أرشح الخضر و أسود الأطلس للتتويج بـ «كان 2019»
يرى الدولي المغربي السابق يوسف شيبو، أن المنتخبين الجزائري والمغربي، يملكان فرصة كبيرة للعودة، إلى منصات التتويج على المستوى القاري بمناسبة الكان المقبل، مؤكدا في حوار للنصر أن ما يملكه المنتخبان المغاربيان من لاعبين مميزين، تكوّن أغلبهم في مدارس أوروبية كبيرة، يجعل الحلم أقرب للحقيقة، خاصة إذا تم إسناد تنظيم الكان لدولة مصر، كما تطرق النجم المغربي إلى تفاصيل عمله الجديد كمحلل في قنوات «بي إن سبورتس» القطرية ورؤيته للدوري الاسباني، وما يعيشه النادي الملكي ريال مدريد.
حاوره: مروان. ب
•كيف تقيّم تجربتك كمحلل رياضي ضمن قنوات «بي.إين سبورتس»، بعد أن كنت لاعبا مميزا، صنع اسمه مع نوادي أوروبية وكذا منتخب بلده المغرب؟
أولا أحيي الجمهور الجزائري، الذي تابعني من قبل كلاعب، ويتابعني الآن كمحلل رياضي ضمن قنوات «بي.إين سبورتس»، وبخصوص سؤالك عن تجربتي الجديدة، فأنا لا يمكنني تقييم نفسي، وأترك ذلك للمتتبعين الذين أتمنى أن أكون عند مستوى تطلعاتهم، ولو أنني أؤكد لكم بأنني سعيد بالعمل في هذا المجال، كونه أبقاني بالقرب من معشوقتي كرة القدم، على أن أحاول تطوير إمكاناتي أكثر في المستقبل، حتى ننجح في إفادة جماهيرنا العربية العريضة.
منتخبكم استعاد عافيته بقدوم بلماضي
• مع اقتراب نهائيات «كان» 2019، ما رأيك في مستوى المنتخبات المغاربية، مقارنة بما كان عليه الحال في السنوات الماضية؟
صراحة، هناك فرق كبير في المستوى مقارنة بالأجيال الماضية، التي صنعت الحدث، سواء على المستوى القاري وحتى العالمي، ويكفي العودة إلى نتائج منتخبي الجزائر والمغرب، كما أود أن أشير إلى أنه في السابق كان غالبية اللاعبين، الذين يشكلون قوام منتخبات المنطقة المغاربية، وخاصة تونس والجزائر والمغرب ينشطون ضمن الدوري المحلي، مع الاعتماد على أسماء قليلة محترفة بأوروبا، ولكن الأمور تغيرت بشكل كبير مؤخرا، خاصة بالنسبة للمنتخبين الجزائري والمغربي، اللذين يعتمدان بشكل تام على اللاعبين المتخرجين من المدارس الأوروبية، سيما وأن أداء ومستوى اللاعب المحلي تراجع بشكل رهيب، في ظل إهمال التكوين، وقلة الاهتمام من طرف المسؤولين، الذين لا يزالون بعيدين كل البعد عن الاحتراف الحقيقي.
*بصراحة، هل ترشح منتخب مغاربي للظفر بـ «الكان» المقبل ؟
أجل، والأكثر من ذلك أرشح الخضر وأسود الأطلس، للتتويج بنهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة، في ظل امتلاكهما لجيل مميز من اللاعبين، بدليل أن الغالبية تنشط في نوادي عالمية، دون أن ننسى أن هذين المنتخبين يقودهما مدربين محنكين، وأعني بالذكر جمال بلماضي وهيرفي رونار، اللذان قدما الكثير لحد الآن، خاصة التقني الفرنسي الذي نجح في إعادة الاعتبار للكرة المغربية، التي عادت إلى نهائيات المونديال، بعد غياب طويل، في انتظار أن نرى ذات النتائج مع بلماضي، الذي أثبت مؤهلاته التدريبية الكبيرة خلال تجربته بدولة قطر.
كفانا مقارنات بين محرز وصلاح
• بالحديث عن بلماضي، ما رأيك في تشكيلة الخضر الحالية ؟
تشكيلة منتخبكم، تضم أسماء لامعة في كافة الخطوط والمناصب، ويكفي الحديث عن نجم مانشستر سيتي الانجليزي رياض محرز، الذي أتوقع أن يكون من أفضل العناصر خلال «الكان» المقبل، خاصة وأنه استعاد بريقه مع الناخب الجديد جمال بلماضي، وأتمنى بالمناسبة كل التوفيق لمحاربي الصحراء، الذين عودونا على التألق في المحافل الكبرى، لقد كانوا في الموعد خلال المواجهات الأخيرة، وبحول الله سيحافظون على هذا المستوى، الذي يخول لهم التنافس على التاج الإفريقي، على أمل الظفر به لثاني مرة في تاريخ الكرة الجزائرية، التي قدمت لنا عدة لاعبين كبار.
• كيف تلقيت تولي بلماضي زمام العارضة الفنية للخضر؟
أعتقد بأن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، قد أحسنت الصنيع بإسناد مهمة قيادة المنتخب الجزائري لجمال بلماضي، الذي يمتلك مؤهلات كبيرة، أبان عليها خلال تجربته الماضية بقطر، سواء مع المنتخب «العنابي» أو حتى مع فريق الدحيل، الذي قاده إلى نتائج باهرة، أنا لدي ثقة كبيرة في مقدرته على قيادة الخضر نحو النتائج المرجوة، خاصة وأن لديه طموح كبير في النجاح، إلى جانب الشخصية القوية التي يتمتع بها، والتي اكتشفتها خلال احتكاكي به في قطر.
أتمنى إسناد تنظيم كأس أمم إفريقيا المقبلة لمصر
• الجماهير الجزائرية تعلق آمالا عريضة على خليفة ماجر، للتتويج بـ «الكان» والوصول إلى مونديال قطر، ماذا تقول لها ؟
بلماضي يعرف خبايا الكرة الجزائرية جيدا، بحكم تجربته كدولي سابق مع الخضر، إلى جانب قربه من اللاعبين الحاليين، وبالتالي فأنا أرشحه لينافس بقوة على التتويج بكأس إفريقيا، مع إمكانية الوصول إلى مونديال قطر 2022، أنا أتمنى أن تضعه الاتحادية في أحسن الظروف، لأنه قادر على جلب الإضافة المطلوبة، وهو ما وقفنا عليه خلال آخر مباراة لرفقاء رياض محرز، إذ فازوا على الطوغو برباعية كاملة خارج الديار، وهو مؤشر على استعادة محاربي الصحراء لعافيتهم، على أن يكونوا رقما صعبا خلال النهائيات المقبلة، إلى جانب منتخب بلدي المغرب الذي تطور كثيرا، وكل الآمال معقودة على الجيل الحالي من أجل معانقة التاج الذي نفتقده ونتوق إليه منذ مدة.
• ما هو البلد الذي تفضله لاحتضان «الكان» المقبلة، خاصة بعد سحب التنظيم من الكاميرون وانحصار المنافسة بين جنوب فريقيا ومصر ؟
أقولها وأعيدها مصر وجنوب إفريقيا بإمكانهما تنظيم «الكان» المقبلة بأريحية، في ظل المنشآت التي يمتلكانها، إلى جانب المرافق والبنى التحتية الجاهزة في كلا البلدين، رغم أن رغبتي أكبر في أن يكون شرف خلافة الكاميرون لمصر، التي أرى بأن اختيارها سيكون في صالح المنتخبات العربية ( مصر والجزائر وتونس والمغرب)، حيث ستكون المهمة أسهل للاعبينا، بالنظر إلى عديد المعطيات التي يعرفها العام والخاص، والتي تتمحور بالأساس في الدعم الجماهيري، الذي سيكون قويا، على عكس الحال إن أقيمت الدورة في جنوب إفريقيا التي تبعد علينا بآلاف الكيلومترات.
بلماضي قادر على قيادة الخضر للتأهل إلى مونديال قطر
• لنتحدث الآن عن النجمين رياض محرز ومحمد صلاح، ومن تراه الأفضل من وجهة نظرك؟
كفانا مقارنات لا تسمن ولا تغني من جوع بين محرز وصلاح، لأن لكل لاعب أسلوبه ومكانته، فالدولي المصري مثلا يمتاز بالقوة والنجاعة التهديفية، وهو ما أبان عليه مع ليفربول، في وقت يمتلك فيه محرز مهارة من نوع خاص، مكنته من الإمضاء مع العملاق مانشستر سيتي، أنا أرى بأن الثنائي بمثابة شرف للكرة العربية، كونهما يمثلاننا أحسن تمثيل، مع تمنياتي أن يقدما الكثير لمنتخبيهما، بالنظر إلى ما يحوزان عليه من مؤهلات رهيبة جعلتهما ضمن خانة الكبار في أوروبا.
• نجومية محرز مع الخضر، نافسه عليها مؤخرا بغداد بونجاح،هل تراه القناص الذي افتقدناه مؤخرا ؟
بونجاح مهاجم من طراز رفيع، فهو يمتلك حس تهديفي رهيب، بدليل إنهائه عام 2018 هدافا للعالم، متقدما على نجوم عالمين كبار، على غرار ميسي ورونالدو، لقد قدم الكثير لنادي السد القطري، ولكن الوقت قد حان لخوض تجربة أخرى في أوروبا، لأنه قادر أن يطور إمكاناته أكثر، وهو ما سيصب في صالح المنتخب الجزائري، الذي عانى في السنتين الأخيرتين على مستوى الخط الأمامي، خاصة بعد تراجع مستوى هدافه السابق إسلام سليماني، أنا أنتظر الكثير من بونجاح خلال دورة «الكان» المقبلة، ولم لا، يساهم بقسط وافر في وصول الخضر إلى أبعد محطة ممكنة.
إدراج ميسي مع المتنافسين على الكرة الذهبية إجحاف
• بحكم متابعتك الجيدة للدوري الإسباني، ما رأيك في قرار رحيل زيدان ورونالدو عن ريال مدريد، وإلى ماذا ترجع الأسباب الحقيقية من وجهة نظرك؟
مغادرة زيدان ورونالدو لقلعة الملكي الصائفة الماضية، كانت بمثابة الصدمة الكبيرة لعشاق هذا الفريق، بالنظر إلى ما قدمه الثنائي لريال مدريد خلال السنوات الأخيرة، إذ قادا الفريق لتتويجات تاريخية في بطولة رابطة الأبطال الأوربية، ولكن من وجهة اعتقادي هناك أسباب دفعتهما للرحيل، والمتمثلة في عدم توافق الرؤى بينهما، والرئيس فلورونتينو بيريز ضحى بهما، كما فعل من قبل بعديد النجوم.
• من ترشح للتتويج بـ «الليغا» ورابطة الأبطال هذا الموسم ؟
المنافسة في الدوري الإسباني، ستكون منحصرة بين ثلاث فرق كما جرت عليه العادة في كل مرة، ويتعلق الأمر ببرشلونة وريال مدريد وأتلتيكو مدريد، رغم أن الحظوظ أوفر بالنسبة للبارصا التي تقدم عروضا مميزة، إلى جانب حفاظها على جل التعداد، ولو أن الريال لن يكون لقمة سائغة أيضا، رغم بدايته الصعبة، مع توقعاتي بأن يكون الأتلتيكو منافسا عنيدا، خاصة وأنه نجح في البصم على نتائج مميزة لحد الآن، وبخصوص دوري أبطال أوروبا هناك فرق كثيرة، ولكن الريال والبارصا واليوفي والبايرن الأقرب، في ظل الخبرة التي يتمتعون بها في مثل هذا النوع من المسابقات.
• ما رأيك في تتويج المنتخب الفرنسي بكأس العالم الأخيرة ؟
ديديي ديشان كان محظوظا في المونديال الأخير، في ظل امتلاكه لجيل رائع من اللاعبين، ولو أنني لم أكن معجبا بطريقة لعبه التي كانت تفتقد للجمالية، غير أن النجاعة كانت حاضرة بقوة، وهو ما مكن الديوك من معانقة الذهب في روسيا.
ديشان محظوظ وهذه الفرق المرشحة للتتويج برابطة الأبطال
• هل استحق متوسط ميدان الريال لوكا مودريتش التتويج بالكرة الذهبية ؟
أفضل لاعب في العالم هو الأرجنتيني ليونيل ميسي، إذ يتفوق بكثير عن بقية اللاعبين، وبالتالي أرى أن نخصص له كرة ذهبية كل موسم، مع ترك الكرة الثانية للبقية من أجل التنافس عليها، ولو أنني لست ضد تتويج لوكا مودريتش، لأنه متوسط ميدان متميز، وقدم سنة قوية على كافة المستويات، سواء مع الريال الذي توج معه بعديد الألقاب، وحتى مع كرواتيا التي أوصلها لأول مرة لنهائي المونديال.
*كلمة حول فوز الريال بمونديال الأندية، وتألق العين الإماراتي خلال هذا المحفل الدولي؟
الفريق الإماراتي شرف الكرة العربية بوصوله إلى نهائي مونديال الأندية، خاصة وأن الجميع رشح نادي ريفر بلييت الأرجنتيني لمنافسة الريال، الذي لا يتسامح في مثل هذه المواعيد.
م/ب