عائـــــلات تبيــــــت في العـــــراء بعـــد هــــدم منازلهــــا بحـــي الشهــــداء
توجد أربع عائلات في العراء منذ أول أمس، و تعيش ظروفا صعبة على مستوى أرض حملاوي الواقعة بحي الشهداء بمنطقة بوذراع صالح بقسنطينة، و ذلك بعد أن تم هدم المنازل الهشة التي كانت تقطنها على إثر عملية الترحيل التي مست عددا من العائلات بالمكان، حيث يطالب المعنيون بمنحهم سكنات أو رخص للبناء في المنطقة، خاصة أن بينهم أطفال و عجائز و مرضى.
و حسب ما وقفنا عليه أمس بالمكان فإن عددا من الأشخاص من شباب و رجال و نساء، يتواجدون على مستوى هذه المنطقة، حيث يجلسون في العراء بعد تهديم المنازل الهشة التي يقولون إنها كانت تؤويهم رفقة عائلات أخرى تم إعادة إسكانها، أول أمس، بالوحدة الجوارية 20 في المدينة الجديدة علي منجلي، و قد أصبحت المنازل عبارة عن ركام، فيما بقي الأثاث و المتاع الخاص بهم مرميا في المكان.
و أكد المواطنون الذين التقيناهم، بأن 4 عائلات تم “استثناؤها” من عملية الترحيل، بالرغم من أنه لا يوجد مكان يلجأون إليه، على حد تأكيدهم، موضحين بأن جميع من يقطن المكان هم من عائلة “حملاوي”، التي يتواجد أفرادها على مستوى هذه القطعة الأرضية منذ سنة 1965، و حسب ما تحدثوا عنه، فإنهم يملكون شهادة أقدمية تثبت ذلك، حيث يستغلون الأرض في زراعة الأشجار المثمرة و تربية الأبقار و الأغنام.
و قد أوضح المعنيون بأنهم رفضوا الخروج من المنازل و إخراج الأثاث، غير أن “وعود المسؤولين” بمنحهم استفادات، في حال استجابوا لمطلب إخلاء السكنات، دفعهم للخروج، ليفاجأوا، مثلما قالوا، بتركهم في المكان دون مأوى، مضيفين أن من بينهم مرضى، حيث أن إحدى العجائز قالت بأنها مصابة بالتهاب الكبد الفيروسي، فيما ذكرت إحدى النسوة أنها وضعت مولودها منذ 17 يوما، و اضطرت أمس لإرساله لإحدى العائلات التي ترعاه بشكل مؤقت.
و الملاحظ أن العديد من الأشجار المثمرة قد أزيلت خلال عملية الهدم، حيث أكد السكان، أن حوالي 40 شجرة قد أتلفت، و قد ذكر بعضهم أنها تمثل مصدر رزق بالنسبة لهم، حيث يقومون بجني الثمار و يبيعونها، مضيفين أيضا بأنهم اضطروا إلى إبعاد الحيوانات التي يملكونها خشية مصادرتها من قبل السلطات. و حسب ما أكده السكان فإن مصالح دائرة قسنطينة، أكدت لهم بأنهم غير معنيين بالترحيل و لن يتم منحهم سكنات، كما أنه عليهم تحمل مسؤوليتهم في الحصول على مأوى.
للإشارة فإن والي قسنطينة كان قد شدد مؤخرا، على عدم استثناء أي منزل يرحل قاطنوه من الهدم، حسب ما أكده في تصريحات سابقة لوسائل الإعلام.
عبد الرزاق.م