عائلة تقود شبكة دولية لتهريب و تصدير المخدرات نحو ليبيا و تونس
قضت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة، في ساعة متأخرة من يوم أول أمس الخميس، بتسليط أحكام متفاوتة العقوبة تراوحت ما بين 20 و 7 سنوات سجنا نافذا في حق 10 أفراد من الشبكة الدولية المختصة في تهريب وتصدير المخدرات من المغرب نحو ليبيا وتونس، مرورا بولاية عنابة، تقودها عائلة زعيم المنظمة «بابي» الفار بالمملكة المغربية، و تم تفكيكها بفضل عنصر متسرب تابع للدرك الوطني داخل الشبكة الدولية.
ممثل الحق العام التمس في حق كامل أفراد الشبكة المؤبد عن تهمة، جناية القيام بطريقة غير مشروعة بتصدير واستيراد المخدرات وبيع ووضع للبيع وحصول وشراء قصد البيع ونقل وتوزيع مواد مخدرة بواسطة جماعة إجرامية منظمة.
وقائع القضية تعود لتاريخ 2012.5.14 ، تلقت فصيلة الأبحاث التابعة للدرك الوطني بعنابة من العنصر المتسرب داخل الشبكة الدولية المنظمة والتي تمتهن المتاجرة بالمخدرات وترويجها، معلومات مفادها أن هذه الشبكة بصدد إتمام بيع لكمية من المخدرات تقدر بحوالي 100 كلغ لأشخاص أجانب من جنسية ليبية على مستوى فندق «ميموزا بلاص» بحي سيدي عاشور، واستغلالا لهذه المعلومات تم تشكيل دورية والتنقل إلى عين المكان ونصب كمين للإطاحة بعناصر الشبكة وعلى إثرها ثم إيقاف ثلاث أشخاص يقودون ثلاث سيارات من نوع « رانج روفر، رونو ميقان، بيجو 207» كل مركبة كانت محملة بـ 20 كلغ من المخدرات، ويتعلق الأمر بالمتهمين (س.ف) المدعو « كعبورة» و (ش.أ) المدعو « الموستيك»، كما تم توقيف (ب.ي) وهو صانع أرائك بعد عملية مطاردة.
وفي إطار البحث والتحري المعمق الذي قام به عناصر الدرك الوطني ومقارنة الكشوفات الهاتفية وربطها بأماكن تحركاتهم، تمكن المحققون من تحديد مكان شحن كمية المخدرات المحجوزة، وصرح المتهم(ب.ي) أن كمية المخدرات المحجوزة هي من أصل شحنة تقدر بحوالي 180 كلغ ملك للمدعو « كعبورة» قام باستلامها ونقلها على دفعتين من المخبأ السري للشبكة الكائن بمنطقة السبعة في ولاية الطارف، الشحنة الأولى 80 كلغ نقلها هذا الأخير على متن سيارة من نوع « بيكانتو» والثانية 100 كلغ نقلها في سيارة من نوع « فولسفاغن» إلى مقر سكناه بحي الصرول.
وعلى اثر هذه المستجدات تنقل عناصر الدرك الوطني إلى حي الصرول لتفتيش منزله، حيث وجدوا والده الذي اعترف بأن « كعبورة» نقل المخدرات على متن سيارة صهره،وقام رميها بالأحراش المحاذية للطريق الرابط بين حيي الصرول وواد النيل، وبعد تشكيل دورية مدعمة بعناصر فصيلة الأمن والتدخل لتمشيط المكان، ثم العثور على كمية مخدرات قدر وزنها بـ 117 كلغ.
وأثناء التحقيق مع المدعو
« كعبورة» اعترف أنه على علاقة مع المسمى (أ.ع.ر) المدعو « بابي» الذي يسير شبكة دولية للمتاجرة بالمخدرات ويتخذ من المملكة المغربية مقرا له، وأعطى تفاصيل عن أفراد الشبكة، إذ أن والد « بابي» مكلف بنقل المخدرات من الحدود المغربية إلى ولاية عنابة، أما (ك.ع) و(ب.ي) الذي يحوز على مسدس من نوع « بيريطة» سرقه من منزل شرطي ببلدية البوني، هو ووالده مكلفان بتخزين المخدرات، والمسمى (ت.أ) مكلف باستقبال وتوزيع المخدرات على مستوى ولاية الطارف، والعائدات المالية تسلم للمسماة « ل.ف» والدة « بابي»، فيما يقوم « الموستيك» بتوزيع وترويج المخدرات بولاية عنابة، وتهريبها إلى ليبيا وتونس. ومواصلة للتحريات تم التعرف على هوية كامل المتهمين وتوقيفهم، من خلال جدول المكالمات الهاتفية.
المتهمون اعترفوا بالتهم الموجهة إليهم بعد مواجهتهم من قبل هيئة المحكمة بالأدلة التي تدينهم بالمتاجرة واستيراد وتصدير المخدرات، حيث اعترف (ب.ا) بأن إبنه أخذ كمية المخدرات المقدر 117 كلغ من مسكنه وقام برميها في حي واد النيل، وصرح بأنه على علم بأن ابنه ينشط ضمن المنظمة. كما اعترف (س.ك) بأن (ت.ا) كان يرسل له المخدرات ويخبئها في محله، وصرح هذا الأخير بأنه يسلم عائدات البيع لأم زعيم الشبكة الدولية « بابي» التي اعترفت بدورها بأن ابنها يقود منظمة دولية لتهريب وتصدير المخدرات.
حسين دريدح