تدهـور كبير بالمنطقتين الصناعيتين بالما و 24 فيفري بقسنطينـة
تعرف المنطقتين الصناعيتين «بالما» «و 24 فيفري» ، خلال الآونة الأخيرة، تدهورا كبيرا في الكثير من أجزائها زادها حدة الأشغال اليومية لتجديد قنوات المياه وتجديد شبكة الربط بالغاز والكهرباء، التي تسببت في تشويه المكان، فيما تراهن السلطات الولائية على إنجاز مناطق نشاطات جديدة، من أجل إعادة بعث قطاعي الصناعة والإسثتمار.
وأصبحت مظاهر الحفر و التسربات المائية و الأوساخ و كذا أكوام قارورات الخمر، من السمات المميزة للمنطقتين الصناعيتين على طول السنة، حيث أن أنها لم تستفد من أية عملية تهيئة شاملة منذ أكثر من عشر سنوات، باستثناء بعض الإصلاحات الترقيعية، التي تمس أحيانا بعض أجزاء الطرقات.
وأدت الأشغال الأخيرة، التي مست مدخل «بالما» بالقرب من سوق الجملة للخضر، إلى تدهور كبير في ذلك الجزء من الطريق، الذي تحول إلى نقطة سوداء تصعب فيه حركة المركبات، طيلة فترات اليوم، حيث تتشكل طوابير طويلة، وزاد الأمر سوء تطاير الاتربة والأوحال، وكذا تزايد انتشار الأشواك والأعشاب الضارة بجميع أرجاء المكان، كما أنها غطت العديد من الجيوب العقارية المهملة.
وتحولت العديد من أجزاء المنطقتين الصناعيتين، إلى فضاءات مفتوحة لبيع و تناول الخمور طيلة فترات اليوم، ناهيك عن الاعتداءات و الشجارات اليومية التي حولت المكان إلى مسرح للفوضى و الممارسات اللاأخلاقية، ما بات يشكل هاجسا لمرتادي وعمال المنطقة الصناعية و حتى لسائقي سيارات الأجرة الذين أصبحوا يعزفون عن نقل الزبائن إليها، فيما يشتكي عمال مؤسسة تسيير العقاري، من تزايد رمي قارورات الخمر الفارغة ، والتي أصبحت تشكل عملية جمعها هاجسا يوميا لهم.
وخصصت مديرية التعمير لتهيئة المنطقة الصناعية «بالما»، والتي يطلق عليها أيضا اسم الرمال، بمساحة إجمالية تتجاوز 55 هكتارا، مبلغا ماليا بقيمة 15 مليار سنتيم، خصص منها 6.8 مليار لإعادة الإعتبار لقنوات التطهير والتي لم تتعد نسبة تقدمها 15 بالمائة، بحسب أرقام رسمية، فضلا عن حوالي 12 مليون دينار أخرى خصصت لأشغال الربط بقنوات المياه، في حين لم تنطلق بعد أشغال الإنارة العمومية، بسبب مشاكل مع مكاتب الدراسات.
وتراهن السلطات الولائية، على إنجاز مساحات استثمارية جديدة، من أجل تحسين صورة وبعث المجال الصناعي بالولاية، وكذا تخفيف الضغط على المناطق الصناعية الكبرى الواقعة ببلديات قسنطينة وديدوش مراد وكذا ابن باديس، حيث تم تسجيل ثلاث عمليات لإنجاز حظائر صناعية كبرى بمساحة إجمالية تزيد عن 900 هكتار، كما استفادت من مساحات من مشاريع لبرامج تهيئة 07 مناطق نشاطات بمبالغ مالية فاقت 155 مليار سنتيم. ويشتكي مستثمرون و أصحاب وحدات صناعية بالعديد من مناطق النشاطات الجديدة، من انعدام الكهرباء و المياه والتهيئة بها، ما أدى إلى تأخر تجسيد العديد من المشاريع الإستثمارية بكل من بلديات مسعود بوجريو ، و علي منجلي وابن زياد، في حين لا تزال العديد من طلبات الإستثمار عالقة بسبب عدم توفر الأوعية العقارية. لقمان/ق