ترى الممثلة فتيحة سلطان أن سر نجاح الأعمال الكوميدية في الماضي، يكمن في بساطتها و عفوية الممثلين، في حين ما يقدم اليوم من أعمال كوميدية يعكس، حسبها الكثير من التكلف والتصنع، مما يفقدها روح الفكاهة و تلقائية الإبداع. و أرجعت سبب نقص ظهورها الفني إلى نقص العروض المقدمة لها من طرف المنتجين، مشيرة إلى أنها تحرص دائما على انتقاء الأدوار التي تليق باسمها و مسيرتها الفنية الطويلة.
وهيبة عزيون
ما قدمناه في الماضي لا يزال محفورا في ذاكرة الجمهور
. النصر: حدثينا عن دورك في سلسلة «فلباطيما»..
ـ فتيحة سلطان: سأكون خفيفة الظل على المشاهد خلال رمضان ، و سأطل من خلال ثلاث حلقات فقط عبر سلسلة « فلباطيما»، حيث سأؤدي دور جارة تقطن العمارة تتعرض لمقالب و أحداث فكاهية تعكس يوميات المواطن الجزائري عموما.
. كيف هو حال الكوميديا و هل يوجد فرق بين كوميديا أمس و اليوم؟
ـ نعم هناك فرق واضح ، كوميديا اليوم تفتقر للروح ، و يغلب عليها التكلف، فالكثير من الممثلين اليوم تجدهم متصنعين في أدوارهم الكوميدية، لكن دون أن أعمم ، فهناك ممثلون ممتازون لهم القدرة على إضحاك المشاهد بتلقائيتهم. الكوميديا في الماضي كانت تلقائية و عفوية وهذا أهم سبب لنجاحها، مثل سلسلة «عيسى سطوري» و «أعصاب و أوتار» و غيرهما ، كنا على طبيعتنا فكان المشاهد يتذوق ما نقدمه من أعمال كوميدية لا تزال محفورة في الذاكرة إلى يومنا هذا، و كثيرا ما يستوقفني المواطنون في الشارع للحديث عن بعض أدواري في الأعمال التي قدمتها في السابق.
. هل تتفقين مع من يصف الأعمال الكوميدية اليوم بأنها مجرد تهريج ، خالية من المضمون و الرسائل؟
ـ لا يمكن تعميم هذا الحكم على الجميع ، لكن للأسف أغلب ما يقدم اليوم من أعمال يغلب عليها التهريج ، و هي دون مغزى في الغالب، و حتى الجمهور أصبح ينفر منها و لا يكاد يتذكرها، عكس ما كان يقدم في الماضي من أعمال لا تزال راسخة لحد اليوم في الأذهان و يتذكرها الجمهور رغم مضي سنوات طويلة جدا عن بثها.
قلة العروض وراء غيابي عن الشاشة
. أصبح حضورك في الأعمال الفنية خلال السنوات الأخيرة محتشما، هل هذا بسبب قلة العروض أم انك تنتقين أعمالك بعناية كبيرة بعد مسار حافل بالنجاحات؟
ـ أنا لا أتلقى الكثير من العروض من طرف المنتجين ، لأسباب غير معروفة، لكن هناك من يتحجج ببعدي عن الجزائر العاصمة ، و هو حال الكثير من الأصدقاء فالمركزية أثرت كثيرا على مجال الفن ، غير أنني أحرص كثيرا على انتقاء أدوار مناسبة تليق بشخصيتي و بمشواري المحترم، فأنا أرفض الظهور من أجل الظهور و تسجيل الحضور.
. شكلت رفقة أسماء فنية محترمة من قسنطينة، على غرار عنتر هلال و نور الدين شكري و فاطمة حليلو و غيرهم فريقا متكاملا و قدمتهم أعمالا ناجحة لا تزال مطلوبة إلى غاية اليوم ، هل يمكن أن نراكم في عمل يجمعكم مرة أخرى؟
ـ للأسف انقطعت الاتصالات بيننا كجيل ذهبي، قدمنا العديد من الأعمال المشتركة و الناجحة ، و فكرة الظهور معا مجددا لم تطرح، و يا حبذا لو نجتمع مرة أخرى ، لكن مؤخرا في تظاهرة الربيع المسرحي في قسنطينة تم اقتراح إنتاج مسرحية تضم قامات فنية في التمثيل من الوسط و الشرق والغرب و الجنوب ممن قدموا الكثير للفن الجزائريين، و أتمنى تجسيد الفكرة على أرض الواقع.
. من من الممثلين من أبناء هذا الجيل يقدمون كوميديا هادفة و تركوا بصمتهم في هذا المجال؟
ـ من الممثلين الرجال أنا معجبة بالممثل نبيل عسلي ،فهو ممثل متكامل يجيد أداء أدواره، سواء في الكوميديا أو التراجيديا أو الدراما ، أما الأسماء النسوية فتعجبني سالي بن ناصر و الممثلة مفيدة عداس.
تفضيل المخرجين للممثلين الشباب تسبب في صراع بين الجيلين
. لماذا إنحصر دور كبار السن من الممثلين في الأدوار الثانوية ، رغم مسارهم الفني الطويل ، و لماذا لا نراهم في أدوار البطولة؟
- هناك نوع من الإجحاف في حق الممثلين الكبار في السن، و أغلب المخرجين يفضلون الشباب، حتى لو لم تكن لديهم خبرة ، و هذا أدى إلى نوع من الصراع بين الجيلين ، و لا علاقة له بقدرات الممثل الذي بلغ مرحلة عمرية معينة ، عكس ما نراه في دول عربية أو أجنبية، فمثلا في تركيا نرى الكثير من البطولات المطلقة تمنح لممثل متقدم في السن ، و هناك دوما مزيج معتدل في المسلسلات أو الأفلام التركية بين الشباب و جيل الأمس من الممثلين ، و هو ما نفتقده في الجزائر.
. هل تنقل فتيحة سلطان خبرتها للشباب ، و هل يتقبلون الانتقادات و الملاحظات ؟
ـ كثيرا ما أقدم نصائح للممثلين الشباب ممن أتشارك معهم التمثيل في مختلف الأعمال ، و عموما الكثير منهم يتقبلها، لكن هناك من يرفضون النصح أو التوجيهات، فالبعض منهم مغرور و البعض يقول أنه تكون بمعاهد أجنبية .
المسرح يساهم في صناعة ممثلين تلفزيونيين ناجحين
. أين هي فتيحة سلطان من المسرح ؟
ـ تضاءلت مشاركاتي مؤخرا في الأعمال المسرحية ، آخرها كانت سنة 2017 مع مسرحية « قيس حدود» التي ظفرت بعدة جوائز .
. يقال أن خريجي المسرح هم أكثـر الممثلين نجاحا في التلفزيون..
ـ نعم ، المسرح هو المدرسة الأولى للممثل ،و فيه يتعلم أبجديات التمثيل و يكون شخصيته كممثل و يتجاوز الكثير من العقبات عند مواجهة الجمهور مباشرة ، فيتعلم الارتجال و الإقناع بوسائل بسيطة و الاعتماد على شخصيته و جسمه ، و هذا ما يصنع الفرق بين ممثل تكون في المسرح و ممثل آخر.
. هل كان الحجاب عائقا في مسارك الفني؟
ـ في الماضي و لحد الآن لا يزال الحجاب عائقا في مجال الفن، فقد خيرت بين بعض الأدوار و نزع الحجاب ، لكن بالنسبة لي لم يكن أمرا مقلقا، لأنه اختيار شخصي ، و شعاري دائما الممثل هو روح و إحساس و ليس شكلا ، و الحمد لله كانت لي الكثير من الأعمال الناجحة بعد ارتداء الحجاب، على غرار «مسألة في رسالة» و «عمار بين الخدمة و الدار» و غيرهما .
المطبخ هو مكاني المفضل في رمضان
. ما هي مشاريعك ؟
- هناك بعض العروض تنتظر التجسيد ، منها سيت كوم سنشرع في تصويره بعد منتصف رمضان في الجزائر العاصمة مع فريق من الشباب ، و بعد رمضان سأشارك في مسلسل كوميدي مع المخرج أحمد رياض، كما عرض علي دور في مسلسل درامي ، إلى جانب فكرة المسرحية التي سيشارك فيها نخبة من قدامى الممثلين الجزائريين من إنتاج مسرح قسنطينة.
. هل تتقاطع شخصية فتيحة سلطان الممثلة مع الإنسانة؟
ـ كثيرا جدا ، فأنا كنت على طبيعتي في أغلب الأدوار التي أديتها ، أنا مرحة بطبعي و أحب الضحك .
. ماهي طقوسك كربة منزل في رمضان؟
ـ ككل امرأة جزائرية، أقضي جل وقتي في المطبخ عندما لا تكون لدي ارتباطات مهنية، فأنا من محبي الطبخ ، خاصة الأطباق التقليدية لمختلف الولايات، بينما تحضر ابنتي الأطباق العصرية.