ترميمــــــــات رحبــــــة الجمـــــــال معلقــــــة منــــــذ 3 سنـــــــوات
مرّت حوالي 3 سنوات منذ الإعلان عن مشروع لترميم منطقة رحبة الجمال بالمدينة القديمة بقسنطينة، و التي انطلقت بها الدراسة على مستوى فندقين و ساحة بن حمادي ثم توقفت، بعد رفض التجار ترك محلاتهم قبل التوصل إلى صيغة تعويضية، و رغم الحالة المتدهورة التي آلت إليها هذه البنايات المهددة بالسقوط، إلا أنها لا تزال تضم عددا كبيرا من التجار و الحرفيين، فيما يبقى مصير المشروع غير معروف.
و الملاحظ أن البنايتين المعروفتين بـ «الفندق» و اللتين تضمان حاليا عشرات تجار الألبسة و الهواتف، إضافة إلى عدد كبير من الحرفيين الذين يشغلون المحلات الضيقة الواقعة على مستواها، قد ازدادت وضعيتهما تدهورا، حيث يبدو من الواضح أنهما شُيّدتا في الفترة الاستعمارية، و أصبحتا آيلتين للسقوط أكثر من أي وقت مضى، بالنظر إلى شكل الجدران المتشققة و الأسقف القرميدية الجد قديمة، كما أن العديد من التجار الذين التقينا بهم في المكان، حذروا من خطر انهيارها في أي وقت.
مدير الثقافة صرح خلال آخر دورة للمجلس الشعبي الولائي، في رده على انشغالات المنتخبين، بخصوص تأخر انطلاق عمليات الترميم المبرمجة خلال تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية 2015، أن مصالحه تدرس جميع المشاريع المتوقفة من أجل إعادة بعثها، مؤكدا بأن عمليات الترميم الخاصة بالبنايات القديمة و المصنفة ستنطلق كلها في الوقت المناسب.
صاحب مكتب الدراسات المحلي المُكلف بالمشروع، أكد في اتصال بالنصر أن العقود أمضيت مؤخرا بعد قرابة سنتين من الانتظار، لكن الجهات المعنية لم تشرع بعد في إجراءات إخلاء المكان من التجار، من أجل الانطلاق في الدراسة التي تتطلب أشغال تعرّف و تقشير بالبنايتين، اللتين اقتُرح تحويلهما إلى مركز للصناعات التقليدية بما يتماشى مع عراقة المدينة القديمة.
و كانت وزيرة الثقافة السابقة نادية لعبيدي قد أعلنت لدى زيارتها إلى «رحبة الجمال» في شهر ديسمبر من سنة 2014، بمناسبة التحضير لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، عن بعث مشروع لترميم الفندقين اللذين يضمان حوالي 170 تاجرا، بالإضافة إلى إعادة تأهيل ساحة بن حمادي، ليتحول إلى معلم سياحي مفتوح، و تم وقتها تعيين مكتب دراسات محلي لإعداد خبرة معمقة بخصوص البنايتين من أجل الانطلاق في الترميم، بالشراكة مع مؤسسة إسبانية، غير أن المشروع عرف تعثرا.
كما شكل رفض التجار ترك محلاتهم دون الحصول على تعويضات مناسبة، أو نقلهم إلى مكان بديل يحصلون فيه على نفس المردودية، عائقا آخر حال دون تجسيد المشروع، الذي تجهل مستجداته، حيث أكد معظم التجار الذين تحدثنا إليهم، أنهم ليسوا على علم بمصير هذا المشروع، مؤكدين بأنه و منذ ذلك الوقت، لم تتقدم منهم أي جهة رسمية للحديث عن عملية الترميم و الأمور التي تترتب عنها.
عبد الرزاق.م