قامت المزرعة النموذجية بمنطقة البعراوية ببلدية الخروب في قسنطينة، بردم مجموعة من الأبقار النافقة تحت الأتربة، بعد انتشار عدد منها على مستوى مساحة تابعة لها منذ فترة، وتدخلت بلدية الخروب بعد تلقيها شكاوى من مواطنين عثروا على بقايا الأبقار منذ شهر سبتمبر الماضي، من أجل إعداد ملف حولته إلى مصالح الأمن بغية فتح تحقيق.
وأكد سكان بمنطقة البعراوية القريبة من وسط مدينة الخروب، أنهم عثروا على عدد من الأبقار النافقة بإحدى المساحات القريبة من المزرعة النموذجية، دون أجزاء صغيرة من جسمها ما يدل أنها رُميت بطريقة عشوائية قبل فترة زمنية قصيرة، كما أضافوا أنهم عثروا على بعض الأدوية المرسوم على واجهتها حيوانات على غرار البقر والخرفان والماعز، ما يؤشر حسبهم إلى أن البقرة عانت من مرض ما قبل نفوقها.
كما أضاف المتحدثون الذين اتصلوا أمس، «بالنصر»، أن المساحة المحاذية للمزرعة النموذجية تعج بالهياكل العظمية الخاصة بأبقار مرمية منذ أشهر عديدة، إضافة إلى هياكل أخرى تخص خرفان لا زال الصوف ملتصقا ببعض أجزائها، وأوضح المعنيون أن الكلاب الضالة تعودت على أن تجد وجبة دسمة في نفس المكان منذ عدة أسابيع، مؤكدين أنهم اتصلوا بالسلطات البلدية من أجل التدخل عدة مرات.
وأكدت بلدية الخروب عبر خلية الإعلام والاتصال، تدخلها بعد تلقيها بلاغا بوجود أبقار وأغنام نافقة دون أجزاء معتبرة منها، وكمية من الأدوية الحيوانية مرمية بالقرب منها، على مستوى البعراوية بمحاذاة المزرعة النموذجية، وخرجت لجنة ميدانية استعجالية متمثلة في رئيس لجنة الصحة، النظافة والبيئة عادل بهلول، وبحضور ممثلين عن مديرية البيئة ومكتب الصحة العمومية، ممثل عن تجزئة الفلاحة و كذا المحضر القضائي للوقوف على الوضعية عن كثب قبل اتخاذ الإجراءات اللازمة وفق ما ينص عليه قانون الصحة العمومية والحيوانية لتفادي انتشار الأوبئة والأمراض وكذا مراسلة الجهات المختصة للبث في القضية.
وأفاد رئيس لجنة الصحة، النظافة والبيئة ببلدية الخروب، عادل بهلول، في اتصال هاتفي للنصر، أمس، أنه تواجد رفقة اللجنة المعنية، بمساحة شاغرة في منطقة البعراوية، لمعاينة مجموعة من الأبقار الميتة قبل فترات مختلفة، موضحا أن البعض منها ألقيت قبل فترة قصيرة، ويتضح ذلك من خلال جثثها الكاملة والمنقوصة من أجزاء صغيرة فقط، فيما عثر على هياكل عظمية لأخرى، ما يؤكد أنها تعود لفترة طويلة من الزمن، مضيفا أن الهياكل العظمية لم تقتصر على الأبقار فقط وإنما شملت الخرفان أيضا.
وأضاف المتحدث، أن اللجنة وجدت مجموعة من الأدوية الخاصة بمعالجة الأغنام مرمية بالقرب من تلك الجثث، ما يؤكد أن صاحبها حاول علاج تلك الأبقار من مرض ما، موضحا أنها ليست المرة الأولى التي يتلقى فيها بلاغا من سكان المنطقة حول وجود حيوانات نافقة، مؤكدا أنه تواجد في نفس المكان في شهر سبتمبر ثم أكتوبر ووجد أن بعض الأطراف تقوم برمي تلك الجثث بطريقة عشوائية وغير قانونية، مؤكدا أنه يقوم في كل مرة بالإجراءات اللازمة والمتمثلة في تصويرها وإعداد تقارير ترسل إلى المصالح الأمنية، إلا أنه استعان بمحضر قضائي هذه المرة.
وأوضح عادل بهلول، أن عمل مصالحه يقتصر على إعداد وتحويل تقرير يخص الواقعة إلى الجهات الأمنية المعنية بفتح تحقيق حول هذه الظاهرة الغريبة، مضيفا أن ما تقوم به هذه الجهة المسؤولة من رمي عشوائي في مساحات بمنطقة البعراوية، قد يتسبب في انتشار أمراض خطيرة، خاصة وأنها تحولت لوجبات مفضلة للكلاب الضالة التي تتغذى يوميا منها، مؤكدا أن الأجزاء الناقصة منها تؤكد أنها كانت غذاء للكلاب والتي بدورها تنتشر في المناطق العمرانية وتحتك بالمواطنين، وبالتالي إمكانية نشر عدوى، خاصة وأن اللجنة لا زالت لا تعلم نوع المرض أو السبب الحقيقي وراء نفوق تلك الأبقار والخرفان، وذكر المتحدث أن الجهة المسؤولة عن رمي تلك الجثث تقوم منذ فترة بردمها تحت الأتربة لإخفائها، إلا أن العدد الكبير منها جعلها تظهر ملقية بإحدى المساحات.
ونشرت خلية الإعلام والاتصال لبلدية الخروب، صورا للأبقار والهياكل العظمية لمجموعة من الخرفان، بإحدى المساحات المحاذية للمزرعة النموذجية، مع إلقاء أدوية متمثلة في علب وقارورات، و خلال بحث قامت به «النصر»، باستغلال صور تلك الأدوية، اتضح أنها عبارة عن «تيلو فيط» وتستعمل لعلاج الالتهابات الأولية والثانوية في الجهاز التنفسي و الجهاز الهضمي والجهاز العضلي، كما تتسبب في إلتهاب الأذن الوسطى والتهاب الضرع و التهاب الجلد و المفاصل و الرحم و تؤدي للإصابة بداء «البريميات».
وتنقلت «النصر»، أمس، إلى عين المكان من أجل التأكد من انتشار تلك الأبقار، على مستوى مساحة بمحاذاة المزرعة النموذجية بمنطقة البعراوية بالخروب، إلا أنها وجدت أن مصالح المزرعة قد قامت بردم تلك الحيوانات النافقة في حفرة عميقة وتغطيتها بالأتربة والحجارة، قبل ساعات من وصولنا.
كما وقفنا على أن الأبقار النافقة وضعت كلها في تلك الحفرة العميقة والتي لم تستوعب ذلك الكم الهائل منها، حتى أن أرجل إحداها ظلت خارج الأتربة، كما شد انتباهنا انتشار عدد معتبر من الهياكل العظمية قديمة جدا، وأخرى أكثر جدة خاصة بالخرفان من خلال التصاق الصوف بتلك العظام لحد الآن، كما وجدنا عددا معتبرا من العظام المتفرقة في المساحة، وجماجم أبقار وخرفان. حاتم بن كحول
