قالت مصادر من مديرية الصناعة و المناجم بقالمة، بأن عدة شركات عالمية كبرى قد زارت عملاق الدراجات النارية «سيكما» خلال الأشهر الماضية، و أبدت استعدادها لإبرام اتفاقيات شراكة في مجال تصنيع التجهيزات الطبية و عتاد البناء، و تركيب شاحنات الوزن الثقيل.
و أضافت المديرية أمام دورة المجلس الشعبي الولائي المنعقدة يوم الخميس، بأن الشركة الإيطالية «كوندور أس.بي أ» تعد الأكثر جدية حتى الآن، مقارنة بشركات اسبانية و صينية، زارت المركب بين جويلية 2016، و أوت 2017.
و قامت الشركة الإيطالية المتخصصة في انتاج معدات البناء بزيارة للمركب قبل سنة، ثم عادت في أوت الماضي لعقد اجتماع بالجزائر العاصمة لاستكمال عملية إمضاء عقد الشراكة بين الطرفين.
و يمر مركب الدراجات النارية بقالمة بأزمة اقتصادية خانقة، أوصلته إلى حافة الإفلاس و الانهيار التام، لكن بقايا العمال الصامدين أبقت على الحد الادنى من النشاط، المدعوم من قبل عدة قطاعات وزارية أبرمت عقودا لشراء منتجات المركب، بينها وزارة التضامن الوطني و وزارة البريد و تكنولوجيات الإعلام و الاتصال.
و في انتظار الشراكة الاجنبية، يعمل مهندسو سيكما على تطوير منتجات محلية لمواجهة المنافسة التي فرضتها الصناعة الأجنبية التي اكتسحت الأسواق الوطنية، و سببت متاعب كبيرة لمركب الدراجات بقالمة.
و يتوفر المركب العملاق الذي بني منتصف السبعينات على إمكانات هائلة في مجال التصنيع و الميكانيكا الدقيقة، لكنه فقد القدرة على التطور و مواكبة التكنولوجيا الحديثة التي اكتسحت العالم، و خاصة في مجال الدراجات النارية و الدراجات الهوائية. و نجح المركب بإمكانيات محدودة و قليل من المهندسين و التقنيين و العمال ذوي الخبرة الطويلة، في تطوير منتجات جديدة، بينها دراجات هوائية و دراجات نارية و كراسي متحركة، و دراجات لذوي الاحتياجات الخاصة، و عربات تجارية صغيرة موجهة للباعة المتجولين الحائزين على قروض أنجام.
و تخوض وزارة الصناعة و المناجم، معركة مضنية لإيجاد شريك لعملاق الدراجات، الذي يواجه خطر الانهيار، و ذالك بفتح باب الشراكة مع الشركات الاجنبية المهتمة بقطاع الصناعة الوطنية المقبلة على تحولات كبيرة، قد تبدد أثر السنوات العجاف التي كادت أن تشل كبرى المركبات الصناعية بقالمة، و في مقدمتها عملاق الدراجات، و قلعة الخزف، و مصنع تكرير السكر، و مركب خمائر الشرق بمدينة بوشقوف.
فريد.غ