أمهل والي المسيلة حاج مقداد، أول أمس، سلطات بلدية المسيلة، يومين من أجل تحويل تجار الخضر و الفواكه الذين احتلوا أرصفة، و شوارع حي 1000 مسكن إلى الأسواق الجوارية وسط الحي، و سوق الخضر بحي 608 مساكن المغلقين منذ سنوات.
و أكد المسؤول على ضرورة التعامل مع هؤلاء التجار الفوضويين بحزم، و تجفيف منابع المافيا التي قال بأنها تقف خلفهم، بعد أن عملت طيلة الفترة السابقة ضد تطبيق القانون، و إزالة تجار الطاولات من الأرصفة المجاورة لمسجد الحي الكبير، و الذي يرتقب افتتاحه يوم 12 مارس الجاري.
و قال الوالي خلال زيارة التفقد لعدد من الهياكل و المرافق غير المستغلة بعاصمة الولاية، و التي اتخذ بشأنها قرارات حاسمة، و فاصلة أول أمس الخميس، لاسيما فيما يتعلق بمحاربة التجارة الفوضوية التي استفحلت، و أفشلت في كل مرة إرادة السلطات المحلية في ترحيلهم، و إجبارهم على استغلال الأسواق الجوارية التي بقيت مهملة، و عرضة للتخريب من قبل مجهولين.
و أمر بتشكيل لجنة ولائية يرأسها مدير التجارة، و تضم منتخبين، و هيئات عمومية، و أمنية، قصد تفعيل نشاط هذه الأسواق الجوارية التي أنجزت خلال السنوات الماضية، و استهلكت أموالا طائلة لكنها بالمقابل ظلت خارج مجال الخدمة.
داعيا في هذا الصدد المواطنين الذين التقى مجموعة منهم على مستوى سوق حي 608 مساكن، لممارسة وظيفتهم التي تتجلى حسبهم في التحلي بروح المواطنة، من خلال العزوف عن اقتناء مشترياتهم من الطاولات التي تحتل في كل مرة الأرصفة، و تشوه محيط الأحياء السكنية، ناهيك عن أكوام الأوساخ و الفضلات التي يتركونها يوميا أمام المباني، و المرافق العمومية.
و أوضح في هذا الشأن، بأن السلطات عازمة على تطبيق القانون ضد هذه المافيا التي تريد هزم الإدارة و تطويعها، باستعمال الأطر القانونية للتغلب عنها، و التواجد الميداني لقوات الأمن التي ستتصدى لكل محاولات إثارة البلبلة، و الفوضى.
و بمعهد الري سابقا الذي تستغل مديرية الخدمات الجامعية أرضيته المقدرة بحوالي 5 هكتارات منذ سنوات، كشف مسؤول الهيئة التنفيذية عن رفع التجميد على مشروع ثانوية جابر بن حيان التي سيتم تحويلها إلى موقع معهد الري، بعد أن تقرر هدم الثانوية التي تبعد عن المكان بأمتار قليلة بسبب احتوائها على مادة الأميونت الخطيرة و المحظورة من قبل المنظمة العالمية للصحة.
و أكد على أن تدخلاته على مستوى وزارة المالية و الحكومة أتت أكلها أخيرا، بالترخيص بإنجاز مشروع الثانوية بنفس القيمة السابقة التي لم تتغير حسبه، و هنا تجدر الإشارة، إلى أن حديث الوالي فهمه المتتبعون على أنه رسالة إلى بعض الأطراف التي تركب دوما الموجة، كونها من كانت وراء أي مشاريع تنموية تستفيد منها الولاية، و تعتبر نفسها صاحبة الفضل في ذلك.
كما تقرر في نفس السياق، تجسيد مشروع الإقامة الجامعية 3000 سرير بجوار موقع الثانوية الجديدة، ملقيا الكرة في مرمى رئيس جامعة المسيلة الذي قال بأنه «من باب الديمقراطية أن نترك الاختيار لكم من أجل توطين مشروع 3000 سرير بالمكان، أو إقامته بالقطب الجامعي الجديد، و هناك يمكن أن تمنح مساحة أكبر لإنجاز ضعف هذا العدد».
و بمقر محافظة الغابات القديم الذي سيتم تحويله مستقبلا إلى الإدارة المحلية لتجسيد مشروع الإدارة الالكترونية لاستصدار الوثائق البيومترية، أمر بإجراء خبرة تقنية على الهيكل قبل استغلاله، بعد إجراء التهيئة عليه ليكون صالحا، و هذا بعدما تلقى شروحات من قبل رئيس الدائرة عن إيجابيات اختيار الموقع، كونه قريبا جدا من مقري البلدية و الدائرة.
زيارة السلطات الولائية شملت دار الرحمة، و المقر السابق لورشة صناعة المكانس، حيث أعلن عن نية الشروع في إطلاق عملية تضامنية كبيرة لإنجاز دار رحمة تليق بفئة المشردين و دون مأوى، و الذين يعانون مشاكل اجتماعية و عائلية، من خلال تجسيد مشروع دار الرحمة عصري، سيتم وضعه على طاولة الدراسة في الأيام القليلة المقبلة.
فارس قريشي