التسويــق ونقص العمالــة يرهنـــان إنتــاج أكثــر من مليــون شجــرة زيتــون بتبســة
عرفت غراسة أشجار الزيتون بولاية تبسة توسعا كبيرا في السنوات الأخيرة، بحيث تخطى عداد الأشجار المغروسة عتبة المليون ، غير أن هذا التحول الإيجابي ظلت تواجهه عدة تحديات، بداية بتحدي حداثة التجربة، ومرورا بنقص اليد العاملة وعدم أهليتها، ووصولا إلى مرحلة الجني والتعليب والتسويق والعصر، في الوقت الذي تعاني فيه شعبة البطاطا من نقص غرف التبريد بالرغم من أنها باتت رقما مهما في معادلة الأمن الغذائي بهذه الولاية.
استنادا لرئيس غرفة الفلاحة سلطاني مصطفى فإن ولاية تبسة تتوفر حاليا على أكثر من مليون و200 ألف شجيرة زيتون، وأغلب هذه الأشجار موزعة بين بلديتي نقرين وصفصاف الوسرى وبدرجات أقل بعض البلديات الأخرى، وأشار المسؤول ذاته إلى أن ولاية تبسة كانت قد حققت إنتاجا مهما خلال سنة 2017، حيث تم عصر أكثر من 400 ألف لتر من مادة زيت الزيتون التي تعتبر من أرقى الأنواع وطنيا، غير أن هذه الشعبة تواجهها عدة مشاكل بالرغم من المجهودات المبذولة في هذا المجال من طرف مختلف المتدخلين.
بحيث تعاني من نقص اليد العاملة وعدم أهليتها بالرغم من أن معاصر الزيتون الرومانية لا زالت شواهدها قائمة إلى اليوم بعدة مناطق كمعاصر برزقال، كما تعاني من إشكالية التعليب والتغليف والتسويق والتصدير، وهي الإشكاليات التي تسعى السلطات إلى تذليلها لحداثة التجربة، وبرأي المتتبعين لهذا النشاط فإن غراسة الزيتون وإنتاجه محفزة ومشجعة وقد أعطت نتائج مذهلة، غير أن هذه الشعبة بحاجة إلى استثمارات عمومية وخاصة ومرافقة دائمة، كما تحتاج إلى دورات تكوينية في هذه الشعبة وتوفير الوسائل الداعمة للإنتاج، والعمل على تدعيم الولاية بمعاصر جديدة مواكبة لتطور المساحات المغروسة.
وذلك للتخفيف من معاناة بعض الفلاحين الذين يضطرون للتنقل للولايات المجاورة لعصر منتوجهم، وفي سياق آخر أعلنت زراعة البطاطا عن نفسها كرقم مهم في تزويد أسواق الولاية بنحو 2500 هكتار، وأغلبها متواجد ببعض البلديات، وبخاصة ببلديتي الحويجبات والماء الأبيض، ويبقى الرهان منصبا على إيجاد غرف للتبريد للتقليل من خسائر المنتجين، إذا علمنا أن إنتاج الولاية يأتي متأخرا فيؤثر عليه الجليد والعوامل المناخية، كما أن هذه الشعبة بحاجة إلى سوق للجملة لتحفيز الفلاحين وعرض منتوجهم بهذا الفضاء، بدلا من التنقل إلى المدن والولايات المجاورة حسب المصدر ذاته.
من جهة أخرى تأمل الولاية أن تحقق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الحبوب وخاصة القمح والشعير، معتمدة في ذلك على الفلاحين العاديين، وعلى مردود المساحات المسقية التي ستتدعم بنحو35 ألف هكتار بعد معالجة هذا الملف، غير أن هذه الآمال قد لا تتحقق في ظل الحرث العشوائي واعتماد الكثيرين على الظروف المناخية المتقلبة، بدلا من الاعتماد على المسار التقني والحرث العميق.
للعلم فإن الغرفة الفلاحية لولاية تبسة كانت قد عقدت خلال الأيام الأخيرة جمعيتها العادية والمصادقة على التقريرين الأدبي والمالي، حيث تدعمت بمقر جديد ساهم في تحسين ظروف استقبال الفلاحين والمربين الذين بلغ عددهم مع نهاية السنة 10 آلاف فلاح، في حين يبقى انشغال الموالين منصبا على كيفية تجاوز ارتفاع كلفة تربية الماشية وشبح الجفاف الذي بات يخيم على الولاية.
الجموعي ساكر