مضاعفات كورونا أدت إلى بتر أطراف بعض المرضى
كشفت البروفيسور سعاد بن علال، رئيسة مصلحة جراحة الشرايين و الأوعية الدموية بالمؤسسة الاستشفائية لزرع الأعضاء والأنسجة بالبليدة، في حوار خصت به النصر، عن تسجيل مضاعفات خطيرة لفيروس كورونا على الأوردة و الشرايين، مشيرة إلى تعرض شباب لجلطات دماغية، بعد إصابتهم بالفيروس، و استقبال المؤسسة الاستشفائية لحالات صادمة لمصابين، اتضح بعد الفحص أن أحد سيقانهم أو أيديهم شبه متفحمة، فاضطرت المصالح الطبية إلى بترها. كما كشفت البروفيسور بن علال عن خضوع حوالي 23 مصابا لعمليات جراحية، خلال شهري جوان و ماي الماضيين.
حاورها: نورالدين عراب
النصر: يتعرض بعض المصابين بفيروس كورونا إلى مضاعفات بعد أسابيع من الشفاء، هل لهذه المضاعفات علاقة بالشرايين و الأوردة؟
ـ البروفيسورة بن علال: نعم سجلنا عدة حالات لمرضى تسبب فيروس كورونا في إصابتهم بمضاعفات على مستوى الأوردة و الشرايين، و من بين هذه المضاعفات، انسداد تام أو انسداد شرياني أو انسداد وريدي، و يكون هذه الانسداد في الأوردة على مستوى الساقين، أو انسداد على مستوى الأوردة الصدرية، و هذا الأخير قد يؤدي إلى الوفاة.
كما سجلنا حالات لمرضى كوفيد 19 ، أصيبوا بجلطات دماغية، ويرجع ذلك لكون المرض عبارة عن فيروس، مما يؤدي إلى حدوث تهيج، يرفع من خطر التخثر الدموي.
في البداية لم تدرج ضمن البروتكول الصحي مواد مضادة للتخثر، لأن المرض جديد، لكن بمرور الوقت لاحظ الأطباء وجود مضاعفات أخرى، و بعضها تحولت إلى مضاعفات مزمنة، وسجلنا حالات لمرضى أصيبوا بالفيروس، و بعد حوالي شهر أو أكثر من ذلك، تعرضوا لتخثر دموي، أدى إلى انسداد في الأوردة على مستوى الأيدي أو الأرجل.
أجرينا عمليات جراحية بالمصلحة لـ 23 مصابا بكورونا
هل هناك مصابين بالفيروس خضعوا لعمليات جراحية بمصلحة جراحة الأوعية والشرايين في مؤسستكم؟
ـ نعم خضع حوالي 23 مصابا بالفيروس، لعمليات جراحية في الفترة بين ماي وجوان الماضيين، بالمصلحة، و بعد ذلك أغلقت و خصصت لاستقبال المصابين بكوفيد 19، قبل أن تفتح من جديد بعد تراجع الإصابات.
من بين الذين خضعوا لعمليات جراحية، هناك 7 مصابين خضعوا لعملية قسطرة، و9 خضعوا لعمليات ربط الأوردة، و4 تم انقاذهم، باستعمال الأدوية، دون الوصول إلى الجراحة.
هذه العلميات الجراحية حققت نتائج مشرفة، بالرغم من وقوفنا على حالات صادمة، لمصابين بالفيروس وصلوا إلى المصلحة بأحد الساقين أو اليدين في حالة شبه متفحمة، أو تغير لونها إلى الأزرق، واضطررنا إلى بترها، نتيجة انسداد الأوردة، كما سجلنا وفاة شخص تعرض لانسداد في شريان القلب.
نستخلص من كلامك أن فيروس كورونا قد يسبب مضاعفات خطيرة، قد لا تظهر خلال الأسابيع الأولى، و هناك مضاعفات لها علاقة بانسداد الأوردة والشرايين، بماذا تنصحين الذين أصيبوا بالفيروس، و لم يستمروا في المراقبة الطبية؟
ـ لابد للمصابين بالفيروس أن يتابعوا البروتوكول الصحي، خصوصا وأن هناك توصيات عالمية في هذا المجال، ولا بد من وجود وقاية أولية و وقاية ثانوية، وكل من أصيب بالفيروس، يجب أن يتلقى جرعة يومية من الأدوية المضادة للتخثر الدموي، أما الذين مكثوا في المستشفيات، ووصلوا إلى مرحلة تلقي الأوكسجين، عليهم تلقي جرعتين في اليوم، وفي نفس الوقت، لا بد من المتابعة الطبية و مراقبة النبض، إلى جانب المراقبة البيولوجية.
شباب لا يعانون من أمراض أصيبوا بجلطات دماغية
ماهي الفئات العمرية الأكثـر عرضة للمضاعفات، خاصة الجلطات الدماغية الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا؟
ـ سجلنا حالات لشباب تعرضوا لجلطات دماغية، بعد إصابتهم بكوفيد 19، ولاحظنا بالنسبة للمتحور « دلتا»، أن فئة الشباب الأكثر عرضة للإصابة بهذا الفيروس، مقارنة بكبار السن، ولهذا ننصح كل المصابين به، بالخضوع للمراقبة الطبية الدورية، لتفادي المضاعفات.
هل هناك مضاعفات أخرى لفيروس كورونا، إلى جانب المتعلقة بانسداد الأوردة و الشريان والإصابة بالجلطات الدماغية؟
ـ نعم ، هناك مضاعفات أخرى، منها تصلب الرئتين، إلى جانب مضاعفات نفسية وعقلية، و قد تكون هناك مضاعفات أخرى، لم تكتشف بعد، خصوصا و أن الفيروس جديد، وكل يوم نكتشف أشياء أخرى عنه، لا سيما وأن هناك متحورات جديدة، وكل متحور يختلف عن الآخر و أخطر منه.
هل هناك أسباب صحية أخرى تؤدي إلى المضاعفات الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا؟
ـ نعم هناك أمراض أخرى تتدخل في حدوث المضاعفات الناجمة عن الإصابة بالفيروس، منها داء السكري، و ارتفاع الضغط الدموي، وكذا السمنة وغيرها، و قد وقفنا على شباب تعرضوا لجلطات دماغية، رغم أنهم لا يعانون من أي أمراض أخرى.
ن ع