الثلاثاء 29 أفريل 2025 الموافق لـ 1 ذو القعدة 1446
Accueil Top Pub

«الطّانفا» رواية جديدة للصدّيق حاج أحمد الزيواني

عن دار فضاءات، للنشر والتوزيع، صدرت هذا الأسبوع في الأردن، وفي طبعة عربية رواية جديدة، للكاتب والروائي الصدّيق حاج أحمد (الزيواني)، حملت عنوان: «الطّانفا». وتتناول ثيمة الهويات الإفريقية، ومن بينها هوية لباس الشمع الإفريقي، المُعروف شعبيًا بالطّانفا، أو ما بات يُعرف ثقافيًّا، بالواكس الإفريقي.
ويقول الكاتب بشأنها: «صحيح أني رأيتُ منذ الطفولة، غزو هذا القماش من جهة إفريقيا الجنوب، مع تُجّار تمور قصرنا لبلاد السودان، وتكرّس هذا الاِعتقاد وفاض، خلال رحلاتي المتكرّرة لتلك البلدان، جنوب الصحراء الكُبرى؛ غير أنّ الّذي جعل وعيي الكِتابي، يتحرّك ويستفزّني حقًا، للكتابة عن هذه الهوية، هو رؤيتي لبعض الأفارقة بموسم حج 2023، وهم يدخلون المشاعر المقدّسة، برداءات جماعيّة من ذلك اللّباس الملوّن الصارخ في لونه وتشكّلاته، حتى بات هوية، ليس للأفارقة بأوطانهم؛ إنّما بالشتات الإفريقي، كالكاريبي، وغيره من أماكن العالم، والتي هي في الحقيقة، صناعة اِستعمارية، تفطّن لها الاِستعمار الهولندي، خلال اِستقطاب بعض الأفارقة للعمل، بمستعمرة إندونيسيا، وعند نهاية فترة عملهم هناك، نظر بعضهم لشراء بعض الأفراح لعوائلهم، التي غابوا عنها سنوات، فوجدوا الباتيك الإندونيسي المزخرف، أحسن هدية لذويهم، مِمّا لفتَ الهولاند، ذلك السرور الفيّاض، الّذي استُقبلت به تلك الهدايا القماشية، فحملهم الاِستغلال التجاري والثقافي، للاِستثمار في صناعة هذا اللّباس».
في حين جاء في كلمة الناشر حول ذات الرواية، ما فحواه: «نصّ ثقافي ومُقاوم باِمتياز! هذا ما يمكن أن يقوله النقد الثقافي وما بعد الكولونيالي والديكولونيالي عنه، يتوارى في قُماش الشمع الأفريقي (الطّانفا)، يُغرّز الأسئلة ويحفر في الهويات الأفريقية، مُتّخذًا من ثقافات الجوار لشمال الصحراء الكُبرى مع جنوبها، فضاءً لحياكة سرده ونسج عوالمه، بلغة أصبحت علامة على مولاها. سارد يلتفع زيّه الصحراوي، لا تثنيه مجاهيل أفريقيا عن الولوج في عوالمها البِكر، مهووس بتجاوز ذاته الساردة، وإن أغرانا بحلول الشمال والضفاف المتوسطية من منطلق رحلة الأدغال، مع بطليه السابقين (مامادو) النيجيري في رواية (كاماراد)، و(بادي) المالي في رواية (مَنّا)؛ فإنّه يُدهشنا هذه المرّة في رواية (الطّانفا) برحلة عكسية من منطلق الشمال نحو الأدغال، مع بطله التواتي الجزائري (بوغرارة)، إنّها لعبة السرد ومُمكنات التخييل في اِصطياد الثيمات وأسئلتها، عندما يستثمرها الروائي بوعي في مناجم مشروعه».
مشيراً في ذات الكلمة، إلى أنّ: «الزيواني يلج روايته باِستخدام تكتيك مدروس، أراده مدخلاً لباحث تواتي يستفيد من منحة (إيراسموس+) لتحضير دبلوم عال في الأنثروبولوجيا الثّقافيّة بجنوب أفريقيا، تواتيه الفرصة فينخرط في ورشة للكتابة الروائية هناك، هذا المُفتتح يهدينا إلى متن النص الحقيقي، عن طريق تقنية (البروفة) وخدعتها بعنوان ثانٍ من طرف ذلك الباحث الأنثروبولوجي الروائي، حيثُ يروي لنا نص بروفة (أغَمّو) قصّة تاجر تمور تواتي يُدعى بوغرارة، يقوم بمغامرة نحو أسواق أفريقيا، ليجد نفسه بعد رحلات تاجرًا مرموقًا، يفز بصفقة توريد قماش (الواكس الأفريقي) لعموم أفريقيا وشتاتها بجزر الكريبي، حكاية تتشابك فيها الذات مع الآخر، الموطن مع الوطن، الواقعي مع العجائبي، لاسيما عندما يبهرنا الزيواني بحضور ثقافة سحر الفودو الأسود، وتمثّلاته في الذهنيات الأفريقية القارة أو تلك التي هاجرت إلى جزر الكاريبي... في هذا العمل لسنا على موعد مع سارد ذكي فقط؛ بل نحن أمام نص اِستثنائي، كلما اِرتجفت محاولاً الفرار، شدّك أكثر لتغوص فيه بلا عودة».
للإشارة، الصدّيق حاج أحمد «الزيواني»، كاتب وروائي، يشتغل كأستاذ مُحاضر لمقياسي اللسانيات وفقه اللّغة بجامعة أدرار. تقلّد عِدة مهام بالجامعة منها نائب عميد كلية الآداب واللغات لمدة سنتين، ليتفرّغ بعدها للتدريس والبحث والإبداع. له مساهمات كثيرة ومتواصلة في الصحافة الوطنية وكذلك بالصحافة العربية، لاسيما جريدة (العرب) اللندنية، ومجلة (الجديد) اللندنية أيضا.
أصدر أوّل رواية له عام 2013 تحت عنوان «مملكة الزيوان». وبعدها رواية «كاماراد: رفيق الحيف والضياع» عام 2015. و»مَنّا.. قيامة شتات الصحراء». كما له مجموعة إصدارات أخرى في مجال الدراسات والأبحاث وأدب الرحلة، من بينها: «التاريخ الثقافي لإقليم توات» عام 2003. «الشيخ محمّد بن بادي الكنتي: حياته وآثاره» عام 2009. «رحلاتي لبلاد السافانا: النيجر، مالي، السودان».
نوّارة/ل

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com