معلمون يتوقفون عن العمل و متمدرسون يرشقون حافلتهم وطالبو سكن يهدون بالانتحار
توقف أمس معلمو مدرسة بودرهم بمدينة سيدي خالد غرب ولاية بسكرة عن التدريس ،احتجاجا على تردي ظروف العمل في مدرستهم، وأكد المعلمون الغاضبون في اتصال بعضهم بالنصر، أن الأوضاع سيئة في المدرسة و لا تساعدهم على أداء واجبهم اليومي، مشيرين إلى غياب أبسط الضروريات على غرار الغاز، مياه الشرب، التهيئة وغيرها من الوسائل التي من شأنها مساعدة التلاميذ على التحصيل المناسب.
و تساءل بعضهم عن سر تجاهل السلطات المحلية والمديرية الوصية لمطالبهم التي سبق لهم طرحها في العديد من المرات دون أن تعرف طريقها للحل. المحتجون هددوا بإجراءات تصعيدية خلال الأيام المقبلة في حالة استمرار معاناتهم.
من جهتها السلطات المحلية سارعت إلى مكان الاحتجاج و فتحت حوارا مع المعلمين، واعدة إياهم بالنظر في ما يطرحونه من نقائص خلال الأيام القادمة.
من جهتهم قام التلاميذ المتمدرسون في الطورين المتوسط والثانوي المقيمون بقرية سريانة ببلدية سيدي عقبة شرق ولاية بسكرة باحتجاز حافلة النقل المدرسي المخصصة لهم ورشقها بالحجارة بعد أن جددوا حركتهم الاحتجاجية التي أغلقوا من خلالها الطريق الولائي رقم36 الرابط بين القرية وعاصمة الولاية بسكرة، وذلك احتجاجا على تواصل معاناتهم في الالتحاق بمقاعد الدراسة بمؤسساتهم التربوية.
وأشار عدد من التلاميذ المحتجين إلى الظروف القاسية التي يعيشونها بشكل يومي جراء غياب حافلات النقل المدرسي واضطرارهم للتنقل بواسطة سيارات «الفرود» للالتحاق بمؤسساتهم.
وناشد أولياء التلاميذ، الجهات الوصية بضرورة التدخل العاجل قصد توفير حافلات النقل المدرسي، خاصة في ظل الصعوبات والمخاطر التي يكابدها أبناءهم مطالبين من السلطات المحلية الوفاء بوعودها السابقة التي قدمتها لهم عقب الحركات الاحتجاجية السابقة القاضية بإنهاء معاناة ما يزيد عن 240 تلميذا يتنقلون يوميا إلى مؤسساتهم التربوية المتواجدة بسيدي عقبة ضمانا لمسار دراسي ناجح والحد من حالات التسرب المدرسي التي ارتفعت في السنوات الأخيرة بشكل مقلق .
احتجاج التلاميذ، الذي استعملت فيه الحجارة والمتاريس تسبب في شل حركة المرور على مستوى الطريق المذكور ورغم المحاولات المتكررة لبعض مستعمليه من أجل السماح لهم بالمرور إلا أن إصرار المحتجين كان كبيرا، و رفع بعضهم مطالب اجتماعية ذات صلة بحياتهم اليومية، على غرار السكن الريفي التهيئة الحضرية ، المياه الشروب ، الكهرباء وغيرها، والتي كانت مثارا للاحتجاج في مرات سابقة. لكنهم وضعوا أمس مطلب توفير النقل المدرسي في المقدمة، واعتبروه أولوية ملحة بالنظر للحاجة الماسة إليه لإنهاء معاناة فلذات أكبادهم خاصة فئة الإناث.
السلطات المحلية أبدت استغرابها لحادثة الاعتداء التي طالت الحافلة التي أرسلتها لنقل التلاميذ، و أكدت على لسان نائب المير في حديثه للنصر أن أطرافا خفية كانت وراء إقدام المحتجين على فعلتهم وسيتم النظر في الأمر لاحقا.
من جهتهم قام مساء أول أمس عدد من المواطنين ببلدية بسكرة باقتحام عدد من السكنات الشاغرة الواقعة بالمنطقة الغربية للمدينة والتابعة لديوان الترقية والتسيير العقاري، مبررين ذلك بتماطل السلطات المحلية وترددها في الإعلان عن قائمة المستفيدين من تلك السكنات، رغم جاهزيتها منذ عدة أسابيع.
عملية الاقتحام جاءت عقب الحركة الاحتجاجية المنظمة في اليومين الماضيين، التي لم تأت بالجديد حسبهم، ما جعلهم يقتحمون السكنات، بعد أن انتظروا الإفراج، عن قائمة المستفيدين منها بحر الأسبوع الماضي.
و قد اعتلى بعضهم أسطح بعض العمارات وهددوا بالانتحار الجماعي، احتجاجا على تأخر إعلان القائمة.
يذكر أن السلطات المحلية أكدت عقب الاحتجاج الأخير ،أن عملية الإفراج عن قائمة السكن ستكون قبل 25 من شهر جانفي الجاري بعد الانتهاء من كافة الترتيبات اللازمة.
ع.بوسنة