مستوى التحكيم خطر على الكرة الإفريقية
يرى المدرب الفرنسي هيبارت فيلود بأنه من مصلحة المنتخب الوطني عدم رحيل جمال بلماضي، مشيرا في حوار خص به النصر إلى أن ضيق الوقت وقرب استحقاقات تصفيات "كان 2023"، لا يصب في مصلحة الخضر، كما لم يتوان مدرب منتخب السودان الأسبق في الإشارة إلى ضرورة تطوير التحكيم الإفريقي، من أجل الحفاظ على مصداقية الكرة في القارة السمراء، كاشفا بالمقابل في هذا الحوار اعتذاره عن تدريب وفاق سطيف.
حاوره: حمزة.س
هل تؤكد خبر اتفاقك مع إدارة وفاق سطيف من أجل الإشراف على العارضة الفنية؟
في البداية، أستغل الفرصة عبر جريدتكم المحترمة من أجل تهنئة الشعب الجزائري بمناسبة حلول شهر رمضان، وأما فيما يتعلق بعرض وفاق سطيف، أود أن أشكر القائمين على شؤون النادي على تفكيرهم في شخصي، لكن بسبب ضيق الوقت وعدم وجود رحلات جوية، وقرب موعد مباراة ذهاب ربع نهائي رابطة الأبطال المبرمجة يوم 15 أفريل، فضلت الاعتذار لمسؤولي الوفاق، فلا يمكنني ضمان أحسن تحضير لهذا الموعد المهم، ومن الأحسن البحث عن مدرب آخر، كما أود أن أحيي كل أنصار الوفاق، الذين تربطني بهم علاقة جيدة وحتى المسيرين هم أصدقائي.
لم أتوقّع إقصاء الجزائر وهذا ما افتقدتموه
نفهم من كلامك بأنه لا يوجد اختلاف حول الجانب المادي أو عدم اقتناعك بتشكيلة الوفاق..
كما قلت لك، السبب الرئيسي هو ضيق الوقت، ومن غير المعقول إشرافي على فريق قبل موعد حاسم دون تدريبه لمدة أسبوعين على الأقل، كما أؤكد لكم بأنني أعجبت كثيرا بتشكيلة الوفاق التي تعتبر مزيج بين عنصر الخبرة والشباب، وهنا أنتهز الفرصة لأنوه بالعمل الذي يقوم به النادي على مستوى الفئات الشبانية، لأن الوفاق أصبح يقدم في كل موسم لاعبين إلى ثلاثة من صنف الشبان، ويمكن القول بأنها أصبحت "ماركة" مسجلة، باسم هذا الفريق العريق.
بعيدا عن وفاق سطيف، كيف وجدت إقصاء المنتخب الوطني من مونديال قطر؟
صدقني لم استوعب إلى غاية الآن إقصاء الخضر من المونديال، إنه صدمة حقيقية، ولم يكن أشد المتشائمين يتوقع غياب أشبال بلماضي عن الحدث العالمي، خاصة بعد النتيجة المحققة في الكاميرون، قبل أن يضيع حلم كل الجزائريين في بضعة ثواني.
من مصلحة الخضر بقاء بلماضي
على حسب رأيك إلى ماذا يرجع إقصاء الخضر؟
المنتخب الجزائري كان متأهلا في الدقيقة 118، قبل أن يغيب عاملان مهمان عن اللاعبين في آخر الثواني، ويتعلق الأمر بالتركيز والانضباط التكتيكي، لأنه في مثل هذه الفترات من المباراة، وبالضبط بعد تسجيل هدف التأهل من طرف المدافع توبة، كان يجب على رفقاء محرز التعامل بطريقة جيدة مع الضغط وتأجيل الاحتفالات إلى ما بعد نهاية المواجهة، لأن الهدف الثاني لمنتخب الكاميرون، والذي سجل بطريقة جيدة، بعد توزيعة محكمة وتحويل مسار الكرة برأسية بعد ارتقاء جميل، قبل أن يقوم إيكامبي بطلب رائع للكرة وتسجيل الهدف، وكل هذا وسط سوء مراقبة للاعبي المنتخب الجزائري، وأكثر من ذلك التعامل مع تماس وكأنه كرة ثابتة، حيث لم يضغط أي عنصر على لاعب منتخب الأسود غير المروضة، الذي قام بالتوزيعة وهو أمر غير مقبول في هذا المستوى.
عقب الإقصاء هناك من حمّل المدرب بلماضي مسؤولية الإقصاء، بسبب الخطة المنتهجة، بصفتك مدربا وناخبا سابقا، هل أنت مع هذا الطرح أم لا؟
من غير المعقول تحميل بلماضي المسؤولية، فلو فاز المنتخب الجزائري وتأهل إلى المونديال، كان الجميع سيشيد بحسن قراءة بلماضي للمباراة، إضافة إلى أن المنتخب الجزائري لم يكن سيئا إلى درجة كبيرة، بل على العكس تماما خلق عدة فرص، وسجل هدفا عن طريق سليماني، الذي مازلت إلى غاية الآن لم أفهم سبب رفضه، خاصة وأن الصور غير واضحة، ربما الخطة المنتهجة لا تساعد نوعا ما بلايلي ومحرز، غير أن النتيجة كانت لصالح الخضر إلى غاية آخر ثواني من المباراة، وليس بلماضي من لم يحسن التموقع في لقطة الهدف، هذه هي كرة القدم ويجب البحث عن الحلول.
ضيق الوقت وراء اعتذاري عن تدريب الوفاق
وكيف وجدت أداء الحكم غاساما؟
حتى ألخص كل شيء، التحكيم الإفريقي كارثي ويجب تطوير هذا السلك من أجل مصداقية كرة القدم الإفريقية، ولا أريد الخوض كثيرا في هذا الموضوع، لأن الجميع يعرف مكمن الخلل، ويجب الضرب بيد من حديد.
وكيف تتوقّع مستقبل المنتخب الوطني، خاصة في ظل عدم اتضاح الرؤية، بخصوص مواصلة بلماضي من عدمها؟
على حسب رأيي، بالنظر إلى ضيق الوقت، فإنه من مصلحة المنتخب الجزائري بقاء بلماضي على رأس العارضة الفنية، لأن تصفيات كأس أمم إفريقيا تلعب شهر جوان، وهناك أخبار تتحدث عن لعب أربع مواجهات كاملة في هذه الفترة، ما يعني أن التأهل إلى "كان" كوت ديفوار يلعب بعد شهرين فقط، وعليه يجب تحكيم لغة العقل، ولا ننسى بأن نفس الشخص (يقصد بلماضي) قام بقفزة نوعية مع الخضر، وكما تعلمون لا يوجد أي فترة توقف دولي إلى غاية خوض تصفيات "الكان"، ففي حال رحيل بلماضي، فإن المدرب الجديد سيجد صعوبات كبيرة.
تلميذك مضوي تحوّل لفريقك الأسبق السنافر، كلمة للمدرب والأنصار؟
أود أن أحيي صديقي مضوي الذي يبصم على نتائج جيدة مع شباب قسنطينة، وأتمنى له مزيدا من التألق ولما إنهاء الموسم فوق البوديوم، وأنا فخور بما يقدمه لأنني توقعت له مستقبلا زاهرا في مجال التدريب، كما أنني سعيد أيضا من أجل السنافر، الذين تشرفت بالعمل مع فريقهم.
أرشح بلوزداد للتتويج وسعيد لمضوي
من خلال حديثك عن البطولة المحلية، من تتوقّع تتويجه بهذه النسخة؟
أرى بأن شباب بلوزداد قد قطع خطوة عملاقة نحو التتويج، وهو فريق يمتلك تعدادا ثريا، كما أنه يعرف كيف يفوز في الأوقات الصعبة.
ح/س