفريقيا، مؤكدا أن الدولة الجزائرية لن تدخر جهدا في سبيل العلم في شتى فروعه وتخصصاته والحث عليه وتوفير شروط ذلك، موضحا أن جامعة الأمير تقف منارة شامخة وما فتئت في كل مرة تتدعم أكثر فأكثر، مذكرا بأنها عززت مؤخرا قدراتها بآلاف المقاعد البيداغوجية. حاتم / ب