حـــوادث الـعمــل كلّـفت «كنـــاص» قسنطينـة 100 مليار خـلال السنـة الماضيــة
أفاد أول أمس الخميس، مدير وكالة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي للعمال الأجراء بقسنطينة، بأن حوادث العمل بالولاية كلّفت هيئته السنة الماضية مائة مليار سنتيم، في حين اعتبر مختصون بأن سوء توزيع المهام في المؤسسات قد يؤدي بموظفين إلى الانتحار.
وأوضح مدير الصندوق، عبد الله جويني، في ندوة صحفية عقدها على هامِش أبواب مفتوحة حول الأمراض المهنية وحوادث العمل، بأن وكالة “كناص” بقسنطينة سجلت السنة الماضية 2506 حوادث عمل منها 27 مميتة، ما يشير إلى وجود انخفاض في الحصيلة بنسبة سبعةٍ بالمائة مقارنة بالسنة التي قبلها، في حين أوضح بأن خمسين بالمائة من الحوادث مسجلة في قطاع البناء، كما أن فترة بداية ونهاية الأسبوع هي الأكثر تسجيلا للحوادث في أماكن العمل، في حين تمسّ بشكل أكبر العمال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و25 سنة و الذين تجاوزوا سن الأربعين، وأرجع محدثنا وقوع الحوادث بكثرة للفئتين العمريتين المذكورتين، لكون كثير من العمال الشباب لا يتخذون الاحتياطات اللازمة، فيما يستهين ذوو الخبرة بها.
وقال نفس المصدر إن القطاع الخاص، يسجّل العدد الأكبر من الحوادث، لكنه نبّه بأن كثيرا من المؤسسات الخاصة تحترم المعايير الواجب اتخاذها في الورشات لحماية العمال، أما بخصوص الأمراض المهنية، فصرح بأن مصالحه سجلت ست حالات خلال السنة الماضية، وأغلبها أمراض تنفسية، في مقابل 16 حالة في 2016، في حين بلغ عدد الأمراض ذات الطابع المهني 56 حالة، وهو ما يمثل حوالي نصف ما أحصته الوكالة في العام ما قبل الماضي. وأضاف المسؤول بأن الكثير من الموظفين والعمال يجهلون الإجراءات التي يجب إتباعها من أجل التصريح بالمرض المهني، في حين قال إن تكلفة التعويض عن الحوادث ارتفعت السنة الماضية بـمليارين و800 مليون سنتيم مقارنة بالعام الذي قبله.
وانتقد المتحدث سلوك الكثير من أرباب المؤسسات الذين لا يقومون بالتصريح بالعمال، رغم أن أماكن عملهم خطيرة مثل المحاجر، مشيرا إلى أن حادث العمل الذي أودى مؤخرا بحياة شاب داخل شاحنة لطحن الإسمنت، كان ناتجا عن عدم اتخاذ الاحتياطات، حيث لم يكن زميله يعلم بوجوده فقام بتشغيلها. وقال نفس المصدر إنه يجب التصريح أيضا بالمواد الخطيرة المستعملة في المؤسسات مثل مواد التنظيف، لكن قلة فقط من المؤسسات تحترم هذا الإجراء.
وشملت الأبواب المفتوحة مجموعة من المداخلات قدمها مختصون من هيئات مختلفة، حيث تحدث البروفيسور مصطفى حداد مسؤول مصلحة طب العمل بالمستشفى الجامعي ابن باديس، عن مخاطر سوء تسيير الموارد البشرية وتوزيع المهام داخل المؤسسات التي تؤدي ببعض العمال إلى الوقوع تحت ضغط نفسي كبير، يقودهم إلى الاحتراق النفسي الذي قد يؤدي إلى الانتحار أو ارتكاب أشياء خطيرة في حق الذات أو الغير، في حين يعاني موظفون آخرون من الملل المؤدي إلى اضطرابات بسبب وضعهم في وظائف أقل مما يستحقونه، فيما أكد البروفيسور بأن هذه التصرفات السلبية قد تتسبب في فشل المؤسسة بشكل كلي.
وردّت رئيسة مصلحة الوقاية من الأخطار المهنية بمفتشيّة العمل للولاية على سؤال أحد الحضور خلال فترة النِّقاش، بأن نسبة تغطية العمال باتفاقيات العمل تقدر بحوالي 60 بالمائة فقط، حيث سجلت مصالح المفتشية 537 اتفاقية فقط، في حين أشارت إلى أن المؤسسات تقدم محاضر تنصيب لجان الوقاية والأمن دون أن تُفعّلها في الواقع. أما رئيس جمعية السلامة المرورية لولاية قسنطينة، فأثار نقطة حوادث سائقي الشاحنات التي تكون غير ملائمة للسير، حيث قال البروفيسور حداد أن القانون يحدّد أزيد من خمسين مرضا يمنع الفرد من ممارسة مهنة سائق شاحنة أو حافلة، مشددا على ضرورة أن تشتمل التحقيقات على الملف الطبي للسّائق.
سامي.ح