الاثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

رئيس الفدرالية الوطنية لمنتجي البطاطا أحسن قدماني للنصر

المنتجون أبرياء من ارتفاع الأسعار في الساعات الماضية
أرجع رئيس الفدرالية الوطنية لمنتجي البطاطا، أحسن قدماني الارتفاع الذي شهدته أسعار مادة البطاطا خلال الـ 48 ساعة الماضية، بوصولها إلى سقف الـ 110 دنانير للكيلوغرام الواحد،  إلى تعدد الوسطاء، وعوامل أخرى مرتبطة  بارتفاع تكلفة الإنتاج، فضلا عن تراجع حجم الإنتاج بسبب الجفاف وتوقف بعض المنتجين عن النشاط.

حاوره عبد الحكيم أسابع

وفيما شدد على ضرورة إنشاء تعاونيات للمنتجين وأخرى للموزعين، في إطار تنظيم شعبة البطاطا، لسد الطريق مستقبلا أمام الوسطاء، والمضاربين توقع قدماني في حديث خص به النصر، تطور شعبة البطاطا في الجزائر، في المستقبل المنظور، بعد توسع المحيطات الفلاحية المخصصة لإنتاج هذه المادة سيما بالمناطق السهبية وجنوب البلاد ما من شأنه أن يرفع طاقة الإنتاج وينعكس على استقرار أسعار السوق.
النصر: ما هي الأسباب التي تقف وراء الارتفاع المفاجئ لأسعار البطاطا وجعلها تلامس سقف الـ 110 دنانير في أسواق التجزئة بالجزائر العاصمة على سبيل الذكر؟
أ.قدماني: لقد حذّرنا كمهنيين خلال السنوات القليلة الماضية، من بلوغ مستوى الأسعار إلى هذا السقف وربما إلى مستويات أعلى خلال الأشهر المقبلة لعدة اعتبارات، من بينها الفوضى الحاصلة في القطاع الفلاحي، وأسباب أخرى، في مقدمتها ارتفاع  تكلفة الإنتاج بسبب غلاء أسعار كراء الأراضي الفلاحية للمهنيين الذين ينشطون في هذه الشعبة، حيث وصل السعر خلال السنوات الأخيرة إلى 10 ملايين و12 مليون سنتيم للهكتار الواحد، إضافة إلى ارتفاع أسعار البذور بنسبة 50 بالمائة وسعر الأسمدة بنفس النسبة فضلا عن ارتفاع أجور اليد العاملة أيضا بـ 50 بالمائة، ضف إلى ذلك تكاليف الري، وما إليها كالجفاف الذي تسبب في تراجع حجم الإنتاج، بحوالي 60 بالمائة في مناطق مختلفة من الوطن على غرار عين الدفلى والبويرة، ومعسكر، وما زاد الطين بلة أن أغلب المنتجين تعرضوا خلال الموسم الفارط ( 2020/2021)، لعدة خسائر، عندما اضطروا إلى تسويق منتوجهم بأسعار لا تفوق الـ 30 دينارا، وهو ما كان سببا كافيا للبعض لمغادرة هذا المجال من الإنتاج.
 لكن بلوغ الارتفاع المتتالي للأسعار إلى هذا السقف، غير مبرر على الإطلاق وأنا كمهني تفاجأت، ببلوغ السعر مستوى 110 دينار، وأؤكد أن المنتجين أبرياء من هذا السقف المبالغ فيه، لأن ارتفاع تكلفة الإنتاج لا يمكن أبدا أن ترفع السعر إلى هذا المستوى والمسؤول الأول والأخير هم الوسطاء أو من نصفهم بالسماسرة.   
النصر: هل هناك تقديرات معينة لتكلفة الكيلوغرام الواحد؟  
أ.قدماني: تكلفة الإنتاج النهائية تقدر بـ 45 إلى 50 دينارا وقد تصل إلى 60 دينارا لكن بحساب هامش ربح تجار الجملة والتجزئة لا يمكن أبدا أن تتجاوز الأسعار الـ 70 دينارا لو كان القطاع منظما.
 النصر: ما هي اقتراحاتكم لتنظيم القطاع الفلاحي، سيما مسألة إنشاء تعاونيات للمنتجين والموزعين التي تطالبون بها منذ سنوات؟
أ.قدماني: إن إنشاء تعاونيات فلاحية، سيكون لها دور أساسي في ضبط مسار أي منتوج فلاحي، من البذور إلى غاية الإنتاج ثم التسويق وصولا إلى المستهلك النهائي، بحيث ستسمح هذه التعاونيات في شعبة البطاطا مثلا، بمحاربة الفوضى، وحصر المشاكل والانشغالات، والحفاظ على مصلحة الجميع، بمن فيهم المنتج والتاجر والمستهلك، إذ يمكن من خلال التعاونيات التحكم في الأسعار وتسقيفها، ومنع المضاربة بأسعار هذه المادة الاستراتيجية، وعدم تمكين الوسطاء من تكرار الرفع العشوائي والمبالغ فيه لأسعار هذه المادة واسعة الاستهلاك التي تعتبر سيدة موائد الجزائريين الذين يصنفون في المرتبة الأولى إفريقيا في استهلاك البطاطا بمعدل 100 كلغ للفرد الواحد سنويا.
ولتحقيق ما سلف يجب أن يتم تشكيل لجنة متساوية الأعضاء لدراسة تكلفة الإنتاج التي تختلف من منطقة إلى أخرى عبر مختلف مناطق الوطن ومناطق الإنتاج، وبالتالي تحديد هامش الربح وتسقيفه، وفق قرارات الحكومة، ولاشك أننا لمسنا وجود نية واضحة لدى السلطات العمومية منها الحكومة ووزارة الفلاحة، لحلحلة المشاكل الحاصلة في القطاع، والذهاب بعيدا بالقطاع الفلاحي لجعله قطاعا اقتصاديا هاما في البلاد.
النصر: هل ثمة مؤشرات أو توقعات لديكم عن قرب تراجع الأسعار وعودتها إلى مستوى أدنى مما توجد عليه حاليا؟
أ.قدماني: نطلب غيثا نافعا من السماء، فإن أغاثنا الله بأمطار وفيرة خلال الشهر الجاري والشهرين المقبلين مارس وأفريل، نتوقع تحقيق إنتاج وفير خلال موسم الجني المقبل وهو عامل رئيسي من شأنه أن ينعكس على استقرار الأسعار.
النصر: وكيف تنظرون لمستقبل هذه الشعبة؟
أ.قدماني: هناك معطيات مشجعة، على تطور شعبة البطاطا في الجزائر، إذ توسعت المحيطات الفلاحية المخصصة لإنتاج البطاطا بشكل كبير، وظهرت هناك أقطاب أخرى لإنتاج البطاطا، في البيرين بولاية الجلفة و تبسة، والبيض و الأغواط، والمنيعة والتي ستصبح في السنوات القليلة القادمة، أقطابا جديدة تضاهي أقطاب الإنتاج الحالية، كوادي سوف.
نحن نعول على الجنوب الجزائري الكبير، لكونه قادرا على ضمان تموين السوق الوطنية بمادة البطاطا، لثمانية أشهر في السنة، ومع دخول المحيطات الإنتاجية الجديدة حيز النشاط سنحقق قفزة نوعية في إنتاج البطاطا، ما يمكن المستهلك من استهلاك البطاطا الطازجة على مدار أيام السنة.
يجب  أن نثمن مجهودات الفلاحين، والمنتجين لمادة البطاطا، ومختلف الشعب الفلاحية، باعتبار أن اغلب القطاعات، توقفّت وأصابها الشلل خلال جائحة كورونا، إلا القطاع الفلاحي، ظل صامدا، وظل فيه الفلاحون من مختلف أرجاء الوطن يمولون الأسواق بمختلف المنتجات الزراعية و الفلاحية التي يحتاجها المستهلك الجزائري.
النصر: ما هي نسبة البذور التي يتم استيرادها؟
أ.قدماني: في ظرف الست إلى سبع سنوات الأخيرة استوردت الجزائر ما لا يقل عن 100 ألف طن، وهو ما يمثل حوالي 30 بالمائة من الإنتاج الوطني، علما أن 60 بالمائة من هذه الكمية نوجهها لإنتاج البذور، فيما نوجه 40 بالمائة لإنتاج بطاطا الاستهلاك.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com