• سنعتمد تقنيات الذكاء الاصطناعي والوكالة مفتوحة على الكفاءات
صرح، أمس، عالم المناعة البروفيسور كمال صنهاجي في حديث خص به النصر ساعات بعد تعيينه من طرف الجمهورية رئيسا للوكالة الوطنية للأمن الصحي، أن ورشة كبرى تنتظر هيئته التي تستحدث لأول في تاريخ البلاد، كاشفا بأن عملها سيمس مجالات البيئة والغذاء والدواء وحتى المخاطر النووية.
وذكر البروفيسور في اتصال بنا، أن تحديات كبيرة تنتظر الوكالة ضمن ورشة كبرى بالنظر إلى حالة النظام الصحي الذي لا يتوفر، مثلما عبّر، على إمكانيات تسمح بالعمل بشكل صحيح، معربا عن ترحيبه بقرار استحداث هذه الهيئة لأنه جاء «في الوقت المناسب» خاصة مع جائحة فيروس «كوفيد 19»، كما أكد أنه يأتي بعد أن كان قد تقدم بطلب إلى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون من أجل استحداث مستشفى للبحث خاص بحجر مرضى كورونا وأخد عينات منهم لاختبارها في مخابر خاصة، مع العمل على وقف تفشي العدوى.
وأردف عالم المناعة قائلا «السلطة السياسية فهمت أن الأمن والاستقرار الوطنيين متصلان بقوة بالصحة..من المهم أن نفهم بأن الصحة عنصر مهم يجب إصلاحه، فعندما ينعم السكان بصحة جيدة، سيكون مقدروهم العمل والإنتاج بصفة عادية، قبل أن يضيف «أعتقد أن رئيس الجمهورية فهم جيدا أن الهدف هو اتخاذ خطوات استباقية، فقد تحدث في المستقبل أزمات وأوبئة أخرى لأن هناك أمراضا أصبحت تعود للظهور وتتحول من وباء إلى جائحة، فإذا عاد مرض إيبولا مثلا فإن الوضع سيكون خطيرا».
وأكد صنهاجي للنصر، أن هيئته مفتوحة على المقترحات و كل الكفاءات في مجالات الأوبئة و الصيدلة و البيولوجيا و الرياضيات والذكاء الاصطناعي، حيث ستعتمد منهجية تختلف عما كان معتمدا في السابق، وذلك من خلال استغلال التقنيات الحديثة في الاعلام الآلي لمعالجة البيانات الضخمة «بيغ داتا»، كما ذكر أن الوكالة ستكون مستقلة تماما عن الإدارة المركزية لوزارة الصحة، بعدما ثبت أن هذه الأخيرة لاتستطيع إعداد الخبرة وإنجاز المستشفيات في نفس الوقت، لأنهاستكون على الدوام مقيدة بميزانية، وهو ما جعل الدولة تقرر استحداث وكالة مستقلة تتكفل بالخبرة اللازمة وفق المعايير المعمول بها، خصوصا أن الرئيس أكد له أن قرارات الوكالة ستكون ملزمة للحكومة.
وعن الخطوط العريضة للمشاريع التي ستعمل عليها الوكالة الوطنية للأمن الصحي، أردف البروفيسور صنهاجي بأنه يجري حاليا إتمام النصوص التنظيمية بعد إصدار المرسوم الخاص باستحداثها ثم مرسوم آخر مكمل تحدد فيه الصلاحيات والمهام، حيث ستتضمن الهيئة مديريات وسيتم اختيار مقرها والإمكانيات التي ستحتاج إليها، ليضيف أن العمل لن يشمل الأمراض المعدية فقط، بل أيضا الأمن الغذائي والبيئي والدوائي وكل المخاطر التي تشكل تهديدا على صحة الجزائريين، حتى ما تعلق بالجانب النووي.
وكشف البروفيسور أنه تحدث مع العالم الجزائري إلياس زرهوني المقيم حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي وافق على أن يكون مستشارا خاصا للوكالة، مضيفا بخصوص مصير مركز البحث في العلوم الصيدلانية الذي يرأسه بقسنطينة، أنه سيضطر إلى مغادرته في المستقبل للتفرغ إلى مهامه الجديدة، لكنه سيعمل بحسبه، على أن يستمر في مشاريعه البحثية عبر فريق الباحثين الشباب الذين قام بتكوينهم. ياسمين.ب