شحنات من الزيتون ترمى في الأودية بسبب مشكل التسويق
يشتكى منتجو الزيتون بولاية الطارف، من تعرض محصولهم للسرقة من قبل عصابات مختصة تحت جنح الليل، تقوم بعرضه للبيع بأسواق الولايات المجاورة و على قارعة الطرقات، أو تهريبه نحو تونس ، فيما لجأ منتجون إلى رمي كميات معتبرة بسبب مشكل التسويق.
و ذكر بعض المنتجين في اتصال مع «النصر»، بأن ظاهرة سرقة و تهريب محصول الزيتون تبقى في استفحال أمام وفرة الإنتاج هذه السنة، خاصة ببلديات الجهة الجنوبية لدائرة بوحجار و المناطق الجبلية الحدودية كبوقوس ،الزيتونة و رمل السوق ، حيث تتواجد أكبر المساحات الشاسعة لأشجار الزيتون.
و تبقى شكاوى المنتجين في تزايد جراء عمليات سرقة محصولهم ما كبدهم خسائر كبيرة ، في الوقت الذي تمكنت فيه المصالح الأمنية المختصة من حجز أزيد من 79قنطارا كانت على متن جرارين في طريقها للتهريب إلى ما وراء الحدود.
و أشار بعض الفلاحين إلى أن سرقة محصولهم يعود إلى تأخر جنيه بسبب عزوف العديد من المنتجين عن عملية الجني جراء مشكلة التسويق المطروحة بحدة، والتي باتت تهدد مستقبل هذا النشاط في غياب استثمارات في هذا المجال .
حيث تعرضت كميات من المحصول للتلف بسبب نضجها و التساقط بفعل الرياح العاتية، إلى جانب الأضرار التي تسببت فيها الطيور، و هذا في ظل غياب وحدات للتحويل، حيث تتوفر الولاية على معصرتين متواجدتين بكل من بوحجار و العصفور، لا تلبي حاجيات المنتجين مقارنة مع شساعة المساحة المغروسة، و كمية الإنتاج المعتبرة للزيتون بأنواعه المتوقع إنتاجاه هذه السنة.
و أردف المنتجون بأن هذه الوضعية اضطرتهم إلى نقل محصولهم لتسويقه بالولايات المجاورة و هي عملية تكلفهم متاعب و ارتفاع مصاريف النقل، فيما لجأ آخرون إلى بيع حصولهم بأبخس الأثمان على قارعة الطريق في مسعى لإنقاذ الموسم و تجنب تلف المحصول، في حين لجأ البعض إلى رمي شحنات معتبرة من الزيتون في الأودية بعد أن تعذر عليهم تسويقها للمعاصر المحلية.
و ناشد المنتجون الجهات الوصية التدخل لإيجاد حلول عاجلة لمشكلة التسويق المطروحة و التي باتت تهدد شعبة الزيتون بالزوال، مع دعوتهم تذليل العقبات أمامهم لإنشاء معاصر عصرية من شأنها الاستجابة لحاجياتهم في مجال التسويق.
في المقابل حملت مصادر مسؤولة بالمديرية الفلاحين مسؤولية تسويق محصولهم أمام عزوفهم عن الاستفادة من دعم الدولة لإنشاء معاصر، لتمكين المنتجين من تسويق الإنتاج في ظروف حسنة ، وهذا بالرغم من الحملات التحسيسية التي تقوم بها وسط المهنيين لحل المشكلة المطروحة.
و أضاف المصدر بأن المعصرتين المتواجدتين بالولاية من شأنها استقبال كميات معتبرة من المحصول ،ناهيك عن تحويل الكميات الأخرى للتسويق نحو معاصر الولايات المجاورة أمام وفرة الإنتاج هذه السنة .كما اتخذت المصالح الأمنية من جهتها تدابير على مستوى الحواجز بالطرقات و المحاور الأخرى للتصدي لعصابات سرقة و تهريب محصول الزيتون، وهي العملية التي ساهمت في التقليص من حدة الظاهرة بنسبة كبيرة.
و تتوقع مصالح الفلاحة هذه السنة وفرة في محصول لزيتون نوعا و كما بإنتاج أزيد من 66الف قنطار، منها 30الف قنطار موجهة للتحويل بمعدل يتراوح ما بين 20 إلى 25ق/الهكتار، و ذلك على مساحة إجمالية تقدر ب12الف هكتــــــار، و بزيادة قدرها 30بالمائة عن إنتاج العام الفارط. نوري.ح
المصالح المعنية تخصص 70مليارا لمعالجة المشكلة
أزيــــــــد من 15 ألــف سكـــن ريفـــي دون تهيئـــــــة
تحصي ولاية الطارف أزيد من 15الف وحدة سكنية ريفية تم توزيعها مؤخرا تفتقر للتهيئة، مما يشكل معاناة كبيرة للمواطنين ، حيث لازالت عدة مواقع سكنية جماعية رغم مرور عدة سنوات من إنجازها في إطار هذا النمط ، تنعدم بها التهيئة و شبكات المياه و الصرف الصحي و الكهرباء، كما فرض عدم تعبيد الطرقات عزلة على بعض المجمعات.
و ذكّر بعض المواطنين في تصريح «للنصر» بحجم المتاعب اليومية التي يواجهونها جراء حرمانهم من التهيئة ، مشيرين إلى أن الوضعية دفعت بالبعض إلى جلب كوابل الكهرباء بطرق فوضوية من المناطق المجاورة، في حين أن مياه الصرف تطرح عشوائيا، و أخرى في خنادق تبقى تهدد الصحة العمومية، لتبقى مشكلة تدهور حالة الطرقات التي هي عبارة عن مسالك مؤدية للمجمعات الريفية الهاجس الذي يؤرقهم .
و أكد مواطنون على أنهم يعانون الأمرين في إيصال حاجياتهم المنزلية ونقل مرضاهم بسبب تدهور الطرقات الداخلية التي تتحول شتاء إلى أوحال وبرك، يصعب السير فيها ما فرض عليهم العزلة ، وهي الوضعية التي أجبرت مستفيدين من السكن الريفي بعدة مواقع إلى تأجيل التحاقهم بسكناتهم إلى حين تزويدها بالمرافق الضرورية بالرغم من ظروفهم السكنية المزرية.
وناشد مواطنون السلطات المحلية التدخل بتخصيص عمليات لتهيئة المجمعات السكنية الريفية، لوضع حد لمعاناتهم، في حين كشفت مديرية التعمير و البناء عن تخصيص مبلغ مالي يناهز 70مليار سنتيم لتهيئة حوالي 800وحدة سكنية ريفية جماعية موزعة عبر 24موقعا عبر 9بلديات ، من خلال مدها بكل الشبكات الضروريات كالمياه ، التطهير ، الإنارة العمومية و تعبيد الطرقات، حيث تم الانطلاق في عملية تهيئة بعض المواقع على مراحل، إلى جانب تعليمات الوالي الموجهة للبلديات بإدراج عمليات ضمن المخططات البلدية للتنمية للتكفل بتهيئة كل السكنات الريفية بالشبكات الضرورية.
و أكدت المصالح المعنية على اتخاذ إجراءات مستعجلة للإسراع في إنهاء أشغال تهيئة كل المواقع الريفية في أقرب وقت، لإنهاء معاناة المستفيدين من هذا النمط السكني، و هذا بعد أن تسبب حرمان هذه الأحياء من التهيئة، في تعطل التحاق بعض المواطنين بسكناتهم الريفية الجاهزة ببعض البلديات.
و هو الأمر الذي تم أخذه بعين الاعتبار من خلال تخصيص عملية واسعة للتكفل بمعالجة هذه المشكلة، و هذا بعد أن تم الانتهاء من كل الدراسات التقنية، و الإعلان عن المناقصات و اختيار مؤسسات الإنجاز للانطلاق في الأشغال، في انتظار اختيار مؤسسات أخرى للانطلاق في المشاريع المتبقية في غضون الأيام القليلة القادمة ، وهو ما سينهي متاعب السكان .
فيما قال مصدر مسؤول، بأنه تم تخصيص غلاف مالي يناهز 10ملايير سنتيم من ميزانية البلديات، و مبالغ أخرى من الميزانية الإضافية للولاية من أجل التكفل بتهيئة كل الأحياء والمواقع الريفية عبر تراب الولاية، لطي هذا الملف نهائيا، و من ثمة تمكين المجمعات الريفية من المرافق الضرورية لتحسين الإطار الحياتي للساكنة .
نوري.ح