أكد والي قسنطينة، بأنه سيتم إلغاء العقد المبرم مع المستثمر، الذي استأجر حظيرة التسلية بجبل الوحش، كما أوضح بأنه لن يتم تطبيق الدراسة التي أوصت بوضع جدارات دعم لحظيرة باردو بقيمة مالية تصل
إلى 80 مليار سنتيم.
وذكر حسين واضح في رده على سؤال للنصر، حول مصير حظيرة التسلية بجبل الوحش، بأن المرفق أجر لأحد المستثمرين الخواص إلى غاية سنة 2017، حيث أنه استغلها لسنة او سنة و نصف ثم تخلى عنها، لكنه ذكر بأن مصالحه لم تبق مكتوفة الأيدي، بل قامت بإيفاد محضر قضائي للتأكيد على أن المستثمر لم يف بالتزاماته من أجل إلغاء العقد المبرم معه، مشيرا إلى وجود رغبة من مستثمرين اثنين لاستغلال الحظيرة، لافتا إلى أنه سيتم فرض دفاتر شروط صارمة لتفادي تكرار مثل هذه الحالة، كما أضاف بأنه سيتم تكوين لجان للمراقبة لمتابعة جميع المشاريع الإستثمارية، بحسب قوله.
وعن مشاكل الانزلاقات التي ظهرت بحديقة باردو، فقد أوضح الوالي بأن مشروع الحديقة النباتية، التي تتربع على مساحة تزيد عن 60 هكتارا، صمم في الأساس من أجل تهيئتها، في حين أن تطبيق الدراسة، التي تقضي بإنجاز جدارات للدعم قد يكلف الدولة مبالغ مالية ضخمة هي في غنى عنها والتي قد تصل إلى 80 مليار سنتيم ناهيك عن تهديدها للبنايات الواقعة أعلى الحظيرة بحسب تأكيده.
وتابع واضح، بأن ما هو جار إنجازه سوف يتم استلامه، مضيفا بأن الدراسة طموحة، لكن أكد بأنه من الأفضل عدم المساس بها وتسيير الشأن والمال العام بعقلانية، خاصة وأن مساحة الإنجاز لا تتجاوز هكتارين وتساءل «لماذا نتسبب في أشياء لم تتسبب فيها الطبيعة» بحسب قوله.
وقد عرف مشروع الحظيرة الحضرية بباردو، الذي تشرف على إنجازه مديرية البيئة العديد من الإختلالات، بدء من مشكلة الوضعيات المالية العالقة للشركة الأجنبية المنجزة للمشروع، نظرا لوجود إشكال قانوني في تحويل الأموال بالعملة الصعبة، وصولا إلى مشكلة الإنزلاقات، التي لا تزال تظهر بين الحين والآخر في موقع المشروع، الذي عرف تقدما نوعيا خلال الفترة الأخيرة.
ومعلوم أن منطقة باردو كانت معدة لاحتضان مشروع تحديث المدينة لكن الملف أجل قبل أن يقرر الوالي الحالي إقامة مشروع فضاء للتنزه في قلب المدينة في إطار مشاريع تظاهرة عاصمة الثقافة، لكن الأشغال تعطلت بفعل عوائق تقنية، أما حظيرة جبل الوحش فمصيرها مرهون منذ 16 سنة، بعد فشل كل محاولات بعث الروح في المكان، حيث تم إبرام عقود لم تصمد، وتعرض المكان لعمليات نهب للألعاب وتدهور حول أجمل حظائر الشرق إلى مكان مهجور، وفي السنتين الأخيرتين سلمت لمستثمر قدم تصورا مثاليا عن إعادة الاعتبار للحديقة لكن تلك الصورة تبددت بمجرد إعادة فتحها، حيث تبين أن الألعاب غير مطابقة فيما تم فرض أسعار دخول خيالية على الزوار، وتدريجيا تم هجرها مجددا، كما سبق وأن عرض على بلدية قسنطينة تسيير المرفق لكنها رفضت، لتفشل مختلف المناقصات في إنقاذ ما تبقى من المتنفس الوحيد لسكان مدينة يتخذ سكانها من حقول القمح والمراكز التجارية أمكنة للتنزه، أو يضطرون للبحث عن متنفس في ولايات مجاورة، ليبقى الأمل معلقا على حديقة باردو .
لقمان/ق