فزنا بمباراتين فقط وعلينا تفادي الغرور
خص مدرب إتحاد خنشلة مراد العقبي النصر بحوار مطول، تحدث فيه عن بدايته الموفقة، والسر وراء المستوى الفني الراقي المقدم من «سيسكاوة»، كما لم يخف التقني التونسي قدرة المنتخب الوطني على العودة بالتاج القاري من كوت ديفوار، في وجود كل الإمكانيات.
* كلمة عن بدايتك الموفقة مع إتحاد خنشلة من خلال حصد 6 نقاط في أول مباراتين؟
أعتقد بأننا نبصم على بداية مثالية، والحمد لله وفقنا في مسعانا، لأن المتمعن في الرزنامة قبل بداية الموسم، وبالضبط المباريات الأربع الأولى، يقف على مباريات قوية أمام منافسين من العيار الثقيل، والأمر يتعلق بكل من وفاق سطيف وإتحاد الجزائر وشبيبة القبائل وشباب بلوزداد، لكنني كنت مؤمنا بالمجموعة الموجودة والعمل الذي قمنا به، لقد شاهدتم الفوز المحقق في الجولة الأولى أمام وفاق سطيف، أين وفقنا في فرض أسلوبنا، وكسبنا النقاط الثلاث، قبل أن تؤجل مباراتنا أمام اتحاد الجزائر، ما سمح لنا بالاستقبال داخل الديار مرة أخرى، أمام شبيبة القبائل، في لقاء مختلف عن الوفاق.
32 تمريرة ناجحة مؤشر على الصحة
* أين يكمن الاختلاف بين مباراتي وفاق سطيف وشبيبة القبائل؟
في مباراة شبيبة القبائل مررنا جانبا في الشوط الأول، على عكس مواجهة الوفاق، ومن حسن الحظ أننا لم نستقبل أهدافا، قبل أن نتدارك في الشوط الثاني، وقمنا بتصحيح الأخطاء، وطبقنا طريقة لعبنا المعتادة، من خلال الضغط على مرمى المنافس وتنويع الهجمات، لنتحصل على ضربة جزاء شرعية، نجحنا في ترجمتها إلى هدف السبق، وهنا بحثنا عن مضاعفة النتيجة، لأنه في كرة القدم التقدم بهدف واحد يعتبر نتيجة مفخخة، بدليل تلقينا هدف التعادل، غير أن النقطة الإيجابية هي ردة فعل اللاعبين، رغم التغييرات الاضطرارية التي قمنا بها، بعد إصابة سامر على مستوى اليد، وكما تعلمون فإن عبد الحكيم ركيزة في التشكيلة، وبعد ذلك غادر أيضا باكو، غير أن المعوضين كانوا في المستوى في صورة هواري وصابوني وحتى عثماني الذي شارك في الشوط الثاني، حيث قدموا ما كان منتظرا منهم، وبعد الضغط الذي قمنا به تحصلنا على ضربة جزاء ثانية مستحقة، لقد كنا نتوقع صعوبة المباراة، وكما تعلمون تحقيق الانتصار صعب ولكن الأصعب هو التأكيد والمواصلة بنفس النسق، ومع مرور الجولات الأمور ستكون أكثر تعقيدا، لأن الفرق تصل إلى مستواها الحقيقي والأوراق تصبح مكشوفة.
منتخبكم بدأ يستعيد التوازن والتاج القاري ممكن !
* هل كنتم تتوقعون هذه الانطلاقة؟
قبل الإجابة عن هذا السؤال أعود بك إلى لحظة وصول عرض إتحاد خنشلة، حيث لم أتردد ولو للحظة في قبول العرض، لأن الاختيار دائما يكون مرتبطا بعناصر هامة، أولها الاستقرار النسبي الموجود على مستوى التشكيلة، فبعد أول موسم ناجح في الاحتراف واحتلال المرتبة الخامسة، تمكنت الإدارة من الاحتفاظ بحوالي 70 بالمئة من التعداد، وهو عنصر مهم ومشجع، كما أؤكد لكم بأنني لم أضع الجانب المادي في المقام الأول، بقدر ما بحثت عن الجانب الرياضي، وهنا وجب التنويه بالرئيس وليد بوكرومة وعلى العمل الذي يقوم به، والخبرة التي اكتسبها، خاصة في انتقاء اللاعبين، عندما قدمت قمت ببعض التعديلات ومعالجة النقائص على مستوى التعداد، بداية بالتعاقد مع الظهير الأمين قمرود الذي يعتبر إضافة قوية، والمدافع ربيعي والحارس خذايرية، إلى جانب كل من المهاجم الواعد صابوني وصاحب الخبرة هواري، وهو ما جعلني أشعر بارتياح مسبق، لتقديم موسم مشابه لسابقه أو أفضل.
* وما هي الأهداف المسطرة؟
في كرة القدم حسب وجهة نظري، وهو ما قلته للاعبين أيضا، فهم من يحددون الهدف، لأن الفريق عندما يحقق نتائج إيجابية، يعني ذلك أن هناك رغبة وإرادة للعب الأدوار الأولى والعكس صحيح، وفي خنشلة كل الظروف مهيأة لتطبيق مشروع رياضي.
* أصبح إتحاد خنشلة يضرب به المثل في اللعب الجميل، ما السر في ذلك؟
أعتقد بأن أي مدرب يستعمل طريقة اللعب على حسب التشكيلة، بكل تواضع الفريق لديه آليات تفتقدها الأندية العريقة الموجودة في الجزائر، في صورة رئيس النادي وليد الذي يملك نظرة مستقبلية واكتسب الخبرة في انتقاء اللاعبين، وحتى الجمهور الذواق لكرة القدم، بدليل أننا كطاقم فني نجد أنفسنا أمام حتمية التركيز على تحضير التشكيلة للمباريات فقط، وهذا عامل مهم للتطور، على سبيل المثال في الجولة الأولى أمام وفاق سطيف قدمنا سمفونية جميلة وصلت إلى درجة الإبداع، بالنسبة لي لقاء الوفاق مرجعي، وبصمنا على مستوى فني راق وكرة قدم شاملة، مثلما يحبها الجمهور ونحبها جميعا، لقد وصلنا إلى 32 تمريرة ناجحة وهي أمور تبشر بالخير، وتشجعني لمواصلة تطوير الأداء، وهو أمر صعب في كرة القدم، لأنه من السهل التمركز في الخلف والاعتماد على الهجمات المعاكسة، على عكس الهجمات المنظمة التي تكون مجبرا فيها على تنويع اللعب، لإيجاد الاختلالات لدى المنافس، وهو ما يتطلب أن تكون حاضرا على جميع الأصعدة، سواء البدنية أو الفنية أو التكتيكية، دون أن ننسى دور الظهيرين الأيمن والأيسر في كرة القدم الحديثة، مثلما يقوم به برشلونة، وهو ما يقودني للحديث عن الهدف المسجل في لقاء وفاق سطيف عن طريق الظهير الأيسر قدور، بعد هجمة منظمة بدأت من الجهة اليمنى بمشاركة الظهير الأيمن قمرود، لتختم بكيفية جميلة من الجهة اليسرى، مثلما كان يحدث مع ألبا، وأنا سعيد بما يصنعه اللاعبون إلى غاية الآن، ودعم جمهورنا يدفعنا للمواصلة، لكن شريطة وضع الأقدام على الأرض، لأننا لم نقم بأي شيء، وفزنا بمباراتين فقط، والمشوار لا يزال طويلا.
اكتشفت الموهبة الجزائرية لما زاملت دزيري
* كيف وجدت مستوى اللاعب الجزائري في أول تجربة لك في البطولة المحترفة؟
دون مجاملة، مستوى اللاعب الجزائري جيد للغاية، لقد عملت في عدة دوريات عربية، صراحة المادة الخام موجودة في الجزائر، وحتى الفئات الشبانية تزخر بالمواهب، وهناك عناصر تمتلك كل المواصفات التي تسمح لها بالبروز مستقبلا، سواء من ناحية السرعة والفنيات والمهارة، وحتى قابلية التطور، من خلال الاستماع للنصائح وتطبيق التعليمات، بالنسبة لي الموهبة الجزائرية اكتشفتها عن قرب في 1997، عندما لعبت إلى جانب بلال دزيري في النجم الساحلي التونسي، في موسم أكثر من رائع، توجنا فيه بكأسين إفريقيتين، وبالمناسبة أوجه له تحية كبيرة وأتمنى له التوفيق في مشواره التدريبي.
* وأين تصنف البطولة الجزائرية مقارنة ببقية الدوريات التي عملت فيها؟
يمكن تصنيفها من الأوائل، لا أقارن هنا مع البطولات الخليجية، أين يتواجد في كل فريق 8 أجانب، إضافة إلى الأموال الكبيرة التي مكنتهم من استقطاب نجوم عالميين، بالنسبة لي البطولة الجزائرية توضع ضمن أفضل الدوريات الإفريقية.
* نعرج للحديث عن المنتخب الوطني، وما هي نظرتك كتقني لمستوى الخضر حاليا، خاصة وأنه سبق لك العمل ضمن طاقم تدريب منتخب تونس الأول في فترة ماضية؟
المنتخب الجزائري من أقوى المنتخبات في إفريقيا، فهو منتخب متكامل، يمتلك مدربا بكفاءة عالية، وما حز في نفسي بكل صراحة غياب الخضر عن مونديال قطر، ولو أنني أراها كبوة جواد، والمنتخب الجزائري سيعود بقوة، وبدأ في استعادة توازنه، وأكد ذلك منذ حوالي أسبوعين، عندما تغلب على بطل القارة منتخب السنغال في داكار، رغم أن المواجهة ودية، إلا أنه في كرة القدم مباريات من هذا النوع، تعتبر بتوابل رسمية ومفيدة من عديد النواحي.
أهداف أي فريق يحددها اللاعبون !
* وكيف ترى حظوظ المنتخب الوطني في «كان كوت ديفوار»؟
المنتخب الجزائري متمكن ولديه كل القدرات للعودة بالتاج القاري من كوت ديفوار، مثلما فعل في كان مصر في 2019، صراحة تعداد الخضر متكامل ومع التدعيمات الأخيرة، بقدوم عناصر في صورة عوار وغويري ستقدم الإضافة لا محال، رغم أن المنافسة ستكون صعبة في المحفل القاري القادم، وأتوقع تألق ثلاثي شمال إفريقيا.
جمهور خنشلة ذواق وبوكرومة يحسن اختيار اللاعبين
* في الأخير، ما هي رسالتك إلى جمهور خنشلة؟
نطالبهم بمواصلة الحضور بقوة، تشجيع الفريق، لأننا نعتبرهم الرقم واحد وليس اللاعب رقم 12، وبدورنا لن ندخر أي جهد في سبيل إسعادهم، وتقديم أطباق كروية جميلة ترضيهم وترضي طموحاتهم. حاوره: حمزة.س