الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

عالم البروتينات والجينات الجزائري البروفيسور أحمد شنة في حوار للنصر

فيروس كورونا سيتراجع خلال الصيف بسبب تعرضه لحرارة الشمس

يتحدث البروفيسور أحمد شنة، العالم الرئيسي ضمن فريق “علم الأورام” بمختبرات “مونوغرام بايوساينسيز”، التابعة لشركة “لاب كورب” بالولايات المتحدة الأمريكية في هذا الحوار مع النصر عن فيروس كورونا المستجد وإمكانية تراجعه بفضل ارتفاع درجات حرارة الشمس خلال فصل الصيف.
ويقدم البروفيسور رأيه أيضا بشأن الوضعية الوبائية في العالم والجزائر، التي يتطرق لمنظومتها البحثية والصحية، ويؤكد أن الزمن تجاوز الكثير من الأبحاث التي تجرى في الجامعات.
حاوره: سامي حباطي
حصل البروفيسور أحمد شنة، ابن مدينة قمار بمنطقة الوادي، على 13 براءة اختراع ونشر حوالي 80 دراسة علمية ومحاضرة، حيث لعب دورا فعالا في تطوير تكنولوجيا “فيراتاغ تي أم” للدلالات الحيوية الموجهة لأمراض السرطان، كما أنجز العديد من الأعمال البحثية حول الأحماض النووية والجينات، ويحدثنا أيضا عن اشتغاله خلال السنوات الخمس الأخيرة على الأمراض العصبية المرتبطة بالشيخوخة.
يجب الاهتمام بالجانب الأسري للأدمغة كي نسهل عودتها إلى الجزائر
النصر: ما هو تقييمك للوضعية الوبائية في العالم بشكل عام؟
البروفيسور أحمد شنة: يبدو أن الوضع في العالم آخذ في التحسن. تعلمنا خلال فترة ثلاثة أشهر كثيرا من الأشياء عن طبيعة فيروس “كوفيد 19” وطريقة انتقاله. قرأت دراسة جديدة نشرت منذ أيام، حيث وجد فيها العلماء أن خمسين بالمئة من حالات العدوى تنتقل عن طريق الهواء. في الحقيقة، فإن حوالي خمسين بالمئة من الأشخاص الذي توفوا في الولايات المتحدة هم من كبار السن، في حين توجد بعض الحالات لأشخاص يعانون من أمراض أخرى، مثل الأمراض التنفسية وأمراض القلب والسكري.
 ماذا تقول بشأن بعض الأصوات التي اعتبرت أن تحذيرات منظمة الصحة العالمية والدراسة التي نشرتها دورية “ذا لانست” تندرج ضمن حملة لوبيات الصناعة الدوائية على هذا العقار؟
 ـ   توجه الاتهامات دائما لشركات الصناعة الصيدلانية. هذه اللوبيات لا تعمل من أجل الإضرار بالمرضى، لكن في الغرب، والولايات المتحدة على وجه التخصيص، دائما ما تنشر دراسات مستقلة في مختلف الميادين، لذلك لا أعتقد أن الأمر يتعلق بلوبيات، لأنه لا فائدة لها من القيام بحملة بسبب عدم وجود دواء. لو كانت هذه الشركة أو تلك قد طورت دواء، فإنه يمكننا أن نبرر أطروحة حملة يقودها لوبي، لكن بما أنه لا وجود له فما هي فائدة هذه الشركات من مهاجمة “الهيدروكسي كلوروكين”؟
يجب تشجيع القطاع الخاص لأن القطاع العام يستهلك ميزانيات ضخمة
 في ظل نقص التجهيزات والمخابر في الجزائر، ما هي، في رأيك كباحث، النقاط التي يجب إعطاؤها الأولوية لتطوير منظومة البحث؟
ـ  اشتغلت في بريطانيا وأعددت فيها شهادة الدكتوراه، ثم جئت إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فوجدت أن هناك فرقا كبيرا في التفكير، ففي أمريكا، يستهدف البحث إيجاد حل لمشكلة معينة، وليس لتقديم منشور علمي فقط، بينما في الجزائر، يسعى الكثير من الباحثين إلى إنجاز دراسة علمية من أجل الحصول على ترقية. البحث في الجزائر ينقصه التطبيق.
لماذا لا يتجه البحث إلى حل مشاكل الفلاحة والصناعة مثلا؟ هناك الكثير من الأشياء التي تتوفر المعلومات حولها ويمكن استغلالها. لنأخذ الأدوات المخصصة للكشف عن فيروس كورونا، عندما تفتح العلبة ستجد الكثير من الكواشف التي يمكن صنعها في الجزائر، وقد تحدثت مع طبيب أعرفه يعمل في البليدة، وأخبرني أنهم واجهوا مشكلة في عدم توفر الأنابيب المخصصة لنقل العينات من مكان لآخر، فقمت بالبحث ووجدت طريقة سهلة تمكنهم من صنعها في الجزائر بسهولة، وأرسلتها إلى البروفيسور حليمة بن بوزة من جامعة باتنة، وأكدت لي أنهم قاموا بتجربتها ووجدوا أنها تعمل بصورة عادية. الأمر في الحقيقة لا يتجاوز صنع مستخلص من ملح الطعام وتعبئتها في أنبوب بلاستيكي وإرسال العينة بداخلها.
اللوم في الجزائر يقع على المواطنين الذين لا يحترمون إجراءات الوقاية من كورونا 
 لكن من هذا المنطلق، من هو الطرف الذي يمكنه تنظيم الأمور لتسيّر بهذا المنطق الذي يجعل البحث الجامعي يستهدف حل مشاكل؟ هل هو الباحث في حد ذاته أم هي الجامعة والفئة التي تحدد سياستها؟
ـ  طبعا، الجهة التي تحدد سياسة الجامعة ممثلة في المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي في وزارة التعليم العالي هي من تستطيع توجيه البحث في خدمة الأغراض العَمَليّة، لأنها هي من تمنح الأموال للباحث الجزائري للقيام بمهامه. هذه المديرية هي المسؤولة عن وضع إستراتيجية لتغيير الأهداف وجعلها واضحة. في 2007 قمنا بإنشاء “جمعية الكفاءات الجزائرية” وقدمنا بعض المقترحات والمشاريع لمديرية البحث العلمي، وحتى لجان تقييم الأبحاث العلمية لا تتضمن جهات من خارج الجامعة لتقدم رأيها فيها، وهي مهمة جدا.
 ما هي الاقتراحات التي قدمتها “جمعية الكفاءات الجزائرية”؟
ـ  قدمنا اقتراحات عديدة، من بينها أن الجزائريين الذين أمضوا عشرين أو ثلاثين سنة في الجامعات الأجنبية أو بعد التقاعد يمكنهم العودة إلى بلدهم من أجل التدريس لمدة أسبوع في السنة أو أكثر، فأغلب الاقتراحات تسعى إلى تقديم المساعدة. لا يمكننا المساهمة في تغيير الوضع عن بعد.
جامعيون جزائريون لم يسمعوا باكتشافات حدثت قبل سنوات
  كثيرا ما يدور الخطاب حول حاجة البلاد لعودة أدمغتها المتواجدة في الخارج، هل لمستم شخصيا هذه الرغبة في الاستفادة من “الدياسبورا” الجزائرية؟
ـــ  في الحقيقة، إن العلاقات الشخصية هي ما جعلتني أقدم يد المساعدة بما أستطيع، فمثلا لدي صديق بجامعة الوادي، تخرجنا معا من جامعة بريطانيا، وفضّل هو العودة إلى الجزائر، يدعوني لإلقاء محاضرات في جامعة الوادي، فالأمر يعتمد على علاقات شخصية. ينبغي الاهتمام بالجانب الأسري للأدمغة أيضا إذا أردنا لهم العودة، فمثلا إذا كان أبناؤهم يدرسون بلغات أخرى، يجب توفير مدارس خاصة لهم. أعرف بعض الزملاء الذين تقاعدوا، وهم مستعدون للذهاب إلى الجزائر شهرا في السنة مثلا للتدريس، لكن ينبغي توفير الشروط اللازمة.
هل ترى أن التنظيم البيداغوجي في المنظومة الجامعية الجزائرية ينطوي على السلاسة المناسبة لاستقطاب الباحثين الكبار من الخارج؟
  جانب التأطير يحتوي على الكثير من النقائص، في كثير من الأحيان أتوجه لإلقاء محاضرات حول مسائل علمية اكتشفت قبل عشر سنوات، فأجد أن الجامعيين لم يسمعوا بها في الجزائر. لقد تساءلت كثيرا عن الأسباب.
وأضيف أيضا؛ أنني من خلال اطلاعي على الإنتاج البحثي في الجزائر، وجدت أن بعض الأبحاث قد تجاوزها الزمن “out-dated»، وأنجزت في جامعات أخرى منذ فترة طويلة حتى أصبح طالب في السنة الأولى في الجامعات الأمريكية أو الأوروبية قادرا على إنجازها، فكيف ينجزها طالب «ماجستير» في الجزائر؟
في الشركة التي نعمل فيها لا يستفيد الجميع من المشاركة في المؤتمرات، وعند حصول ذلك، يجب على المشارك أن يكتب تقريرا مفصلا عن المؤتمر وما رآه ومن تعامل معهم، ومشاركته مع الآخرين حتى يستفيد من المعلومات من لم يستطيعوا الحضور، لأن المشارك يعتبر ممثلا عن الشركة، كما أنها ليست رحلة سياحية. يمكن للمشارك أن يتفسح قليلا، لكن بعد نهاية مهمته، وتكون الأيام الإضافية التي يقضيها على حسابه الخاص.
ماذا عنك بروفيسور شنة، هل تعتقد أنك لو بقيت في الجزائر ستكون قادرا على تحقيق ما أنجزته في الولايات المتحدة؟
ــ هذا غير ممكن. لم أكن لأحقق عشرة بالمئة مما حققته هنا، للأسف، وخصوصا في الولايات المتحدة، التي لا تضاهيها أي دولة في مجال البحث العلمي. درست في بريطانيا وهي لا تبلغ حتى عشرين بالمئة مما هو موجود في الولايات المتحدة، التي تضم خمسين ولاية، في كل واحدة منها حوالي عشرون جامعة بإمكانيات ضخمة. ما تنجزه في الولايات المتحدة في شهر، قد يستغرق خمس سنوات في الجزائر.
شركة أمريكية تدرس إنتاج أول دواء لكورونا بالاعتماد على المضادات المناعية
 سبق وأن تحدثنا إلى باحثين في الجزائر، واشتكوا من بعض الظروف المهنية، فمثلا بعضهم أكدوا لنا أنهم يعملون بتنقيط الدوام اليومي ويرون في ذلك تقييدا من شأنه تقويض قدرتهم على الإبداع، على عكس مساحة الحرية التي قد تمنح لباحث في الخارج بحسبهم. هل فعلا، يجد الباحث في مراكز بحث عالمية حرية إضافية ويختلف برنامج عمله؟
ــ شخصيا عملت في مراكز البحث الوطنية الأمريكية وفي الجامعات، وأؤكد أنها ليست مفتوحة. طريقة عملي في الشركة الحالية مثلا، تتمثل في ضبط توقيت معين لإنجاز مشروع ما، وينبغي علينا كفريق عمل صب كامل طاقتنا على إنهائه في الآجال. أعمل أحيانا في عطل نهاية الأسبوع دون أن أتقاضى أجرا، لأن الهدف هو الحفاظ على الزبون الذي يقصد مختبراتنا لتطوير أمر ما. في بعض الأحيان أغادر مبكرا، لكنني أحمل معي العمل وأتمه ليلا في منزلي، كما يوجد بعض الباحثين الذين ينطلقون في العمل عند الخامسة صباحا.
ما رأيك في استحداث «الوكالة الوطنية للأمن الصحي»، وهل يسمح إنشاؤها بمراجعة المنظومة الصحية في الجزائر ؟
 ـ  سمعت بخبر إنشائها وتعيين إلياس زرهوني مستشارا لها. قدرتها على تحقيق الأهداف مرتبطة بالأشخاص الذين يتم تعيينهم فيها ومدى اطلاعهم على تجربة الدول الأخرى في مجال الرعاية الصحية، بينما مسألة التسيير هي من تخلق ثغرات واسعة في المنظومة، وأعتقد أن الأستاذين اللذين عينا على رأسها يملكان كفاءة عالية، لكنني أعتقد أنه ينبغي بعد ذلك إنشاء لجنة موسعة للعمل، ويبقى الأستاذان زرهوني وصنهاجي من يضعان الخطوط العريضة.
بعض الأبحاث العلمية المنجزة في الجزائر تجاوزها الزمن
الجزائر بحاجة إلى مراجعة المنظومة الصحية، لأن مستشفياتنا العمومية تنطوي على مشاكل كبيرة، مثل الفيديو الذي انتشر حول المستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، وواقع مصلحة الولادة الذي خرج للرأي العام قبل سنوات قليلة، ووجدت في نفس الوضع المزري في نفس المرفق.
وهل يمكن للمنظومة الصحية أن تستعيد عافيتها مع الوضعية الحالية للبحث العلمي والتكوين الجامعي ؟
ــ أعتقد أن المراجعة تشمل أيضا تقييم مستوى الأطباء أنفسهم، فالمنظومة الصحية فيها أطباء وممرضون ومسيرون، فضلا عن توفر الأجهزة، في حين ينبغي أن يدرج تكوين الطبيب كأولوية. إن سوء إعداد التوقيت الساعي لعمل الأطباء والممرضين في مستشفى وحده، قد يخلق مشاكل كبيرة، رغم بساطته. التسيير مهم جدا، وفي الولايات المتحدة، يمنح التسيير نفس أهمية الجانب العلمي.
البحث في الجزائر ينقصه التطبيق وكثير من الباحثين يسعون للترقية فقط
وبكل صراحة، أعتقد أن القطاع العام غير كاف، كما أنه يستهلك ميزانيات ضخمة، لذلك ينبغي تشجيع القطاع الخاص، وقد حقق نجاحا في تونس على سبيل المثال، وهناك الكثير من الأمثلة عن مرضى فشل الأطباء في الجزائر حتى في تشخيص أمراضهم، بينما تجد منهم من يتجهون إلى تونس وفي زيارة واحدة يجرى لهم التشخيص ويعودون بعد أن شفوا.
لكن هناك من الدول من استطاعت إنشاء منظومة صحية ذات مستوى مقبول، دون أن تمس بمجانية العلاج على غرار كوبا، التي تعاني تخلفا في جميع المجالات الأخرى مثل أغلب دول العالم الثالث. هل هذا يعتبر استثناء أم أن هناك عوامل أخرى تتدخل؟   
ـ  التجربة الكوبية حالة خاصة تقوم على التحدي، فهي دولة عزلت في الستينيات من طرف الولايات المتحدة وقادت ضدها حربا غير معلنة، ما جعل الشعب الكوبي يعمل بجد للحفاظ على الاستقلالية في كل شيء. هذه الروح الوطنية التي تصبو إلى الاستقلالية هي السر، والكوبيون سعوا دائما إلى إثبات أنهم ليسوا في حاجة للولايات المتحدة التي لا تبعد عنهم إلا مسافة صغيرة. كثير من المكسيكيين يقصدون الولايات المتحدة مثلا، لكن الكوبيين يرفضون ذلك.
الصحة غالية جدا في الولايات المتحدة، لكنها تعتمد على قطاع التأمين، لكن توجد في أمريكا الكثير من شركات التأمين، في مقابل وجود صندوق عمومي واحد للتأمين في الجزائر، لذلك فإنها تتنافس فيما بينها لتقديم الأفضل، والتنافسية تنتج الجودة. هناك الكثير من الطرق التي تحسن الخدمة وتخلق مناصب العمل، إلا أنها لا تطبق في الجزائر.
ربما أنتم بعيدون عن الجزائر في الوقت الحالي، لكنكم تتابعون الوضعية الوبائية. ما رأيكم فيها؟
ـ  اللوم في الجزائر يقع بشكل كبير على المواطنين الذين لا يحترمون الإجراءات الوقائية، مثل وضع القناع الواقي واحترام التباعد، وهذه أمور مهمة. في هونغ كونغ مثلا، لم يدخل الناس بيوتهم وظلوا يمارسون حياتهم بصورة عادية لكنهم استطاعوا التحكم في الوضع، لذلك فإنه ينبغي علينا تغيير تصرفاتنا أيضا. أملنا في فصل الصيف، فإذا كانت درجات الحرارة مرتفعة كثيرا فإنها ستساعد على القضاء على الفيروس.
قضية التسيير تخلق ثغرات واسعة في المنظومة الصحية الجزائرية
اختلفت الأقاويل حول قدرة الحرارة على القضاء على الفيروس، هل هذه حقيقة علمية يا أستاذ؟ وهل يمكن أن تؤكدها لنا؟
ـ  لقد جرب الباحثون في الولايات المتحدة مواجهة فيروس كورونا للشمس، فوجدوا أنه يموت في وقت قصير جدا، كما أننا في مجال عملنا نستقبل عينات من دم أشخاص تحتوي على فيروسات، فنقوم بالقضاء عليها بوضعها في درجة حرارة تقدر بأربع وخمسين درجة، لتموت في وقت قصير، وهذا ما يؤكد تراجعه في فصل الصيف، كما أن «كوفيد- 19» عبارة عن «فيروس رنا أحادي السلسلة موجب الاتجاه» RNA، والمعروف أن الحمض النووي الريبوزي غير مستقر في مواجهة الحرارة، بينما لو كان يحمل الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين DNA في مادته الوراثية لكان مستقرا بشكل أكبر في مواجهة الحرارة.
وهل يمكن أن يتغير هذا الفيروس ويصبح أكثـر أو أقل عدوانية؟
ـ  أظهرت التحاليل التي أجريت للمقارنة بين فيروس كورونا الذي ظهر في البداية في الصين وعدة بلدان من أوروبا مع فيروس الأنفلونزا أنهما مختلفان، فالأخير يتغير في كل سنة، لذلك ينتج لقاح جديد عند كل موسم، ولقاح الأنفلونزا للعام القادم على سبيل المثال، سيكيف مع الطفرات التي يعرفها الفيروس خلال هذا العام، بينما وجد الباحثون أن طفرات فيروس كورونا بسيطة جدا، ولا يتطلب مستقبلا إنتاج لقاح جديد في كل سنة، لأن تغيره محدود، ولا أعتقد أن الاختلاف سيكون كبيرا.
أيعني هذا أننا لن نواجه موجة ثانية؟

ـ  من الممكن أن يعود الفيروس للظهور خلال شهر ديسمبر وحلول موسم البرد، في حال لم يتم القضاء عليه قبل ذلك، لكن ما  سيعود  هو نفس الفيروس ، وليس فيروسا متغيرا. في نيويورك أجروا كشفا عن الفيروس لثلاثة آلاف شخص، فوجدوا أن خمس عشرة بالمئة منهم يملكون مضادات مناعية طبيعية، أي أنهم حملوا الفيروس دون أن يصابوا بالمرض. هذه الفئة يمكنها أن تعمل في مواجهة الفيروس دون وضع كمامات أو وسائل وقاية ولا يخشون خطر الإصابة.
تقوم شركة «إيلي ليلي» في الوقت الحالي بتصنيع المضادات المناعية الطبيعية مثل التي ينتجها جسم الإنسان ضد فيروس كورونا، وستكون جاهزة ما بين سبتمبر وأكتوبر لتستعمل من طرف البشر كوقاية من الإصابة بكورونا أو كعلاج، مثلما صرح به رئيس المجلس العلمي للشركة.
أدمغة جزائرية بالخارج مستعدة للتدريس في الجزائر
 هل يمكن أن تعطينا لمحة عن المهام التي تقوم بها الشركة التي تعمل بها؟
ــ الشركة التي أعمل بها تنتج وتطور، وجزء من أبحاثنا يقوم على تطوير أساليب التحليل الجديدة من أجل استعمالها في المخابر. شركتنا تقوم بملايين الاختبارات كل أسبوع، وتضم أكثر من ستين ألف موظف، بينما تفوق مداخيلها عشرة ملايير دولار سنويا، وأي اختبار يظهر في العالم، فإننا نجري عليه تقييما، ونفحص إيجابياته وسلبياته. قامت الشركة بأكثر من 4 ملايين اختبار «بي سي أر» منذ شهر مارس إلى اليوم..
نعمل على المضادات المناعية الطبيعية لأنها يمكن أن تستخدم أيضا في العلاج، من خلال استخلاصها من دم مصابين آخرين طورتها أجسادهم، ثم تحقن في دم مصابين مرضى لمساعدتهم على تقوية منظومتهم الدفاعية. قدّم الزميل الجزائري، البروفيسور سعيد درميم، من جامعة قطر في هذا الصدد، مقترحا للسلطات الجزائرية من أجل أن تستعمل هذه الطريقة أيضا، بأخذ عينات من دم الأشخاص المتعافين وحقن المضادات المناعية للمرضى.
في الصورة المرفقة مع الحوار، تظهر في الخلفية آلة للكشف عن المضادات المناعية، كما أنها لا تكتفي بالإشارة إلى وجودها فقط، وإنما تقدم حتى القيمة الدقيقة لتركيزها في الدم بشكل رقمي، وتفصل في طبيعتها.
اعتمدت على هذه الآلة أيضا في بحثي حول السرطان، كما أنني اشتغلت منذ سنوات على أمراض الأعصاب المتعلقة بالتقدم بالسن، مثل الزهايمر والباركينسون، ونحن نسعى إلى إيجاد طرق الكشف المبكر عن المرض قبل خمس أو عشر سنوات من ظهور الأعراض، حتى يتسنى للإنسان المريض اتخاذ الإجراءات التي تقلل من تأثير المرض عليه، مثل تغير حمية الطعام والممارسات بصورة عامة.
فيروس كورونا لا يتغير كثيرا ويمكن أن يعود مجددا مع شهر ديسمبر
كيف تقيم مسارك المهني في مجال البحث؟
ـ  يمكنني القول أن مساري تغير عدة مرات منذ دراستي ببريطانيا إلى اليوم، وأظن أن التغيير هو ما يجعل الإنسان يأتي إلى عمله مشتاقا له، في حين يمل عند تكرار نفس العمل يوميا دون تعلم أشياء جديدة، كما أن الشعور بتقديم مساعدة للبشرية يعتبر دافعا. دائما ما أردد عبارة «لا يهم ما لديك وإنما ما تشاركه مع الناس، مال أو علم أو وقت». العطاء ضروري ليشعر الإنسان بسعادة أكبر في الحياة.
بدأت في الولايات المتحدة العمل البحثي على الأحماض النووية حوالي عشر سنوات في جامعتي نيويورك و»بيركلي»، إذ درسنا التأثيرات الخارجية التي تتسبب في خراب الحمض النووي، وهي المرحلة الأولى من مرض السرطان، مثل التعرض لمواد كيميائية أو أشعة الشمس، وفي حال لم يقم الجسم بتصليح الخراب تحدث طفرة تتحول إلى سرطان. انتقلت بعد ذلك إلى شركة واشتغلت على الجينات، إذ درست طرقا حديثة لقياس البروتينات الموجودة في الخلايا السرطانية.
في 2016، بدأت بدراسة أمراض الأعصاب التي حدثتك عنها، من خلال تقييم نسبة البروتينات في الدم، حيث تسمى Biomarkers وتدل زيادتها على أن صحة الإنسان بدأت في التدهور وسيصاب بالزهايمر مثلا في ظرف خمس سنوات، وهذه هي الغاية، خصوصا عندما يتعلق الأمر بمرض لا دواء له. طورت شركة «بايوجين» دواء لمرض الزهايمر، حيث قدمته لإدارة الدواء والغذاء، وربما تتم الموافقة عليه في شهر ديسمبر، وعندها سيكون أول دواء للزهايمر.
س.ح

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com