من التدرب بالمقبرة إلى منصات التتويج الدولية و الأولمبياد
يسير فريق شباب الحامة للملاكمة بخطى ثابتة نحو تحقيق حلمه الأكبر في نيل لقب بطل العالم، ويحضر أعضاؤه في الوقت الحالي للألعاب الأولمبية لسنة 2016، بعد مشوار طويل انطلق مع نهاية السبعينات، تمكن خلاله ملاكمو حامة بوزيان من تشريف راية الجزائر خارج الوطن في عشرات المناسبات، واحتلوا الريادة في البطولات الوطنية سابحين فوق آلامهم بالرغم من نقص الإمكانيات، ليثبتوا أن القوة الحقيقية لا تكمن في الوسائل والماديات، بقدر ما تتعلق بمدى إرادة الملاكمين وحبهم لرياضتهم، التي مارسوها منذ الصغر وكرّسوا لها وقتهم وجهدهم، تاركين خلفهم ألعاب الطفولة ولهو الشباب. النصر تنقلت إلى مقر تدريب ملاكمي جمعية شباب الحامة، الذي تحوّل إلى أكثر من منزل ثان لهم، بعد أن عانوا لسنوات من التدرب في الفضاء الخارجي بسبب حرمانهم من صالة رياضية، و وصل بهم الأمر إلى إجراء التحضيرات في مقبرة البلدية وأسفل أشجار الحدائق وداخل المرائب، وتمكنوا في النهاية من جني ثمار عملهم الذي سقوّه بقطرات عرقهم، حسب ما أكده لنا مدرب الجمعية وبعض من خيرة أعضائها في هذا الروبورتاج.
روبورتاج : سامي حباطي / تصوير : الشريف قليب
واستقبلنا عدد من أعضاء الفريق في صالتهم الواقعة بمدخل بلدية الحامة، حيث تضم حلبة صغيرة في أحد أركانها، ومجموعة من أكياس التدرب على الملاكمة، ومنها بعض الأدوات المصنوعة من إطارات عجلات السيارات، كما شدتنا جدران القاعة، المزينة بملصقات ملاكمي الفريق في مختلف الدورات الوطنية والدولية التي شاركوا فيها، فضلا عن المقالات الصادرة عنهم في مختلف العناوين، في حين قادنا مدرب الفريق إلى داخل قاعة تغيير الملابس، التي تشبه متحفا صغيرا للصور المختلفة لأعضاء الفريق الذين تعاقبوا على الجمعية، بالإضافة إلى مقالات وملصقات، منها حتى ما هو مكتوب باللغة الصينية، إلى جانب ميداليات معلقة بالجدران وغيرها من التكريمات والشهادات الشرفية، حيث أكد لنا المدرب عبد الباقي بلميلي، الذي يفضل معارفه تسميته بـ»شيبوب» بأنها تضم ذاكرة الفريق منذ بداياته الأولى.
فريق بأحضان عائلية والمدرب يتكفل بتزويج رياضييه
وعن العلاقة بين المدرب بلميلي وملاكميه، الذين يدعوهم «أبنائي»، فقد أوضح لنا بأنه حرص دائما على أن يكون الجو داخل الفريق عائليا، حيث يتكفل قبل كل شيء بحل المشاكل الاجتماعية للرياضيين الذين يمارسون الملاكمة معه، فضلا عن أنه شارك في جانب كبير من تربيتهم منذ أن كانوا أطفالا صغارا تماما مثل أولاده، في نفس الوقت يكنون له احترام الابن لوالده، كما أخبرنا أنه أشرف بشكل شخصي على تزويج الملاكم نصر الدين فيلالي، مشيرا إلى أنه لا يسمح لنفسه بأن يطلب منهم الملاكمة دون أن يحرص أولا على حل المشاكل الإدارية أو المالية التي من الممكن أن تواجههم، في مجالات حياتهم المختلفة، فالراحة النفسية والاجتماعية بالنسبة له، تسمح لهم بأن يتفرغوا للملاكمة قبل كل شيء.
وأضاف محدثنا أن شعار الفريق «الانضباط أساس الرياضة»، حيث يردد ملاكمو جمعية شباب الحامة هذه المقولة بصوت مرتفع قبل الشروع في التدرب دائما، خصوصا وأنها معلقة في مدخل الصالة، كما تمكن الكثير من أبطال الفريق من مواصلة دراستهم، على غرار البطلة العالمية محرزي منال، التي أنهت دراستها الجامعية، كما أوضح لنا بأن الإفطار في القاعة طيلة شهر رمضان، من العادات التي يحافظ عليها الفريق منذ سنوات، حتى أنهم يتركون الأبواب مفتوحة أمام أي عابر سبيل أو شخص يرغب في مشاركتهم مائدتهم.
ولا تتوقف نشاطات الفريق على أعضائه، حيث أوضح المدرب بلميلي بأنه يساعد جمعيات الملاكمة الأخرى بالوسائل المادية، مشيرا إلى أن جمعيته تستفيد من الدعم عن طريق الاتحادية الوطنية للملاكمة، مضيفا بأنه يقوم أيضا بنشاطات اجتماعية، على غرار التعريف بالرياضة ونشر ثقافة ممارستها في أوساط المواطنين.
من جهة أخرى، أكد محدثنا أن جميع ملاكمي فريقه من أبناء بلدية الحامة، وذلك ليس عنصرية منه، أو إقصاء للقادمين من مناطق أخرى في الولاية، ولكن الأمر حصل بشكل عفوي لكونه يستقبلهم منذ طفولتهم، فضلا عن أنه نفى أن تكون الملاكمة أو الرياضات القتالية مرادفة للعنف، فقد أكد أن بعض العائلات تخطئ الفهم أحيانا وتظن أنه بتعليم أبنائهم الملاكمة يصبحون قادرين على الدفاع عن أنفسهم، بالرغم من أن الملاكمة تظل رياضة نبيلة وتنأى عن مثل هذه الأمور.من جهة أخرى، أكد محدثنا عدم توجه أي ملاكم من فريقه في بلد آخر تاركا الجزائر نهائيا، حيث حافظوا جميعا على علاقتهم بنادي جمعية شباب الحامة، فبالرغم من الفرص الكثيرة المتاحة أمامهم للتوجه إلى ممارسة هذه الرياضة في الخارج، يفضلون جميعا العودة إلى جمعيتهم الأصلية بالحامة، باستثناء ملاكم واحد من شباب الحامة قرر الانتقال إلى الخارج للعيش هناك، من أجل العمل وليس الرياضة.
حضّرنا لأولمبياد 2004 أسفل شجرة توت وتدربنا داخل المقبرة
ولم تثن الظروف السيئة وقلة الوسائل المادية من عزيمة المدرب عبد الباقي بلميلي عن تحقيق حلمه في الوصول بملاكمي فريق شباب الحامة إلى منصات التتويج على المستوى الدولي، حيث أكد لنا بأنه في الفترات التي عانى فيها من انعدام قاعة للتدرب، اضطر أن يتوجه إلى مقبرة الحامة من أجل التدرب، أين كان يلجأ رفقة عناصر الجمعية إلى الاحتماء بسقف مصلى المقبرة الذي تقام أسفله صلاة الجنازة عند هطول الأمطار، فيما يتجه إلى الأراضي المفتوحة في الأجواء المشمسة، كما عبر عن الوضع بالقول «لا توجد قطعة أرض في بلدية حامة لم نتدرب فيها أنا وأبنائي الملاكمين»، ليضيف مازحا «الموتى اشتكوا من إزعاجي لهم».وأكثر من ذلك، أخبرنا المدرب بلميلي، بأنه في سنة 2004، حضر الملاكم نصر الدين فيلالي للألعاب الأولمبية التي جرت في أثينا، أسفل شجرة توت من خلال تعليق كيس التدريب على أحد أغصانها، أما تدريبات تصالب الأيادي فكانت تتم داخل مرآب لأشغال النقش على الخشب، كان المدرب «شيبوب» يطلب منه أن يترك له مجالا داخله، في الأيام التي لا يعمل فيها، في حين أوضح محدثنا أن مشكلة القاعة جاءت بشكل متقطع، بعد أن استفادت مصالح الحرس البلدي من قاعة كان يستغلها خلال التسعينيات.
وأضاف محدثنا بالقول «تدربنا في بداياتنا بالطابق الأرضي أسفل مقر المجلس الشعبي البلدي للحامة بوزيان»، أما القاعة الحالية الواقعة بمدخل الحامة فقد تحصلت عليها الجمعية، في عهد المير السابق، وهي ملك للبلدية حسب محدثنا، الذي أكد لنا أنه استلمها في حالة مزرية، لكن بتضافر الجهود تحولت إلى واحدة من أحسن القاعات، بالرغم من النقائص الكثيرة التي لا تزال مسجلة بها، كما قال أن الطابق الأرضي لمقر البلدية، كان محل انتقاد من كل من يراه، إلا أنه اعتبرها من أحسن القاعات التي درب وتدرب بها، حيث تبلغ مساحتها 12 متر مربع، واليوم هي مستغلة من طرف مصالح البلدية.
لا نسمح للسياسة بدخول نشاط الجمعية
وأكد مدرب الفريق أنه رفض رعاية بعض أصحاب المال لملاكميه المحترفين، تجنبا لدخول جمعية شباب الحامة في النشاط السياسي، حيث أشار إلى أنه لم يدخل يوما العمل السياسي واكتفى دائما بالممارسة الرياضية فقط، بالرغم من تأكيده على أن علاقته جيدة مع جميع المنتخبين و الأميار الذين توالوا على المجلس الشعبي البلدي لحامة بوزيان، إلا أنه يرفض أن يستغل الفريق في أشياء أخرى غير الرياضة، مشيرا إلى أن الفريق قد يوقع عقد رعاية لفائدة 4 من ملاكميه. من جهة أخرى، انتقد محدثنا مكانة جمعيات الملاكمة بقسنطينة على المستوى الوطني، حيث تضم الولاية 25 جمعية، لم تصنف ولا واحدة منها ضمن المراتب الأولى في الجزائر باستثناء شباب الحامة التي تتفوق على عدد كبير من الجمعيات في الجزائر وتأتي دائما في المراتب الخمسة الأولى، حيث دعا الرابطة الولائية ومديرية الشباب والرياضة إلى التفطن للأمر والتحرك من أجل تنشيط هذه الفرق، مشيرا إلى أن الملاكمة لا تزال متأخرة في الجزائر. ونبه بلميلي بأنه عانى أيضا من بعض الحاسدين الذين حاولوا عرقلة مساره، لكنه أكد لنا بأن دافعهم الأول كان محاولة الحصول على نفس النتائج التي سجلها، لذلك فقد واجههم بسلاح الصمت والعمل، في حين قال أن الوضع الحالي للرياضة في الجزائر يتطلب الاكتفاء بالممارسة فقط، بالرغم من أنه يجب حسبه الانتقال إلى تكوين المكونين.
المدرب عبد الباقي بلميلي
لن أعتزل حتى يكون بطل العالم من الحامة
ويعود تاريخ النادي إلى سنة 1979، حيث بدأ مع المدرب بن سعيد، حسب تأكيد المدرب بلميلي، الذي أشار إلى أن كرة القدم كانت الرياضة المهيمنة في الحامة، قبل أن يأتي المدرب محمد الصالح بن شديقة بالملاكمة إلى الحامة، في إطار رياضة العمل، حيث كان عبد الباقي بلميلي الوحيد الذي تكون في تلك الفترة على يدي المدرب لبيوض، الذي واصل العمل بنادي شباب الحامة بعد المدرب بن سعيد، وذلك منذ سنة 1980، ليستلم بلميلي مشعل قيادة الفريق منذ سنة 1990 إلى غاية يومنا الحالي، بعد أن كان مدربا مساعدا، حيث أشار إلى أنه لا يزال يحافظ على وفائه لمدربه الأول، حتى أنه في سنة 91 رفض الذهاب إلى دورة بباريس في إطار توأمة، بسبب رفض مدربه لبيوض المشاركة نتيجة «عدم احترامه» من طرف مسؤولي الرابطة الولائية على مستوى الحامة، بالرغم من أن الملاكمين شاركوا وعادوا بميداليات، كما أرسل منظمو الدورة ميدالية للمدرب بلميلي بسبب العمل الاحترافي الذي قدمه الملاكمون في الدورة.وأوضح محدثنا بأن جمعية شباب الحامة تحتل الريادة منذ سنة 1991، خصوصا بعد تلاشي العديد من الفرق الأخرى التي كانت قوية آنذاك، لكن محدثنا ظل يردد في كل مرة أن فضل النجاح إلى اليوم يعود بالدرجة إلى الأولى إلى المدرب لبيوض، حيث تمكن ملاكمو النادي المذكور من تحقيق مكانة عالمية في هذه الرياضة، كما استقبلنا رفقة المدرب بلميلي، 4 من خيرة منخرطي النادي، المصنفين ضمن أحسن الملاكمين في الجزائر، حيث حقق الفريق 183 لقبا وطنيا، في مختلف الأصناف، و13 لقبا إفريقيا، حصل نصر الدين فيلالي على 5 منها بمفرده، و7 بطولات عربية و11 مشاركة في البطولة الدولية، بالإضافة إلى المشاركات في الألعاب الأولمبية، حيث يتم حاليا تحضير ملاكمين لأولمبياد السنة الجارية وسنة 2020.وقال شيبوب بكل عزم، بأنه لن يتوقف عن ممارسة الرياضة ولن يعتزل الملاكمة إلا بعد أن يصل بأحد أبناء فريقه إلى مرتبة بطل العالم، مؤكدا لنا بأنه اقترب كثيرا من تحقيق حلمه، ففريقه يحتل اليوم المرتبة الدولية الثالثة، مشيرا إلى أن الكثيرين سخروا من طموحه في سنة 2000، عندما أخبرهم عن نيته في إيصال أحد ملاكميه إلى أولمبياد أثينا سنة 2004، حتى أن بعضهم ظن أنه أصيب بالجنون، على حد تعبيره، إلا أنه في النهاية تمكن من تحقيق تلك الخطوة، التي فتحت الباب أمام خطوات أخرى أكبر منها.
فيلالي نصر الدين في الوزن أكثـر من الخفيف
لا يمكنني أن أعيش دون ملاكمة
بدأت الملاكمة في سنة 1996 مع المدرب بلميلي عبد الباقي، ومارستها كهاو في البداية ولم أفكر يوما بأني سأصير محترفا، لكني بعد سنتين تمكنت من الحصول على المرتبة الأولى في البطولة الوطنية لصنف الأصاغر، بعد ذلك أخذت الملاكمة تشغل مكانة أكبر بالنسبة لي، وصرت أستمتع بممارستها، إلى أن دخلت المنتخب الوطني في سنة 2002 ضمن صنف الأواسط، وشاركت لأول مرة في دورة بإيطاليا تحصلت فيها على الميدالية البرونزية، التي فتحت لي باب الانطلاق على المستوى الدولي.
في 2003 ارتفعت إلى صنف الآمال، أين شاركت في دورة 24 فيفري لتأميم المحروقات وظفرت بالميدالية الذهبية، كما توجت بلقب أحسن ملاكم لتلك الدورة، وتأهلت أيضا للألعاب الإفريقية بعد ذلك في نيجيريا وكنت أصغر ملاكم فيها، حيث لم يكن سني يتجاوز 19 سنة، وفي 2005 شاركت في المملكة المغربية، كما شاركت في البطولة العسكرية العربية، لكنني واجهت بعض المشاكل مع الفريق الوطني.
في 2009، تمكنت من الحصول على المرتبة الأولى وصرت بطل إفريقيا حينها، بالرغم من أني لم أحضر جيدا لها، حيث وقعت لي بعض المشاكل التي دفعتني إلى المغادرة لبعض الوقت، قبل أن تتم دعوتي من الفريق الوطني مجددا وتمكنت حينها من تحقيق الفوز لثلاث مرات متتالية في ثلاث مواجهات، حققت في الأولى تفوقا بـ13 نقطة مقابل 0 في جنوب إفريقيا، فيما تمكنت من هزم ملاكم مغربي بجزر موريس، بعد أن كان يشكل عقبة حقيقية بالنسبة للملاكمين الجزائريين، «لا يمكنني أن أعيش بدون ملاكمة».
بوسماحة محمد / ملاكم وزن 56 كلغ
حافظت على لقب بطل الجزائر لخمس سنوات
بدأت الملاكمة مع جمعية شباب الحامة في سنة 2007 عندما كنت أبلغ من العمر 14 سنة، بعد أن دلني صديق عليها، حيث مارست رياضة «الفولكونتاكت» قبل ذلك، وقد وجدت أن نادي شباب الحامة فريق جيد، خصوصا وأن الأمر لا يقتصر فقط على ممارسة الرياضة، وإنما يتعداه إلى العلاقات الشخصية المتينة بين عناصره ومدربهم، ما شجعني بشكل أكبر على البقاء بهم.في 2008 بعد عام من التدرب تمكنت من الحصول على الميدالية الفضية، واعتليت المرتبة الثانية في البطولة الوطنية للملاكمة، أي نائب بطل الجزائر آنذاك، لأحصل في السنة الموالية لها على المرتبة الأولى في البطولة الوطنية بولاية تيزي وزو، وكانت تلك أولى الميداليات الذهبية التي أحصل عليها، حيث تمكنت من المحافظة على لقب بطل الجزائر لخمس سنوات في مختلف الأصناف التي مررت بها، كما حصلت على المرتبة الأولى في الدورة الدولية 8 ماي التي تنظمها مدينة العلمة بسطيف.في 2011، خضعت لتربص في إيطاليا مع الفريق الوطني، تحضيرا للبطولة العربية، ولاكمت بعدها في ألعاب أولمبية مصغرة بلندن أين تمكنت من الحصول على الميدالية البرونزية واعتليت المرتبة الثالثة، أما في قطر فقد نزلت إلى المرتبة الخامسة في البطولة العربية التي نظمت في نفس السنة، وأنا اليوم أحضر للألعاب الألمبية لسنة 2020.
شعيب بولودينات وزن 91 كيلوغرام
تدربت بعد صلاة الفجر لأوفق بين الدراسة والملاكمة
دخلت نادي شباب الحامة للملاكمة لأول مرة في سنة 1998، كنت أبلغ من العمر 13 سنة، ومنذ ذلك الحين لم أتوقف عن الملاكمة إلى حد الساعة، وقد تدربت كثيرا مع المدرب عبد الباقي بلميلي، وقد شجعني كثيرا الملاكم فيلالي نصر الدين، خصوصا وأنه كان يتجاوزنا في التجربة.
ضحيت كثيرا من أجل المحافظة على دراستي والوصول إلى مستوى دولي في الملاكمة، وأنا اليوم في السنة الأخيرة من أجل نيل شهادة الليسانس، واضطرني الأمر أحيانا إلى التدرب مباشرة بعد صلاة الفجر، وحاليا لازلت أتعب، خصوصا وأني تأهلت للألعاب الأولمبية.في 2004 حصلت أول ميدالية ذهبية في البطولة الوطنية، والتحقت بالفريق الوطني في صنف الأواسط، أين شاركنا لأول مرة في الألعاب العربية بمصر، وشكلت أول تجربة لي، وتمكنت بعدها من الحصول على الميدالية الذهبية في البطولة العربية ضمن صنف الأكابر، وتلك كانت انطلاقتي الحقيقية. أنا أحضر حاليا للأولمبياد البرازيل 2016، وهي ثاني مشاركة لي فيها، وسأبذل قصارى جهدي لأظفر بميدالية فلن أكتفي بالمشاركة فقط، كما أني حاليا في مجال الاحتراف، حيث شاركت لأول مرة في سنة 2011، في البطولة العالمية للملاكمة للنصف الاحترافي، بعد أن أمضيت عقدا مع فريق كوريا الجنوبية، وحاليا أنا أحتل المرتبة الثانية في البطولة الدولية المحترفة للملاكمة «أي بي بي»، وهي بطولة تابعة للاتحاد الدولي للملاكمة، بعدما كنت في المرتبة الأولى السنة الماضية، التي أمضينا فيها عقدنا معهم.
أسامة قارة علي في الوزن الخفيف
لا أنوي تغيير نادي الحامة في أي حال من الأحوال
بدأت الملاكمة وأنا أبلغ من العمر 12 سنة، وأعجبتني كثيرا هذه الرياضة، لذلك لم أتمكن من مواصلة دراستي، حيث شاركت في سنة 2013 بأوكرانيا، أما في الجزائر فقد تحصلت على عدة ميداليات، كالميدالية البرونزية هنا في الجزائر، ولقب بطل الجزائر، في مدينة العلمة أيضا تحصلت على الميدالية الذهبية.
شجعني أفراد عائلتي كثيرا وخصوصا والدي، قد استطعت عن طريق الملاكمة الوصول إلى ما لم أتمكن من تحقيقه بالدراسة، كما أني لا أنوي التخلي عن نادي شباب الحامة أبدا، حيث سأواصل مساري به إلى النهاية لأنه أول ناد احتضنني وأنا صغير.