خبـراء يحـذرون من السقي بالميـاه القـذرة المعـالجة
قال خبراء الصحة و الأغذية، في يوم دراسي عقد بقالمة يوم الخميس، بأن مخاطر السقي بالمياه المستعملة بالجزائر مازالت قائمة، في ظل موجات الجفاف و ندرة المياه، و توسع دائرة النشاط الزراعي المعتمد على السقي المكثف بالمناطق التي تعاني نقصا في مصادر المياه النظيفة.
و تعد الأمراض المتنقلة عن طريق المياه من أكبر المخاطر التي تهدد صحة السكان المستهلكين للمنتجات الزراعية المسقية بالمياه المستعملة، و من بين هذا الأمراض الكوليرا، و التهاب الكبد الفيروسي، و السرطان، و أمراض الجهاز الهضمي كالإسهال.
و قال الدكتور مغادشة محمد الهادي من كلية الطب بجامعة باجي مختار بعنابة، بأنه و بالرغم من الجهود التي بذلتها الجزائر في السنوات الأخيرة ، عندما عممت مياه الحنفية على السكان، و أنجزت محطات معالجة المياه المستعملة، و ربطت المنازل بشبكات التطهير، بالرغم من كل هذا الجهد، فإن خطر الأمراض المتنقلة عن طريق المياه مازال قائما، حيث تحولت المنتجات الزراعية الغذائية إلى مصدر قلق كبير للسكان، و للمشرفين على قطاع الصحة بالجزائر.
و أضاف أخصائي الصحة و التغذية، بأن مياه محطات المعالجة الموجهة للسقي تمثل مصدر الخطر، حيث لا يمكن على الإطلاق تنظيفها و تخليصها تماما من البكتيريا و المعادن الثقيلة المسرطنة، مثل اليورانيوم، الكاتيوم، الانتيموان، الزئبق، الليتيوم، الكوبالت، النيكل، النحاس، الريبيديوم، الباريوم، البور، الحديد و الزنك و الالمينيوم، موضحا بأنه لا يمكن على الإطلاق التخلص نهائيا من هذه المعادن عن طريق معالجة المياه المستعملة، بل يمكن فقط خفض النسب إلى مستويات معينة، تسمح بسقي بعض المنتجات الزراعية فقط.
و تعد المياه و البيئة و الإنسان و الحيوان، من أهم نواقل الأمراض ذات المصدر المائي، و تكون الإصابة بالعدوى مباشرة و غير مباشرة.
و من جهته أوضح زموشي زين الدين رئيس مكتب الري الزراعي بمديرية الفلاحة بقالمة، بأن السقي بالمياه غير التقليدية، و هي المياه القذرة المعالجة، محدد بإطار قانوني لا يمكن تجاوزه، و يتمثل هذا الإطار في القرار الوزاري المؤرخ في 02 مارس 2012، المحدد لخصائص المياه القذرة المصفاة المستعملة في سقي المنتجات الزراعية، و القرار الوزاري المشترك رقم 02 جانفي 2012 المحدد لقائمة المزروعات التي يمكن سقيها بالمياه القذرة المصفاة، و المرسوم التنفيذي رقم 07/149 المؤرخ في 20 ماي 2007، المنظم للري الزراعي.
و قد دعا المشاركون في اليوم الدراسي المنعقد بالمعهد التكنولوجي الفلاحي بمدينة قالمة إلى أخلقة النشاط الزراعي، و حث المزارعين على الاحتكام للعقل و تفادي الإضرار بصحة المستهلكين، و الابتعاد عن مصادر المياه الملوثة بالمعادن المسرطنة و الجراثيم الفتاكة، التي يمكن أن تتسبب في أوبئة معدية و سريعة الانتشار على نطاق واسع. فريد.غ