الجمعة 21 مارس 2025 الموافق لـ 21 رمضان 1446
Accueil Top Pub

رصد بسد حمام قروز بميلة: طائـــر البجع الرمادي يضاف لقائمة الطيور بالجزائر

سجلت الجزائر ولأول مرة، ظهور طائر البجع الرمادي بسد حمام قروز بوادي العثمانية بولاية ميلة، وهو رصد وصف بالاكتشاف لأن وجود الطائر نادر جدا في شمال إفريقيا و يقتصر فقط على الجانب الجنوبي للقارة الإفريقية وشرق آسيا بيئته الأصلية.

وأعلنت الجمعية الجزائرية لتوثيق الحياة البرية، عن تأكيد وجود الطائر بعد أن تمت ملاحظته من قبل مصالح مديرية البيئة لولاية ميلة، والناشط البيئي عبد المالك لمغورب، ليجري تنسيق العمل مع خلية مراقبة الطيور بالولاية بالتعاون مع الجمعية للجزائرية للحياة البرية، التي انتقل فريق منها رفقة فريق مراقبين مشترك، لتأكيد وجود طائر البجع الرمادي الذي يشاهد ولأول مرة في الجزائر.
وفي بيان صادر عن الجمعية، أوضحت أن هذا التسجيل الذي وصفته بالتاريخي والإضافة إلى قائمة الطيور المسجلة بالجزائر، قد جاء تزامنا وانطلاق حملة إحصاء الطيور المائية المهاجرة في 20 من شهر جانفي الفارط، أين تم رصد أنواع عديدة من الطيور بمختلف سدود ولاية ميلة، كما اعتبرت أن تسجيل أنواع جديدة من الطيور المهاجرة كالبجع الرمادي والبط البري، تأكيد على ثراء وتنوع النظم البيئية في الجزائر وصحتها.
من جانبها، أكدت مصالح الغابات بولاية ميلة، رصد طائر البجع الرمادي بسد قروز، فيما كانت قد تمت ملاحظته في وقت سابق بسد بني هارون خلال سنوات 2017 و2018 دون توثيق ذلك، موضحة أن هذا الطائر من الأصناف المهاجرة من شرق آسيا وجنوب إفريقيا، وقد حط رحاله مؤخرا، بميلة التي تتوفر مسطحات مائية فريدة من نوعها أغرته للهجرة، نظرا لقدرته الهائلة على التكيف مع الظروف البيئية المتغيرة، مما يضمن استمرارية وجوده في حياة الأجيال القادمة مهما أزعجته التغيرات المناخية.
يذكر أن طائر البجع الرمادي واحد من أنواع البجع التي تختلف في أحجامها وألوانها وتوزيعها الجغرافي، إلا أنها تشترك في العديد من الخصائص البيولوجية والسلوكية، كقدرتها على الطيران لمسافات طويلة وتعاونها في صيد السمك، كما أنها تعتبر من الطيور الاجتماعية التي تعيش في مجموعات كبيرة وغالبا ما تشاهد وهي تقوم بعروض طيران جماعية.
كما تتميز الأسراب برحلاتها الطويلة التي تمتد من أوروبا وآسيا إلى إفريقيا، حيث تبدأ هجرتها أواخر فصل الصيف، مغادرة مستعمراتها في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى باتجاه الجنوب، لتعبر البحر الأبيض المتوسط وتستمر في التحليق فوق الصحراء الكبرى حتى تصل إلى مناطق الشتاء في إفريقيا.
إيمان زياري

رصدت في 10 مواقع رطبة
إحصاء أزيد من 3200 طير مهاجر بولاية الوادي
أحصت فرقة مراقبة الطيور التابعة للمحافظة الولائية للغابات بالوادي، أزيد من 3200 طير مهاجر من 19 نوعا، تم رصدها على مستوى 10 مناطق رطبة متواجدة عبر تراب الولاية، وذلك خلال الفترة الممتدة ما بين 19 و22 جانفي 2025.

وذكرت مصالح الغابات، أن فرقة مراقبة الطيور المهاجرة التابعة لها أحصت خلال الفترة الشتوية المخصصة لإحصاء الطيور المهاجرة، أزيد من 3200 طير مهاجر، على مستوى 10 مواقع رطبة، منها 08 مواقع ذات أهمية إيكولوجية على غرار بعض البحيرات التي تشكلت جراء ظاهرة صعود المياه، بالإضافة إلى شط مروان، ووادي خروف، وشط ملغيغ بالحمراية، المصنفين دوليا حسب اتفاقية “رامسار»، ناهيك عن محطات لتصفية مياه الصرف، ومصب للصرف الصحي.
وقالت محافظة الغابات، إن من بين الطيور التي تم إحصاؤها 754 طيرا من نوع «أبو مجرفة شمالي» غير المحمي، و528 طائرا من نوع «شرشير المخطط»، إلى جانب 276 من الطير المعروف باسم «الشهرمان الأمغر»، أو بط أبو فروة المحميان.
وتمت الإشارة إلى أن فترة التعداد والمواعيد النهائية متطابقة في جميع أنحاء المنطقة الأفرو- أوراسية، وتنفذ سنويا بالتنسيق مع منظمة الأراضي الرطبة الدولية أواخر شهر جانفي من كل سنة، عندما تكون الطيور مستقرة بعد هجرات ما بعد التكاثر.
منصر البشير

حسب تقرير المخاطر العالمية لسنة 2025
المخاطر البيئية من أكبر التهديدات طويلة وقصيرة الأمد
حذر تقرير المخاطر العالمية لسنة 2025، من تفاقم شدة وتكرار المخاطر البيئية، وتواصل تسجيل أحداث مناخية متطرفة، وفقدان التنوع البيولوجي وانهيار النظم الإيكولوجية.كما أشار التقرير إلى التأثير المباشر للتكنولوجيا المتسارعة والتضليل في كل ما يحدث، وهو ما وضع التحديات البيئية على رأس قائمة المخاطر العالمية قصيرة و طويلة الأمد، ما يعكس حاجة ماسة إلى تعاون دولي مكثف وإجراءات جماعية

لمواجهة تحديات متداخلة ومتزايدة.وقد أبرز المنتدى الاقتصادي العالمي في تقريره الجديد، حجم الأخطار المتزايدة التي تواجه العالم على المديين القصير والطويل، برؤى أكثر من 900 خبير من جميع أنحاء العالم في قطاعات الأعمال، الحكومة والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني، أجمعوا على أن التوقعات بشأن المخاطر البيئية على مدى العقد المقبل مثيرة للقلق.
تهديدات مقلقة
وجاءت الأحداث المناخية القياسية، إلى جانب تهديد النظم الإيكولوجية والتغير الحرج في أنظمة الأرض، ونقص الموارد الطبيعية، في صدارة التصنيف ضمن قائمة المخاطر على مدى 10 سنوات المقبلة، وهو ما ينظر إليه على أنه خطر رئيسي في الأمد القريب.
ويعكس الترتيب السادس في هذا التصنيف، اعترافا متزايدا بالتأثيرات الصحية والبيئية الخطيرة لمجموعة واسعة من الملوثات في الهواء والماء والأرض، إذ صنفت الأحداث المناخية المتطرفة بشكل بارز كمخاطر فورية قصيرة وطويلة الأجل في الوقت ذاته. يسلط التقرير الضوء كذلك على جميع الأخطار البيئية، والصحية، والجيو سياسية، وقد صنفت المخاطر البيئية والتدهور من بين الأكثر أهمية عالميا، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن تصبح الأحداث المناخية المتطرفة مصدر قلق أكبر مما هي عليه بالفعل، كونها تحتل المرتبة الأولى ضمن قائمة المخاطر على مدى 10 سنوات مقبلة، وذلك للعام الثاني على التوالي، ويحتل فقدان التنوع البيولوجي وانهيار النظم الإيكولوجية المرتبة الثانية على مدى نفس الأفق الزمني، مع تسجيل تدهور كبير مقارنة بترتيبه طوال عامين.
الجيل الجديد الأكثر وعيا بحجم المخاطر البيئية
وأوضح تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي في نسخته العشرين، أن المسح العالمي لآراء المستهلكين يظهر تباينا بين الأجيال فيما يتعلق بإدراك المخاطر المرتبطة بالقضايا البيئية، إذ أبدت الفئات الأصغر سنا في استطلاع خاص قلقا أكبر بشأن هذا الموضوع على مدى العشر سنوات القادمة مقارنة بالفئات العمرية الأكبر سنا.ويضرب التقرير مثالا على ذلك بمشكلة التلوث التي صنفها الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 30 سنة، كثالث أشد المخاطر خطورة في عام 2035، وهو أعلى مستوى بين أي فئة شملها المسح.
كما كان تقرير سنة 2024، قد أشار إلى أن هناك تباينا في كيفية تصنيف التلوث حسب الجهات المعنية، حيث يضع القطاع العام التلوث ضمن قائمة المخاطر العشرة الأولى في التصنيف على مدى العشر سنوات المقبلة، فيما لم يقدم القطاع الخاص نفس التقييم، ليقيم التقريران التلوث كمفترق طرق يستدعي العمل من أجل سد فجوات الوعي، عن طريق استكشاف مخاطر الملوثات غير المقدرة والتي تحتاج إلى أن تصبح أكثر بروزا في أجندات السياسات بحلول العام 2035، خاصة بالنظر لتأثيراتها السلبية والكبيرة على الصحة والنظم الإيكولوجية.
التكنولوجيا المتسارعة والتضليل.. مخاطر تحت المجهر
وأشار المنتدى الاقتصادي العالمي في أهم تقرير دولي للمخاطر، أن العام 2024 شهد تجارب كبيرة من قبل الشركات والأفراد في تحقيق أفضل استخدامات لأدوات الذكاء الاصطناعي، في ظل تسجيل انخفاض من حيث المخاوف بشأن النتائج السلبية لتقنيات الذكاء الاصطناعي على مدى العامين المقبلين.
ودعا التقرير رغم ذلك، إلى ضرورة تجنب ما اعتبره رضا عن المخاطر المترتبة عن مثل هذه التقنيات نظرا للطبيعة السريعة للتغيير في مجال الذكاء الاصطناعي وانتشاره المتزايد.
وأوضح المصدر، أنه وإلى غاية اليوم، فإن النتائج السلبية لتقنيات الذكاء الاصطناعي تعد واحدة من المخاطر التي ترتفع أكثر في تصنيف المخاطر على مدى 10 سنوات مقبلة.
كما أشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يلعب دورا في إنتاج محتوى زائف أومضلل توليدي على نطاق واسع، كما يضع التكنولوجيا من بين المخاطر الأوسع نطاقا نتيجة زيادة الاتصال والنمو السريع في قوة الحوسبة وأدوات الذكاء الاصطناعي الأكثر قوة.
ومن بين المجالات التي تشهد أسرع التطورات التكنولوجية بحسب المنتدى الاقتصادي العالمي، قطاع التكنولوجيا الحيوية، وذلك في ظل فقدان السيطرة على التكنولوجيا ووجود مخاطر منخفضة الاحتمال وعالية التأثير، مثل النتائج السلبية للتكنولوجيات الرائدة التي تنطوي على إساءة استخدام عرضي أو سيئ لتقنيات تحرير الجينات مثلا، أو حتى واجهات الدماغ والحاسوب، وفي الوقت نفسه لا تقلل مثل هذه المخاطر من التقدم الفعلي والمحتمل الهائل للبشرية الناتج عن التكنولوجيا الحيوية.
وفي خريطة تفاعلية للمخاطر، يوضح التقرير ترابط المخاطر العالمية، إذ يؤثر كل خطر على الآخر، كتأثير التغير المناخي على الاقتصاد والهجرة، كما يظهر أن التعامل مع المخاطر المركزية كالأحداث المناخية القياسية يمكنه التخفيف من تحديات متعددة.
يأتي كل ذلك في ظل تأكيد على أهمية التعاون الدولي لإدارة المخاطر الكبرى، ودور التكنولوجيا كفرصة وتهديد في الوقت ذاته، إذ يساعد الفهم الشامل لهذه العلاقات على وضع حلول إستراتيجية فعالة للتحديات العالمية، وأهمية الابتكار والاستثمار في تقنيات الاستدامة.
إيمان زياري

الفائزة في مسابقة الشباب العربي المبتكر سارة مفرج
أطور تقنيات زراعية مستدامة لتحقيق إنتاج بيئي وصحي
قالت سارة مفرج، المتوجة مؤخرا بالميدالية الذهبية في مسابقة الشباب العربي المبتكر، إنها تشتغل على مشروع مبتكر لتحسين زراعة الأزولا والعدس المائي في أحواض مؤمّنة، بالاعتماد على تقنيات مستدامة تهدف إلى تحقيق إنتاج بيئي وصحي لفائدة الإنسان وكذلك المواشي.

وأوضحت صاحبة ذهبية مسابقة الابتكار التي نظمتها جامعة قطر للعلوم والتكنولوجيا، أن الأزولا والعدس المائي اللذين يرتكز عليهما مشروعها المتوج، لا يستهلكان كميات كبيرة من المياه مقارنة بالمحاصيل العلفية الأخرى، وهو ما جعلها تختار العمل عليهما، فيما تسعى لتوسيع نطاق بحثها مستقبلا كي يشمل الاستزراع السمكي، مؤكدة أن التقنية يمكن أن توفر حلا اقتصاديا وبيئيا لدعم إنتاج الأسماك محليا.
من إدارة الأقاليم إلى ابتكارات البيئة المستدامة
لم يكن اختيار الطالبة المتألقة بجامعة صالح بوبنيدر قسنطينة 3، سارة مفرج، للتخصص البيئي وليد الصدفة، بل جاء نتيجة شغف متجذر وحب لاستكشاف الحلول المستدامة التي من شأنها أن تساهم في مواجهة التغيرات المناخية، حيث بدأت مسيرتها الأكاديمية في تخصص إدارة الأقاليم و كانت الأولى على دفعتها.
اهتمامها العميق بالقضايا البيئية دفعها إلى البحث عن مجال أكثر توافقا مع طموحاتها، خاصة بعد فتح تخصص جديد في تسيير التغيرات البيئية في البحر الأبيض المتوسط بالجامعة ذاتها، لذلك لم تتردد في خوض التحدي، فشاركت في المسابقة التي نظمتها الجامعة لاختيار الطلبة المؤهلين للالتحاق بالماستر الجديد، و قد نجحت في اجتيازها، مؤكدة أنها تفوقت في التخصص وأثبتت جدارتها ضمن الأوائل طوال مسارها الجامعي. لم يكن هذا التحول الأكاديمي بحسب الشابة، مجرد تغيير في التخصص بل كان خطوة حاسمة في مسيرتها البحثية، حيث وجدت نفسها منخرطة في مشاريع علمية تسعى إلى تطوير حلول مبتكرة لمشكلات الأمن الغذائي والمائي.
أشتغل على مشاريع الاستزراع السمكي الوطني
تزامن اشتغال الطالبة على مذكرة التخرج، مع صدور المرسوم الوزاري 12/75 الخاص بالمؤسسات الناشئة والمصغرة، وهو ما شكل دافعا إضافيا لها للعمل على مشاريع ذات طابع تطبيقي وابتكاري.
موضحة، أنها أنجزت مذكرتين خلال مسيرتها البحثية الأولى تناولت التلوث المائي، أما الثانية فتمحورت حول تحسين زراعة الأزولا والعدس المائي في أحواض مؤمّنة، بهدف إنتاج أعلاف عضوية مغذية وذات تكلفة منخفضة مقارنة بفول الصويا والأعلاف التقليدية الأخرى.
مشيرة في سياق منفصل، إلى أن هذه النباتات تنتمي إلى الفئة المائية، وتعد من أسرع النباتات نموا في العالم، كما أنها من بين أغنى النباتات بالبروتين على الإطلاق. وأكدت مفرج، أن تطوير زراعتها بأساليب مبتكرة يمكن أن يكون حلا فعالا لتعزيز الأمن الغذائي للحيوانات، خاصة في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف التقليدية واعتماد القطاع الفلاحي عليها بشكل كبير. وحسبما أوضحته الشابة، فإنه ومن خلال تكوينها الجديد بكلية تسيير التقنيات الحضرية، استطاعت الجمع بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي، مما أهلها لإنجاز مشروعها الرائد حول زراعة الأزولا والعدس المائي، والذي توج بالميدالية الذهبية في مسابقة الشباب العربي المبتكر بالدوحة. وما زاد من قيمة هذا الإنجاز حسبها، هو أن شهادة الماستر التي حصلت عليها تُعد شهادة دولية، مما يفتح أمامها آفاقا أوسع في مجالات البحث العلمي والابتكار البيئي. كما قالت المبتكرة، بأن مشروعها يعتمد على تقنيات مستدامة تهدف إلى تحقيق إنتاج بيئي وصحي، مع تقليل الأثر السلبي على الموارد المائية، فالأزولا والعدس المائي لا يستهلكان كميات كبيرة من المياه مقارنة بالمحاصيل العلفية الأخرى، كما أنهما يساعدان في تقليل الانبعاثات الكربونية، مما يجعلهما خيارا مثاليا في سياق التغيرات المناخية الحالية.

اعتمدت على التكنولوجيا الحديثة والأحواض الذكية والأوتوماتيكية
اعتمدت سارة مفرج، في مشروعها على التكنولوجيا الحديثة والأحواض الذكية والأوتوماتيكية، وهي نفس التقنيات المستخدمة في معالجة الطيور، مثل Les Alce وLes Spululule، لكنها تساءلت لماذا لا يتم استغلال هذه الأحواض لاستخراج الأطعمة الحيوانية؟ كانت هذه الفكرة هي نقطة الانطلاق لمشروعها.وحسبما أوضحت المتحدثة، فإن الدراسات أثبتت أن الأزولا تساعد الأبقار في مضاعفة إنتاج الحليب بنسبة 20 % عند تناولها، كما أنها تحسن من جودة البيض عند الدواجن.
ولم يتوقف تأثير هذا الابتكار عند الثروة الحيوانية بحسبها، بل امتد ليشمل مشروع الاستزراع السمكي الوطني، خاصة ما يتعلق بتربية السمك الأحمر في الأحواض، وهو نوع يتطلب غذاء خاصا مرتفع التكلفة. هنا، وجدت سارة أن الأزولا يمكن أن تكون بديلا اقتصاديا ومستداما، حيث يستهلكها السمك بسهولة، مما يجعلها قريبة المذاق للأسماك البحرية، كما أنها تعمل على تحسين مناعته ضد الأمراض.
من هنا كانت الانطلاقة الحقيقية في عالم الابتكار
أكدت سارة، أنه وبعد إنهاء دراستها، حصلت في أكتوبر 2023 على مشروع «لابال»، ثم تمكنت من الحصول على علامة «لابال» رسميا في 2024، وهي شهادة اعتماد تُمنح للمشاريع البحثية المبتكرة.
موضحة، أن مديرة مخبر «LIPE»، البروفيسور سهام عراس، لعبت دورا أساسيا في الإشراف على بحثها، ومساعدتها في تحليل النتائج المخبرية، كما ساهم معهد تسيير التقنيات الحضرية في مساعدتها على تصميم النموذج الأولي للمشروع، من خلال تركيب أجهزة الاستشعار، وإنشاء بيئة مثالية لزراعة الأزولا. وقالت سارة، إنه وبعد الحصول على علامة لابال، فكرت في طلب التمويل، لكنها قررت تأجيل الأمر إلى غاية استكمال التكوينات الجامعية، خاصة وأن مشروعها أصبح معتمدا على مستوى هضبة تكنوبول جامعة قسنطينة 3 ، مما أتاح لها فرصة تطويره بشكل أكبر.
التتويج في قطر…
وأضافت سارة، أن أستاذتها هي من شجعتها على المشاركة في المسابقة الدولية المنظمة بقطر حول الأمن الغذائي والمائي، مؤكدة أن هذه الأخيرة شهدت مشاركين من 106 دول وجامعات عربية وعالمية، اختيرت من بينها أفضل المشاريع الرائدة وعددها 12، على غرار مشروعها الذي طلب منها إعداده باللغة الإنجليزية. وأوضحت الشابة، أن مشروعها مر على لجنة تحكيم دولية ضمت خبراء من أمريكا، فرنسا، ألمانيا، بريطانيا، الهند، ودول أخرى، وبعد التأكد من جودته، تم استدعاؤها رسميا إلى قطر للمشاركة في المسابقة.
الكفاءات البحثية في الجزائر متفوقة جدا
تضمنت المنافسة حسبما أوضحت، مرحلتين الأولى تقديم ملصق إشهاري للمشروع والذي تم تقييمه من قبل ثلاثة حكام دوليين بشكل منفصل حيث أوضحت أن الحكام كانوا من فرنسا، وألمانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، استغرقت هذه المرحلة بين 20 إلى 30 دقيقة، ليقدم كل حكم تقييمه للمشروع بناء على الملصق. أما المرحلة الثانية، فكان التقديم فيها شفويا للمشروع، وتم باللغة الإنجليزية أمام لجنة تحكيم تضم خبراء من مختلف دول العالم، و كان على سارة إقناع اللجنة خلال 5 دقائق فقط بأهمية مشروعها وجدواه الاقتصادية والبيئية. وفي اليوم الموالي، تم الإعلان عن النتائج، بدءا من المرتبة الأخيرة وصولا إلى المرتبة الأولى، التي كانت من نصيبها، وقد أوضحت أن أغلب المشاريع المشاركة ركزت على جانب واحد فقط، إما الأمن الغذائي أو الأمن المائي، في حين أن مشروعها كان يجمع بين الاثنين، وهو ما جعله محط إعجاب اللجنة وانبهارها، لكونه يقدم حلا شاملا ومستداما لمشكلتين عالميتين.

وأشارت سارة، إلى أن أستاذتها الدكتورة سهام عريس، كانت تتوقع لها الفوز منذ البداية، لكن إحساسها الحقيقي بالانتصار بدأ عندما شاهدت باقي المشاريع المنافسة، حيث أدركت حينها قوة مشروعها وتميزه عن البقية، خاصة من حيث شموليته وتأثيره على الأمن الغذائي والمائي معا. كما لاحظت خلال المسابقة أن الطلبة الجزائريين يتميزون بالابتكار في مشاريعهم، وهو ما يعكس قدرات البحث العلمي في الجزائر، رغم التحديات التي تواجه الباحثين الشباب. وقالت سارة، بأنها حظيت بتكريم رسمي من قبل مدير جامعة قطر، بالإضافة إلى وزير البيئة، في اعتراف واضح بجهودها وإسهامها العلمي المتميز في مجال الابتكار البيئي
مشروع متعدد الأبعاد
لا يقتصر مشروع سارة مفرج على تحقيق الأمن الغذائي الحيواني فقط، بل يمتد ليشمل مجالات أخرى ذات أهمية بيئية وصحية، حيث أوضحت أن زراعة الأزولا والعدس المائي يمكن أن تستخدم أيضا في إنتاج مخصبات حيوية للتربة، مما يساهم في تعزيز خصوبة الأراضي الزراعية بطريقة طبيعية ومستدامة ويخدم غذاء الإنسان.
إضافة إلى ذلك، فإن هذه النباتات تمتلك خصائص غذائية مهمة، ما يجعلها مادة أولية لإنتاج مساحيق طبيعية مخصصة للاستهلاك البشري، خاصة للرياضيين، نظرا لغناها بالبروتينات والعناصر المغذية.أما عن طموحاتها المستقبلية، فقد أكدت أنها تسعى إلى نشر مقالات علمية بالتعاون مع أستاذتها الدكتورة سهام عريس، وتركز على دراسة كيفية استخراج مواد غذائية وبيئية من الأزولا والعدس المائي، وهو ما قد يفتح آفاقا جديدة في مجال الزراعة المستدامة والتكنولوجيا الحيوية. كما تسعى إلى تجسيد مشروعها على نطاق أوسع، من خلال الاستزراع السمكي الوطني، حيث ترى أنه يمكن أن يكون حلا اقتصاديا وبيئيا لدعم إنتاج الأسماك محليا. وفي ختام حديثها، وجهت سارة رسالة إلى الشباب الجزائري المهتم بالابتكار والبحث العلمي، داعية إياه للإيمان بقدراته والعمل بجد لتحقيق الريادة، مشددة على أن الإصرار والالتزام والمثابرة هي مفاتيح نجاح مضمونة لأي مشروع علمي أو ابتكاري.
لينة دلول

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com