عريضة المجتمع المدني تحقق الصدى ولائيا و وطنيا

ملف حماية سيدي الهواري  من الجرافات أمام لجنة اليونسكو
تم مؤخرا طرح ملف الحي العتيق سيدي الهواري بوهران، على اللجنة الوطنية التابعة لمنظمة اليونيسكو، من أجل إيجاد حلول عاجلة لحماية المعالم والمباني الأثرية للحي من جرافات الهدم العشوائي.
وأوضحت مصادر من مجموعة الموقعين على بيان المواطنة الهادف لحماية سيدي الهواري من الجرافات، أن رئيس جمعية الأفق الجميل السيد قويدر ميطاير ، وهو أبرز الموقعين على العريضة، قد طرح ملف حماية الحي العتيق من الجرافات، خاصة بعد ترحيل السكان الذين كانوا يقطنون في بنايات،  أغلبها آيلة للسقوط و منها التي انهارت فعلا على رؤوسهم.
و جاء في العريضة أن العديد من هذه العمارات و المباني وبعض المعالم التاريخية التي تؤرخ لعدة مراحل من تاريخ وهران، يمكن ترميمها و استغلالها استغلالا عقلانيا، يتماشى وطابعها المعماري والأثري، لحماية الحي من الهدم العشوائي و استيلاء مافيا العقار على قطع أرضية، لأغراض قد تغير كل معالم الحي ــ  الرمز الذي تعاقبت عليه عدة حضارات.
علما بأنه في سنة 2015 تم ترسيم حي سيدي الهواري قطاعا محميا، لكن بعض حالات الاستيلاء العشوائي على العقار، زرعت القلق في نفوس الوهرانيين، خاصة فعاليات المجتمع المدني المتكونة من كتاب ومؤرخين وإعلاميين ومهتمين بالآثار ومهندسين معماريين وجمعيات ثقافية وجامعيين وغيرهم، الذين أطلقوا مؤخرا ناقوس الخطر، بعد عمليات الترحيل المكثف لقاطني البناءات الهشة التي أصبحت خالية ومهددة بالهدم، حيث تشير بعض الإحصائيات إلى أنه يوجد من بينها 43 بناية تحمل قيمة تاريخية وأثرية ويجب ترميمها والمحافظة عليها.
ويبدو، حسب مصادر من فعاليات المجتمع المدني الموقعة على العريضة، أن والي وهران تجاوب و وافق على المطالب و على رأسها وقف الهدم العشوائي للمباني التي يتم ترحيل قاطنيها بالمدينة القديمة لسيدي الهواري، وتخصيص لجنة موسعة تضم كل الخبراء والعارفين بشؤون العمران، لدراسة تلك المباني والإقرار بقيمتها التاريخية والأثرية أولا، وكذا تعيين أعوان حراسة على تلك المباني التي رحل سكانها ، حتى لا يتم نهب بعض الآثار بها، مثلما تعود عليه بائعي  الخردة بوهران الذين أصبحوا يترقبون ترحيل سكان المباني العتيقة لنهب الحديد والرخام و التماثيل وكل ما له قيمة أثرية وبيعها بأسعار باهظة.
ومن جانب آخر، تحمل عريضة المواطنة اقتراحات لمرافقة السكان الراغبين في البقاء في مساكنهم، خاصة الذين يحوزون على وثائق تثبت تواجد تلك العائلات في سيدي الهواري أبا عن جد، حيث يقترح الموقعون مساعدة تلك العائلات على ترميم مبانيها بطرق علمية، من طرف مهندسين أغلبهم متطوعين ،من أجل الإبقاء على نفس الطابع المعماري للمسكن و للحي عموما.          بن ودان خيرة