اعتمدت الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية بقسنطينة 9 مشاريع لغرض التمويل خلال شهري أكتوبر ونوفمبر الحالي، فيما دعا أمس، مختصون بمناسبة افتتاح الأسبوع العالمي للمقاولاتية بقسنطينة إلى تنمية روح المقاولاتية منذ الصغر في أطوار تعليمية أقل، بالإضافة إلى الاهتمام بمسألة الملكية الفكرية واستغلال المعلومات التقنية في براءات الاختراع لتطوير مشاريع.
واحتضنت جامعة الإخوة منتوري قسنطينة 1 افتتاحية الأسبوع العالمي للمقاولاتية، الذي تستمر فعالياته إلى غاية 24 من الشهر الحالي، حضرته مختلف الجهات الفاعلة، حيث ذكر في كلمته الوالي، عبد الخالق صيودة، أنّ قسنطينة سباقة لتجسيد التوجّهات الداعمة للحركية الاقتصادية في البلاد، إذ عملت السلطات المحلية على استكمال استحداث مختلف الهياكل المساندة لإنشاء المؤسسات الناشئة واستحداث المقاولات المبتكرة، إذ أنّه إلى غاية نهاية شهر أكتوبر المنصرم تمّ تمويل 141 مشروعا، حيث يرتقب أن يسمح باستحداث 353 منصب عمل دائم في قطاعات الفلاحة، الصناعة، الأشغال العمومية، الخدمات والحرف التقليدية، مشيدا بإسهامات الوسط الجامعي في هذه الحركية من خلال منشأته العلمية والتكنولوجية، بالأخص مشاريع المخابر البحثية والمنصات الرقمية.
ويرى الأستاذ المكوّن بالوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية، محمد الصالح كرباج، أنّه ينبغي التوجّه إلى تنمية الثقافة المقاولاتية عند الأطفال، في أطوار أقل كالابتدائي والمتوسط، مؤكّدا حسبه أنّ ذلك سيؤدي إلى نتائج مبهرة، لافتا أنّ الثقافة المقاولاتية في الوسط والمجتمع الجزائري تعتبر أمرا جديدا، رغم وجود 24 سنة من التجربة.
وتحدّثت مسؤولة مركز دار الابتكار والتكنولوجيا بجامعة قسنطينة 3 ومنسقة واجهات الجامعة، الأستاذة، نوال أوتيلي، عن مكانة وحماية الملكية الفكرية في إنشاء مؤسسة ناشئة أو مصغّرة، كما أوضحت أنّه ينبغي تصحيح بعض المفاهيم الأساسية، فعادة الطالب الذي يفكّر بإنشاء مؤسسة مصغّرة يحسب أنّه غير معني بمسألة الملكية الفكرية، إذ يعتقد أنّها خاصة بالجانب الابتكاري والمؤسسات الناشئة.
وأردفت المتحدّثة أنّ هذا الاعتقاد خاطئ، قائلة أنّ الملكية الفكرية لم تنل نصيبها من مسار المقاولاتية، مشيرة إلى تسجيل تعد كبير على أفكار الغير والعلامة التجارية، كما قالت إنّ نظام الملكية الفكرية لا ينحصر في جانب حماية الأفكار فقط، بل يمكن استغلال براءات الاختراع عبر العالم من خلال معلوماتها التقنية التي تكون محمية في نطاق قطاعي معيّن أو تلك التي سقطت في الملك العام لتطوير أفكار ومشاريع وجعلها تلائم الخصوصيات داخل الجزائر.
ونوّهت مسؤولة حاضنة قسنطينة 3، الدكتورة، كريمة بوفنارة، بمجهودات الدولة الجزائرية بالأخص على مستوى الجامعات بغية تنمية روح المقاولاتية داخلها، حيث ذكرت مجموعة الواجهات الموجودة والمساعدة على تحقيق هذا الغرض، مؤكّدة أنّها كلها تعمل بالتنسيق لبعث روح المقاولاتية داخل الجامعة، ذلك أنّ العديد من الطلبة حسبها لا يعون قدرتهم على إنشاء مؤسسات ناشئة أو مؤسسات مصغّرة، رغم امتلاكهم أفكارا لذلك، وعليه تقوم هذه الواجهات بالتحسيس والمرافقة لترجمة هذه الأفكار واقعيا، فضلا عن المرافقة المالية، إذ تعتقد حسبها أنّ مختلف هذه الجهات تشكّل وتخلق بيئة مهمة من أجل الانطلاق، لافتة أنّ الطلبة يمتلكون مختلف التسهيلات للولوج إلى هذا المجال.
وقال المكلّف بتسيير الوكالة الولائية لدعم وتنمية المقاولاتية بقسنطينة، عواط عبد الحكيم، إنّه تمّ الانطلاق الفعلي للجنة انتقاء، اعتماد وتمويل المشاريع، يترأسها مدير الوكالة الولائية وتضمّ أعضاء يمثّلون عدّة قطاعات الفلاحة، التكوين المهني والجامعة، ممثل عن مركز السجل التجاري وكذا ممثلين عن البنوك.
وأضاف المتحدّث أنّ اللجنة بعد أن باشرت عملها خلال 3 اجتماعات لها باعتماد وقبول 9 مشاريع بغرض التمويل من أصل تسعة طلبات مقدّمة، تخصّ الذين استفادوا من دورات تكوينية على مستوى مراكز تطوير المقاولاتية، وتندرج المشاريع ضمن مجالات مختلفة على غرار الصناعة الصيدلانية، الصناعة التحويلية والمجال الخدماتي.
وأوضح «عواط»، أنّ الدراسة والتّقييم التي تمّ إجراؤها أبرزت النّجاعة الاقتصادية لهذه المشاريع وعلى هذا الأساس قبلت جميعها، كما أردف أنّ هذا يعكس دور مراكز تطوير المقاولاتية وأيضا دور المرافق الدائم في تأطير وتحضير حاملي المشاريع لإيداع الملفات أمام الوكالة وكذا تقييم المشاريع على مستوى الوكالة عن طريق سلم التنقيط.
إسلام. ق