الاثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

يطلق عليها اسم هنشير فرعون لضخامة حجارتها

مزرعة أثرية مهملة بالعقلة المالحة في تبسة

قام طالب الدكتوراه منير صالحي بدراسة تاريخية حول السياسة الزراعية الرومانية في نوميديا- الكنترة أنموذجا "دراسـة تاريخية- أثرية"، تحوز النصر على نسخة منها، تطرق خلالها إلى هنشير فرعون، ببلدية العقلة المالحة، ولاية تبسة، الذي يحتاج إلى التفاتة من الجهات المعنية، لأنه معلم تاريخي هام يعاني الإهمال.

يوجد الموقع الأثري بإقليم بلدية العقلة المالحة، التي تبعد بـ 40 كلم، جنوب مدينة تبسة عاصمة الولاية، و بـ 31 كلم شمال غرب مدينة بئر العاتر، مقر الدائرة، أما الموقع الأثري، فيقع على بعد حوالي4 كلم شمال قرية العقلة المالحة، على السفح الشمالي لجبل فوّة، و يقع شمال صومعة بنت العبري بحوالي 1,5 كلم، بمحاذاة الطريق القديمة المؤدية إلى مدينة تبسة، مرورا بمدينة الماء الأبيض .
الموقع، حسب الدراسة، مصنف تحت رقم 123 في الأطلس الأثري لستيفان جزال، و هو عبارة عن أرضية مهيأة، و مصنع للزيت، و آبار رومانية، حيث يشير جزال أن الموقع به آثار بيزنطية، و يحتوي  على بناء مسيحي مزين بديكورات عديدة، في مساحة بطول 60 مترا مربعا (جنوب - غرب) و بجواره نبع ماء، و بقايا كنيسة (Chapelle) من أعمدة و  طاولة       مذبح، و توجد على مساحة بطول ضلع 300 متر مربع.
و حسب (Guénin) فإن الموقع وثني، ثم مسيحي، وقد درسه كل من هارون دي   فيلفوس، و دو لا بارل، وهو قريب من هنشير الوسرة الذي يحتوي على آثار لضريح ، و هنشير لعساس ، و هنشير ثنية الحميم ، و هنشير ظهيرة فوة.
يطلق عليه سكان المنطقة اسم هنشير فرعون، أو هنشير عزرين، نظرا للمساحة الواسعة التي يتربع عليها و ضخامة حجارته، حيث نسب السكان بناءه إلى فرعون أو قوة خارقة.
و يغطي الموقع مساحة تقدر بحوالي 1 كيلومتر مربع، حسب تقديرنا بالعين المجردة، وهو عبارة عن مجموعة أبنية تبدو متقاربة ذات مساحات مختلفة، معالمها غير واضحة، إذ لم يبق منها سوى بعض أساساتها و مجموعة حجارة و أعمدة منتصبة.
و أكبرها مساحة مجموعة حجارة منتصبة مشكلة مبنى كبير مربع الشكل، أبعاده حوالي 30×30 مترا.
قلعة محصنة حوّلتها فرنسا إلى ثكنة
و قد أجرى الدليل الشيخ محمد عوايشية، أحد سكان المنطقة، دراسة حول المكان و توفي بعد إنجازها بحوالي 11 سنة، جاء فيها أن الموقع كان عبارة عن قلعة حصينة ذات أبواب، استخدمتها القوات الفرنسية كثكنة لمدة طويلة، ثم قامت بتدمير المبنى وأخذت حجارته، و نقلتها شمالا إلى الماء الأبيض، في الموقع المعروف الآن باسم " البرّاكة"، لتستعملها في بناء لا تزال بقاياه ماثلة حتى اليوم، بمحاذاة الطريق الوطني رقم 16، على بعد 5 كلم شمال مدينة الماء الأبيض، ونظرا لضخامته، فإنه يمكن رسم صورة واضحة عن حجم المبنى الأصلي الذي أخذت منه هذه الحجارة .
في الجهة الشرقية نجد البناء الوحيد البارز، و هو عبارة عن مبنى مربع  الشكل  أبعاده 16×16 متر، تتوسطه بوابة ترتفع على أعمدة، مقسم إلى أربعة أقسام
* الرواق الكبير : و يقع في الجهة الشمالية و أبعاده 16×8 أمتار.
 *الأروقة الثلاثة الداخلية : يفصل بينها جدران، وتتشكل من
ـ الرواق الغربي : أبعاده 25،6 ×8 أمتار.
ـ الرواق الأوسط : أبعاده 50،6 ×8 أمتار، يتصل بالرواق الكبير الشمالي بواسطة البوابة الكبرى.
* الرواق الشرقي : وهو الأصغر، حيث أن أبعاده 25،3 × 8 أمتار
ويبدو أن الرواقين الجانبيين (الشرقي والغربي) كانا يتصلان بالأوسط أيضا عن طريق أبواب.
-البوابة الكبرى : تتوسط المبنى و تفصل الرواق الأوسط الجنوبي عن الرواق الكبير الشمالي، وهي بارتفاع 5 أمتار وعرضها 5،6  أمتار، و تتكون من 4 أعمدة كورنثية، لم يبق منها إلا 3 فقط، يحمل العمودان الأوسطان البوابة الرئيسية التي يبلغ عرضها 5،3 أمتار، أما البوابتان الجانبيتان عرضهما 5،1  أمتار .
يعلو البوابة الرئيسية قوس مكون من 8 قطع، تحمل القطعة الوسطى منه في الجهة الشمالية صورة أو نقشا داخل إفريز، شبيه تماما بالأشكال الموجودة على قوس نصر كراكلا بمدينة تبسة، لكن انمحت معالمه، أما البوابتان الجانبيتان فتعلوهما قطعتان حجريتان، تشكلان دعما لقوس البوابة الرئيسية و تدخلان في تشكيلها في حد ذاتها. و يتميز هذا البناء بوجود زخارف تزين أعمدته الكورنثية.
كما يوجد في جانبي البوابتين الجانبيتين من الجهة الشمالية لوحان حجريان يرتفعان عن الأرض بـ 1 متر، بهما زخارف لورود رباعية، وهي إحدى الرموز المسيحية، مما يعني أن هذا البناء يعود تاريخه إلى القرن الرابع الميلادي، وأنه مبنى ذو صبغة دينية .
وبمقارنة قمنا بعقدها مع البازيليك المسيحية (بمدينة تبسة) التي تطابقت مع المعطيات الميدانية، لهندسة وتخطيط المبنى والزخارف ذات الرموز المسيحية (الوردة الرباعية) فإننا نرجح أن يكون هذا المبنى كنيسة مسيحية .
لاحظنا أن جدران الكنيسة مدعمة بجدارين متلاصقين، من أجل دعم السقف و لضمان خصوصية أكبر للمبنى، نظرا لأهميته الدينية، حيث يبلغ سمك الجدران 5،1 أمتار، انهارت ولم يتبق منها إلا الجزء السفلي، و هو مطمور تحت الركام و الأتربة.
أما نمط الحجارة المستعملة فهي الحجارة ذات الأخاديد، منها ذات الثلاثة أخاديد، الأخدودين، والأخدود الواحد .
و تنتشر بالموقع اللقى الفخارية المتنوعة، والتي كانت تشكل على ما يبدو جرار تخزين  (الزيوت )، إلى جانب ما يستعمل في الحياة اليومية، وهذا ما يجعلنا نعتقد أن الموقع كان مزرعة كبرى ذات مرافق متعددة ، أو ربما يكون قرية فلاحية تعود إلى العهد الروماني، لكن المؤكد أن الموقع تاريخي هام، لكنه يعاني من الإهمال و التدهور، و يتطلب التفاتة سريعة من الجهات المعنية.           
ع.نصيب                   

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com