مياه الصرف الصحي تلوّث بساتين المنية و وادي الرمال
تشهد منطقة جسر بوبربارة المعروفة بحي المنية و الواقعة على حافة وادي الرمال بقسنطينة، تلوثا كبيرا بسبب مياه الصرف الصحي القادمة من وسط المدينة و التي تصب مباشرة في البساتين و بعدها في الوادي، فيما يبقى مشروع إصلاح شبكة التطهير المكسورة عالقا منذ عدة سنوات.
و حسب ما شاهدناه على مستوى البساتين التابعة لسكان يعيشون بالمنطقة، فإن شبكة تطهير ضخمة تمتد على مئات الأمتار بالمكان ذاته تبدو جد قديمة، فيما تظهر بأنها قادمة من أعالي مدينة قسنطينة، غير أنها مكسورة و لاحظنا أن مياه الصرف الصحي كانت تتدفق منها بكميات كبيرة، لتشكل سيلا يصب مباشرة في وادي الرمال.و أكد سكان المنطقة أن هذه الشبكة تنقل مياه الصرف الصحي من وسط المدينة و بعض الأحياء الأخرى و حتى مياه الصرف الخاصة بالمستشفى الجامعي، مضيفين بأنها تعرضت إلى تشقق كبير قبل عدة سنوات، حيث انطلق بعد ذلك مشروع لتجديدها و أزيل جزء كبير منها من أجل تعويضه بأنابيب جديدة لا تزال موضوعة في المكان، و لاحظنا أنها مصنوعة من مواد تشبه البلاستيك و ليس الإسمنت المسلح، و قد تعرضت لأضرار كبيرة بسبب العوامل المناخية دون أن يتم استعمالها.و قد عبر السكان عن استيائهم من هذه الوضعية المستمرة منذ سنوات، على حد تأكيدهم، حيث أن مياه الصرف الصحي الخاصة بمدينة كاملة، تصب مباشرة في أراضيهم، كما تلوث وادي الرمال، و حسب ما أكدوه فإن هذه الشبكة يفترض أن تتجه إلى محطة التطهير بحامة بوزيان، على غرار تلك القديمة، غير أن الأشغال التي انطلقت منذ أكثر من 5 سنوات توقفت، حسبهم، منذ مدة طويلة و لم تستأنف بعد.
بالمقابل أوضح مدير التطهير لولاية قسنطينة، أن الشبكة المعنية قديمة و تأتي من منطقة سيدي مسيد، أما مشروع تجديدها فكان سينجز من قبل مؤسستي «أونيدري» و «سياكو»، غير أنه ألغي بسبب تعمد بعض السكان تكسير الشبكة عمدا من أجل استعمال مياه الصرف الصحي في السقي، كما أشار إلى أن محطة التطهير بحامة بوزيان متوقفة حاليا، و لذلك سواء تم توجيه المياه إلى المحطة أو صبت في الوادي، فالنتيجة تبقى نفسها، كما أن المشروع لا يعد، حسبه، من الأولويات في الوقت الحالي، خاصة في ظل الوضع الاقتصادي للبلاد، و لذلك يفضل إنجاز مشاريع أخرى كمّد شبكات المياه الجديدة.
عبد الرزاق.م