الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

الممثل أيوب عمريش للنصر

الدراما الجزائرية بلغت مستوى النضج الفني
قال الممثل أيوب عمريش، إن الدراما الجزائرية بلغت مستوى النضج الفني، مضيفا بأنه كان يتوقع نجاح مسلسل «الرهان» خلال شهر رمضان، خصوصا بعد تسويقه خارج الجزائر في سابقة أولى، تعد جسرا في مجال التعاون والتبادل الفني، ودخول سوق لم يعرفها الفن الجزائري فيما سبق، ما يسمح بخلق صناعة سينماتوغرافية متطورة.

حاورته/ إيناس كبير

ويرى الممثل أن دبلجة مسلسل «الرهان» كتجربة أولى من نوعها في الساحة الفنية الجزائرية، تعد ظاهرة صحيّة بالنسبة للدراما والإنتاج الجزائري، ونافذة مهمة جدا للتعريف بتركيبة المجتمع الجزائري ونمط حياته، وتفاعلاته، فضلا عن التعريف بالتاريخ الثقافي للبلد وحضارته.
استمتعت بشخصية «الحاج رابح» لأنها تشبهني
حدثنا عن معالم تركيبة شخصية «الحاج رابح زياني» التي تقمصتها في مسلسل «الرهان»؟
الحاج «رابح زياني» في مسلسل الرّهان هو الجدّ الذي رعى تربية وتنشئة أحفاده بعد وفاة والدهم، وكان السند لأمهم وهي ابنته، يعمل تاجرا وله دكان قماش، علما أنّه رجل مجاهد أيضا يملك تاريخا ثوريا حافلا بالبطولات، أيضا تميز بأنه وطني حد النخاع، وإذا أردنا إسقاط الشخصية إلى الواقع نجدها ترمز إلى الرجولة، والشهامة، والعزة والكرامة، والطيبة والسخاء والعطاء، فضلا عن التمسك بالقيم والمبادئ والفضيلة.
الشخصية عاصرت فترتين مهمتين من تاريخ الجزائر، ماهي المشاعر التي خالجتك وأنت تؤدي الدور؟
لأصدقكم القول، تقمّصت الدور بصدق وأمانة، وكنت على يقين تام بأنها تشبهني، وحتى أنها مطابقة لي تماما، ولهذا كنت أستمتع وأسعد كثيرا وأنا أؤدي شخصية «الحاج رابح»، فقد كان لها تأثيرا على الحياة اليومية في المسلسل، كما أنها عاشت بين زمنين الماضي بكل ما يكتنزه من ذكريات وبطولات وأحداث أليمة، والحاضر بما يحمله من تناقضات وتشابكات، إلا أنه يظل متمسكا بهذه المنظومة القيمية التي جُبل عليها كالحكمة والتعقل وحسن المعاملة، وكذا الطيبة والاعتدال ونصرة الحق، ووفقها قام بتربية أحفاده وتنشئتهم.
هل هناك رسالة أراد المسلسل نقلها من خلال المشاهد التي تجمع بين شخصيتي «عيسى زياني» و«الحاج رابح»؟، وإلى من توجتهم بها؟
جمعت بين الجد رابح والحفيد عيسى مواقف كثيرة، وكانت كلها تحمل حبا عميقا رغم اختلاف المواقف، وهي ترسم للمتفرج معالم ونمط عيش عائلي مليء بالدفء والحميمية والترابط والتكاثف، وتعكس كذلك معنى جميل عن التواصل والحوار، لو لاحظتم حتى المواقف التي فيها من القسوة الشيء الكثير كانت مشبعة بمشاعر الحبّ والخوف على الآخر، أظن بأنها كانت رسالة واضحة موجهة لكل العائلات تعكس نموذجا إيجابيا للنمط السليم لتشكيلة الأسرة، رغم الفوارق والتوجهات والاختلافات، لأن التماسك الأسري يفرز الإحساس بالأمان والراحة والطمأنينة عكس التشتّت والتفكّك الذي نعيش فيه اليوم.
مسلسل «الرّهان» يسرد قصة عايشها المتفرج منذ عهد قصير
بعض الإسقاطات التي جاءت في المسلسل حفزت فضول الشارع الجزائري واستفسر حولها كثيرا، ما الذي كان يهدف المسلسل إلى توضيحه من خلالها؟
الدراما الناجحة هي التي تجعل الجمهور يتساءل ويبحث دائما كيف سيكون سياق الأحداث وهي التي تثير فعلا هذا الفضول، حتى أن المتفرّج في هذه الحالة يصبح بطريقة ما «سيناريست» ومخرجا من خلال تخيّله لما ستؤول إليه القصة والأحداث والوقائع.  
وبما أنّ مسلسل الرّهان يسرد قصة قريبة من الواقع المعاش، قد عايشها المتفرج منذ عهد قصير فهو بذلك يحس أنّه طرفا فيها ويمكنه استدراك ومراجعة نفسه، وتذكر مواقف قام بها، فضلا عن متابعته تطورات أحداث هذه الفترة ومقارنة ذلك مع ما ورد في المسلسل من إسقاطات.
مع هذا كله فإن مسلسل «الرهان» قدم رسالة واضحة المعالم لتأكيد نتيجة الصراع الأبدي بين الحق والباطل، الذي ينتهي دائما بانتصار الحق طال الزمن أو قصر وهي القيم والمبادئ التي أورثها الجدّ «رابح زياني» لأحفاده.
على ما راهنتم كفريق عمل عندما قدمتم فكرة المسلسل، وهل كنتم تتوقعون أن يلقى هذا الصدى؟
راهنا منذ اللحظة الأولى على العمل، وعندما التقيت بالمخرج المصري محمود كامل وإفادتي بتركيبة الدور وتفاصيله، ثم من خلال قراءتي السيناريو والغوص في جميع أبعاده ومجريات أحداثه، فضلا عن معرفتي ببقية الممثلين المشاركين والفريق التقني، كلها كانت مؤشرات إيجابية محفزة ومشجعة تنبئ بنجاح العمل، وهذا ما حصل فعلا والكلّ مثلي كان يتوقّع هذا النجاح خصوصا بعد تسويق العمل خارج الجزائر في سابقة أولى من نوعها، حيث أنه عُرض على قناة السومرية العراقية مدبلجا إلى اللهجة السورية، وكذا بقناة الشارقة، ومنصة شاهد ومرايا، وهذا بمثابة شرف كبير للدراما الجزائرية ولوجها فضاءات عالمية عالية الجودة.
الدبلجة ساعدت على الدخول إلى سوق لم نكن نعرفها
حدثنا عن تجربة مشاركتك في عمل (جزائري-مصري) ما الذي ميزها؟
كانت لها إضافة نوعية إخراجيا وجماليا، وهذا يعود إلى احترافية الفريق التقني الذي كان ضمن تشكيلته جنسيات عديدة مكنت من تحقيق الرّهان الذي رسمه المنتج وكل الفريق على المسلسل، بالنسبة لي أعتبرها تجربة لها خصوصيتها ومهمّة جدّا في مساري الفني، فقد فتحت لي المجال لإبراز موهبتي وقدراتي وكفاءتي بعد «تهميش ممنهج» وطول غياب عن الشاشة الصغيرة، وقد كانت بحق تجربة كان يجب علي خوضها بكل تفاصيلها وكنت أراها مصيرية لمساري الفني وقد وفقت إلى حدّ ما ولمست هذا من خلال من شاركوني المشوار، وكذا من خلال ما لقيته من استحسان وتقدير وتشجيع واعتراف من جمهور المشاهدين من داخل الوطن وخارجه، وقد طرحوا علي بصفة مستمرة سؤال «أين كنت يا أستاذ؟».

ما رأيك في فكرة دبلجة الأعمال الجزائرية؟
بخصوص الدبلجة وما أثارته من تضارب في الآراء واختلاف في الرّؤى والقراءة والتحليل، فأنا أراها ظاهرة صحيّة بالنسبة للدراما والإنتاج الجزائري خصوصا في هذه المرحلة، بحيث أنها نافذة مهمة جدا للتعريف بنا كجزائريين، من ناحية تركيبتنا، نمط حياتنا، تفاعلاتنا، علاقاتنا سلوكياتنا، إلى غير ذلك.
وهي أيضا تعريف بهويتنا حضاراتنا تاريخنا ثقافتنا، كما أعتبرها أيضا جسرا يساعد على التعاون والتبادل مع الانفتاح على الآخر ومنها الدخول إلى سوق لم نكن نعرفها، هذا ما يدفعنا إلى تطوير إنتاجنا وفق متطلبات هذه الأخيرة، وخلق صناعة سينماتوغرافية وفنية بمواصفات عالمية يكتسب منها أهل المهنة الخبرات ويتطورون ليصبحوا لما لا منافسين لمشاهير العالم.  
من هي الشخصية التي لفتت انتباهك في الجيل الجديد المشارك بمسلسل الرهان؟
كان «كوكتيل» هائل من الممثلين في مسلسل الرّهان الذين برهنوا عن جدارتهم واحترافيهم وقدراتهم العالية على الأداء، مثل جميلة عراس، عبد القادر جريو، عباس زحماني، محمد خساني، زهرة حركات، رشيد بن قوديفة، ياسمين بن داود، مبروك فروجي، العمري كعوان، زكرياء بن محمد، حجلة خلادي، محمد تاكيرات، ناريمان قمري، فضيلة هشماوي، محمد بن بكريتي، والقائمة طويلة والخلاصة أن الكل أبدع أو حاول في دوره لتكتمل الصورة، والنتيجة نجاح، رضى المشاهدين، وتفاعل إيجابي حققه المسلسل.
رأينا الكثير من الرموز التي تعبر عن الثقافة الجزائرية على غرار البرنوس، الزليج، كيف تتوقع أن يكون أثرها على العالم العربي؟
الدراما هي ناقل وفيّ ومترجم حقيقي لحضارة، وأصالة، وواقع الشعوب ومروّج فعلي للثقافة والتراث، بحيث هي خير سفير للأوطان وباب طويل عريض منفتح على العوالم وعلى الآخر.
يجب تسخير مصادر تمويل ثابتة للفنون
لاحظ الجمهور الجزائري مستوى لم يتعود عليه سابقا سواء من الناحية الفنية أو المعالجة الدرامية، والقصة في الأعمال الرمضانية لهذه السنة، ما الذي تتوقعه لمستقبل الدراما الجزائرية خصوصا بعد خروجها إلى العالم العربي؟
أعتقد أن الدراما الجزائرية قد بلغت بفضل مسلسل الرهان وأعمال أخرى، مستوى النضج الفني الذي سيفتح لها الآفاق الكبرى لفرض مكانتها ومستواها، على غرار الدراما المصرية، والسورية، والتركية، والخليجية وغيرها، وتتبوّأ مركزها بفضل وعي الجميع بضرورة ولوج سوق المنافسة وهذا لن يتحقق إلا بقناعة الجميع واعترافهم بأن الدراما والسينما والمسرح وباقي الفنون يجب أن تسخّر لها مصادر تمويل ثابتة بمساهمة الدولة والاستثمار، والمراهنة على الجودة بتوظيف الكفاءات القادرة على إثبات وجودها ومنافسة الكبار بكل ثقة وروح مسؤولية.                   
إ.ك

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com