غيــــــاب الأمــــــن و الإنـــــارة بحديقـــــــة زواغـــــــــي
تحوّلت الحديقة العمومية الواقعة على الطريق المؤدي إلى مطار محمد بوضياف بمنطقة عين الباي بقسنطينة، إلى مكان مفضل للعائلات التي تقصد المكان للتنزه و الاستجمام، في ظل غياب مرافق ترفيهية بالولاية، و ذلك بالرغم من أن هذا المكان، لا يتوفر على أبسط الضروريات، كغياب الأمن و عدم توفر الإنارة و انتشار الأوساخ.
و أصبحت الحديقة التي افتتحت قبل نحو سنتين، في إطار مشاريع قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، قبلة للعائلات التي تقصد المكان من كل أنحاء المدينة و حتى من البلديات المجاورة، إذ يزدحم المكان بالناس من قبل صلاة المغرب و إلى غاية منتصف الليل، رغم أنه بسيط جدا، فما عدا العشب الطبيعي الذي يكسو بعض المساحات الصغيرة و كذا الكراسي التي وضعت في بعض أنحائه، إضافة إلى نصب تذكاري يتوسط نافورة، لا يوجد ما يميز هذه الحديقة، أو يجذب إليها الزوار بهذا العدد.
و الملاحظ أن الإنارة العمومية لا تعمل، إذ أن جميع الأعمدة مطفأة، كما أن الأعمدة الصغيرة التي يفترض أن تزين المكان بالأضواء، تعرضت للتخريب، و الإضاءة الوحيدة المتوفرة صادرة عن الطريق المجاورة للحديقة، فيما تنتشر الأوساخ و فضلات الأحصنة التي يؤجرها أصحابها لزوار المكان، كما تنبعث منها الروائح الكريهة، و يوجد في المكان بعض الشباب الذين يستغلون موقف السيارات، و يطلبون الحصول على مقابل مالي، من أجل السماح لأصحاب المركبات بركن سياراتهم في المكان.
و قد استوقفنا لدى زيارتنا للمكان، تواجد عدد كبير من العائلات التي تأتي للحديقة بعد نهاية الدوام برفقة الأطفال، مستغلة توفر بعض الألعاب، فيما يجلب آخرون العشاء و يجلسون تحت الأشجار لتناوله، و قد انتعشت التجارة بعدد من المحلات المجاورة، حيث افتتح مقهى و مطعم و محل لبيع المثلجات و المرطبات، فيما استغل بعض الشباب الوضع في نصب طاولات للحلويات و الشاي، و آخرون في كراء ألعاب للأطفال، و حتى لركوب الأحصنة أو التقاط صور معها.
و طالب بعض من صادفناهم بالمكان بتوفير دوريات أمنية و إصلاح الإنارة العمومية، إضافة إلى الحفاظ على النظافة و صيانة العشب و الأشجار، خاصة أن المكان يعد، حسبهم، المتنفس في غياب مرافق و منتزهات، داعين أيضا إلى إنشاء مُركبات للترفيه و أماكن للنزهة و التسلية.
عبد الرزاق.م