إلــــزام المـــوالـــين بـاقــــتـنـــــاء قــنـطــــــار مـن الفــــول مـع أعــــلاف المــــاشـــيــــة بـتـبــــســــــة
تفاجأ العشرات من الفلاحين ببلديات جنوب ولاية تبسة، بالإجراء الجديد الذي اتخذته تعاونية الحبوب و البقول الجافة، و التي فرضت عليهم اقتناء قنطار فول عند اقتنائهم الأعلاف لمواشيهم، أين عبروا عن عمق استيائهم من هذا الإجراء الذي ليس له ما يبرره حسب قولهم.
الموالون الذين اتصلوا بجريدة « النصر» لطرح هذا الانشغال، أكدوا على أنهم فوجئوا أثناء تسديد ثمن كميات الشعير الموجهة لمواشيهم على مستوى وكالة بنك الفلاحة و التنمية الريفية ببئر العاتر بسعر إضافي، و أثناء استفسارهم عن ذلك، قيل لهم بأنه ثمن قنطار من الفول، و الغريب كما يقول الموالون بأنه من النوع الرديء، مناشدين السلطات الوصية بالتدخل لوضع حد لما وصفوه بالابتزاز الذي يمارس في حقهم.
و في سياق آخر، طرح الفلاحون غياب وحدة لتخزين الحبوب و مشتقاتها ببلدية بئر العاتر، و طالبوا الجهات الوصية بضرورة التكفل بهذا المطلب الذي بات من الأولويات بالنسبة إليهم في الوقت الراهن، لاسيما إذا علمنا بأن بلدية بئر العاتر تتوفر على مقر لتعاونية الحبوب منذ السبعينيات، و لكنه تحول إلى ملكية خاصة لبعض أصحاب المهن و الحرف.
و رغم الشكاوى التي تقدمت بها جمعية التعاونية إلى العدالة لإرغام هؤلاء الخواص على الخروج من المقر، إلا أنهم ظلوا يمارسون أنشطتهم بشكل عادي، و بات الموالون يقومون بجلب الأعلاف من الحبوب على اختلاف أنواعها من تعاونية الحبوب ببلدية نقرين التي تبعد بنحو 60 كلم جنوب بئر العاتر، مما يزيد في التكاليف المالية، و هو ما بات يستدعي حسبهم فتح التعاونية بالبلدية في أقرب الآجال، لتخفيف عبء التنقل إلى المناطق الأخرى، لا سيما إذا علمنا بأن هذه البلدية تعتبر رائدة في هذا المجال، و يعتمد الكثير من سكانها على تربية المواشي، و زراعة الحبوب التي تعتبر مصدر رزق العديد من العائلات بالمنطقة.
و يقول بعض الفلاحين الذين التقيناهم، بأنهم في هذه الآونة يقومون باكرا للتوجه إلى البنك، و منه إلى التعاونية بنقرين، و منها إلى مقر التعاونية بعاصمة الولاية، حيث يقضون جل أوقاتهم يلهثون وراء قناطير من العلف تعد على رؤوس الأصابع، و في هذا السياق ناشدوا الجهات الوصية، و خاصة والي الولاية، و المصالح المعنية، الإسراع في فتح التعاونية لتزيح عنهم كل أشكال الغبن، و ذكروا أن كل الإمكانات متوفرة منذ القدم، خاصة المخازن، و بإمكانها استيعاب كميات ضخمة من الحبوب.
أعضاء من المجلس الشعبي الولائي بدورهم، تأسفوا للنهب المنظم للتعاونيات الفلاحية، و أراضيها، و التي يقولون بأنه تم الاستيلاء عليها من طرف بعض الخواص بغير وجه حق، و انحرفت عن أغراضها التي أنشئت من أجلها في تدعيم الفلاحين، حيث تم الاستيلاء على التعاونيتين الفلاحيتين في الونزة، و بئر العاتر، و بعضها تحولت إلى ورشات مختلفة يستغلها أجانب لا علاقة لهم بالفلاحة، و الفلاحين.
و أكدوا على أن هناك بعض الأطراف تسعى للاستيلاء على أراضي التعاونيات الفلاحية لاستغلالها لأغراضهم الخاصة، و اعتبروا أن هذه الممارسات قد تجاوزت كل الخطوط الحمراء، مقترحين تكوين لجنة تحقيق لتحديد المسؤوليات بالنسبة لنهب أراضي التعاونيات الفلاحية.
ع.نصيب