أكد الممثل محمد الطاهر الزاوي، أن التغيير في المسار الدرامي للجزء الثاني من مسلسل «مشاعر» الذي شارك فيه لأول مرة بدور جعفر، أمر طبيعي و وارد من أجل شد انتباه المشاهد، خاصة بعد نجاح الجزء الأول، مشيرا إلى أن هذا الجزء يحمل الكثير من المفاجآت. و أضاف الفنان بأن الأعمال المشتركة التي أنجزت في السنوات الأخيرة، ساهمت في إعادة الجمهور الجزائري إلى الدراما الجزائرية، بفضل جمالية الصورة و التقنيات العالية في التركيب و الاحتكاك بين الممثلين، كما ساهمت هذه الأعمال في الترويج للدراما الجزائرية و الممثلين الجزائريين، حسبه. و أعرب الزاوي من جهة أخرى، عن سعادته بالعدد الكبير من الأعمال الدرامية المعروضة خلال شهر رمضان الجاري، مما سيفتح مجال المنافسة و يحسن نوعية الإنتاج، و يتيح الفرصة لاكتشاف الكثير من المواهب، خاصة من فناني المسرح. وهيبة عزيون
تغيير سيناريو الجزء الثاني من «مشاعر» أمر طبيعي
. النصر: حدثنا عن دورك في الجزء الثاني من مسلسل «مشاعر»..
ـ محمد الطاهر الزاوي: هذه أول مشاركة لي في المسلسل و أؤدي دور رجل شرير اسمه جعفر، وهو أب الممثل نبيل عسلي الذي يؤدي دور عمار في العمل.
شخصية جعفر رئيسية في المسلسل و ترتكز على محورين، الأول يتعلق بابنه عمار الذي كان على خلاف معه في الجزائر ، و يسافر إلى تونس من أجل الانتقام له، أما المحور الثاني فيتعلق بدوره ضمن شبكة إجرامية دولية، حيث يدخل في صراع مع السلطات الجزائرية إلى غاية نهاية المسلسل.
. من خلال متابعة الحلقات الأولى من المسلسل نلمس تغييرا في سيناريو المسلسل، ماذا ينتظر المشاهد في الحلقات القادمة؟
ـ حسب رأيي التغيير أمر طبيعي في أي امتداد لعمل فني، و أحيانا يكون نوعا من المخاطرة لشد انتباه الجمهور، خاصة إذا عرفت الأجزاء الأولى نجاحا كبيرا. أما بخصوص الجزء الثاني من «مشاعر» سنرى تغيرات واضحة و الجمع بين قصص محورية و أخرى جانبية لشد انتباه الجمهور ، و أيضا تغير في مسارات الكثير من الشخصيات الأساسية و دخول شخصيات جديدة ، فتتولد عن ذلك الكثير من الصراعات التي تزيد من حدة المشاعر بين الحب و الحقد و الغيرة و الانتقام و هو لب سلسل « مشاعر».
. هناك الكثير من الإنتاجات المشتركة خلال السنوات الأخيرة، في رأيك ما هو تأثير هذا التعاون الفني ؟
ـ إن أي احتكاك مع الآخر هو إضافة، و التعاون في مجال الإنتاج الدرامي كان له أثره الإيجابي، خاصة من الجانب التقني، و قد انعكس على نوعية الأعمال المقدمة بصورة جميلة و ملفتة للانتباه، كما أعاد الجمهور الجزائري لمشاهدة الأعمال المحلية، بعدما هجرها لسنوات بسبب رداءة الصورة و الصوت، وكما نعلم أن طريقة تقديم أي منتج و كيفية التسويق له، تساهم كثيرا في نجاحه.
في الماضي الكثير من القصص و سيناريوهات المسلسلات فشلت جماهيريا، بسبب رداءتها من الجانب التقني ، و حاليا هذا النجاح سيشجع الكتاب و أصحاب السيناريو على العمل ، و كذلك الأمر بالنسبة للممثلين، فمثلا تجربتي خلال الجزء الثاني من «مشاعر» كانت جميلة ميزها جو عمل محترم و تولدت الكثير من الصداقات ، كما سمحت لنا بالانفتاح على أشقائنا في الجانب الفني .
.لماذا لا يكون هذا التعاون بين كل دول المغرب العربي ،كما يحدث في المشرق و الخليج؟
ـ في الحقيقة لا أدري لماذا لا توجد أعمال مشتركة تجمع دول المغرب العربي و لماذا لا يصبح الأمر تقليدا، كما هو في الخليج و المشرق العربي ، لكن بالنسبة للجزائر، فإن قلة الإنتاجات في السابق لم تسمح بالانفتاح خارج الحدود، و بقيت محصورة في زاوية واحدة ، لكن كانت هناك نماذج تعاون جد محدودة في السنوات الفارطة مع سوريين و أردنيين، على غرار نجدة أنزور ، فيصل الخطيب ، هيثم الزروري و سمير حسين، و هي تجارب غنية رغم قلتها ، لكن ما حدث مؤخرا مع مجموعة من الأعمال فتح الشهية لهذا التعاون، بداية بمسلسل «الخاوة» ثم «مشاعر» و «أولاد الحلال» ، و بعض الأسماء أصبح التعاون معها تقليدا، كما هو الحال بالنسبة للمخرج التونسي مديح بلعيد الذي أخرج مسلسل «الخاوة «و «يما» بجزئيه ، و أعتبره أمرا إيجابيا أكثر منه سلبي سيساهم في الترويج للدراما الجزائرية، و هو ما لاحظناه خلال تصوير الجزء الثاني من «مشاعر» في تونس، فالجمهور التونسي أصبح يعرف الكثير من الممثلين الجزائريين.
كما أن لهذا التعاون أثره الإيجابي على الجانب السياحي و التسويق لصورة البلدان، فمثلا الجزء الأول من «مشاعر» رفع نسبة توجه السياح الجزائريين نحو تونس بنسبة 30 بالمئة، حسبما كشفت عنه جهات مسؤولة ، و هذا بفضل براعة الأتراك في التصوير، فحتى التوانسة تعرفوا لأول مرة على أماكن في بلدهم لم يكونوا على دراية بها فشدتهم المشاهد، و أتمنى حقيقة أن يتم تصوير الأعمال القادمة في الجزائر من أجل الترويج السياحي .
نسبة المشاهدة ليست معيارا لنجاح العمل
. هناك كم كبير من الإنتاج الدرامي الجزائري هذه السنة، ما هي الأعمال التي شدت انتباهك ؟
ـ أنا سعيد جدا بهذا العدد الكبير من الأعمال و سعيد من أجل زملائي، خصوصا بعض ممثلي المسرح، ممن لم يحالفهم الحظ من قبل ، بكل صراحة لم أشاهد أي عمل حاليا، لكن من خلال الإعلانات الترويجية، استخلصت أن هناك تطورا كبيرا و نلمس وجود أعمال مميزة تستحق المشاهدة ، على غرار «ليام «و «يما» و «بنت البلاد» وغيرها .
. تشارك مسلسل «مشاعر» و ‹›مليونير» في طاقم التمثيل و الطاقم التقني و حتى توقيت البث متقارب، ألا تخشون أن يغطي هذا العمل الجيد على «مشاعر»، خاصة و أنه يحقق نسب مشاهدة لا بأس بها؟
ـ نعم نشاهد نفس الطاقم التمثيلي في «مشاعر» و «مليونير»، و حتى الطاقم التقني نفسه، و قد عرض علي المشاركة في هذا الأخير ، لكن بسبب ارتباطات مهنية في الجزائر رفضت العرض. لا يمكن الحديث عن منافسة بين المسلسلين، فهما نوعان مختلفان ، الأول دراما و الثاني دراما كوميدية، أما عن أرقام المتابعة ، فهي ،حسب رأيي، رغم أهميتها، ليست معيارا أساسيا للحكم على نجاح عمل من عدمه، بل أعتبرها معيارا تجاريا يؤخذ به كعامل ثان ، فبعض الأعمال مثلا في العالم العربي تكون بسيطة و أحيانا رديئة، لكنها تحقق نسب مشاهدة كبيرة لعدة اعتبارات، كاسم البطل أو المخرج، أو حتى طريقة التصوير و طريقة الترويج لها.
لا غنى للفنان عن مواقع التواصل لتحقيق الانتشار
. يتوجه الكثير من الفنانين نحو الاستثمار في مواقع التواصل الاجتماعي من أجل الانتشار و الترويج لأعمالهم، ما رأيك ؟
ـ هي وسيلة مجانية للانتشار على نطاق واسع ، أنا شخصيا لا أنشط كثيرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، و هذا تقصير مني، لكن هناك من الفنانين من يستغلونها بطريقة جيدة للترويج و تحقيق الانتشار ، و هذا أمر إيجابي و قد أصبح وسيلة جد مهمة لا يمكن الاستغناء عنها.
. بعيدا عن «مشاعر»، هل أنت مرتبط بأعمال جديدة ؟
ـ حاليا أنا لا أحضر لأي عمل وحتى بعد رمضان لست مرتبطا بأي عروض أخرى .
. كيف يقضي محمد الطاهر زاوي يومياته في رمضان؟
ـ أنا في رمضان روحاني أكثر من أي شيء آخر ، عادة أصوم بدون مشقة، فأنا لا أدخن و لا أشرب القهوة ، أتوجه نهارا إلى عملي كمسير في برج المراقبة في مطار باتنة، وليلا أذهب إلى المسجد لأداء صلاة التراويح .