الإيمان بالهدف و«النيف» صنعا الارتقاء !
وصف مدرب شباب بوجلبانة سعيد بورابحة، الظفر بلقب بطولة جهوي باتنة الأول بالتحدي الكبير، ونتيجة حتمية لمشوار ناجح في موسم استثنائي، موضحا في حوار مع النصر أن غياب الإمكانيات لم يثن من عزيمة وإرادة اللاعبين، بقدر ما بعث في نفوسهم الروح الانتصارية. وأكد بورابحة أن ممثل ولاية خنشلة لم يبارح «البوديوم» منذ بداية الموسم رغم المزاحمة القوية لبعض الطموحين، معربا عن أمله في أن لا تتحول نعمة الصعود إلى نقمة، في ظل تجارب المواسم الفارطة، أين كان الفريق يركب المصعد، ولم يقو على الحفاظ على مكانته، بسبب غياب الدعم المالي المطلوب.
ما هي قراءتك للتتويج المبكر لفريقك بلقب بطولة جهوي باتنة الأول؟
بكل تأكيد، هي عودة منتظرة لمكانة الفريق الذي سبق له التواجد في قسم ما بين الجهات، كما أنه يعد ثمرة عمل متواصل وتضحيات كبيرة، فضلا عن مساهمة كل الأطراف التي تحدت المتاعب المالية ورفعت التحدي. لذلك، اعتبر هذا الصعود وعلى قدر صعوبته، إضافة لرصيدي الشخصي، كونه تحقق بإمكانيات شبه منعدمة.
وهل كنت متفائلا بالصعود؟
لا أبالغ، إن قلت بأن الإدارة وضعت الصعود هدفا منذ بداية الموسم رغم غياب الإمكانيات، وهو ما جعلني أوافق على حمل المشعل وسط مشاكل متعددة الجوانب، لاسيما من الجانب المالي. ومع ذلك، فإن الانطلاقة الموفقة جعلتني أبدي الكثير من التفاؤل، فيما بدأت طموحاتنا تكبر مع مرور الجولات، تزامنا مع المساندة التي تلقاها الفريق من الإدارة والأنصار. كما أن تواجدنا طيلة الموسم في البوديوم إلى غاية الثلث الأخير من البطولة الذي انفردنا فيه بالريادة، زاد من إيماننا بركوب القطار، وتجسيد تطلعات الأنصار.
كيف تقيم مشوار فريقك؟
الرحلة كانت شاقة ومعقدة، نظرا للمزاحمة الكبيرة من طرف الجار شباب قايس وأمل مروانة وبدرجة أقل شباب برج غدير واتحاد طولقة، وهي الفرق التي ظلت تضيق الخناق على فريقي، من خلال إعطاء السباق ريتما قويا إلى غاية الجولات الأخيرة التي حسمنا فيها الصعود، بعد أن نجحنا في تعميق الفارق إلى 14 نقطة عن الوصافة، قبل جولة واحدة من النهاية. كما أن الفريق عانى كثيرا من لعنة الإصابات، وكذا العقوبات ناهيك من نقص التحفيز، اللهم استفادة اللاعبين من منح اللقاءات بفضل تضحيات الإدارة.
من أين يستمد الشباب قوته؟
نقطة قوة فريقي تكمن في روحه الجماعية والثقة بالنفس، وإيمان اللاعبين بقدراتهم، إلى جانب «النيف» وسهر الإدارة على توفير المناخ الملائم رغم غياب الأموال، بغض النظر عن عامل الانضباط في العمل ودعم المشجعين.
برأيك كيف كان المستوى العام للبطولة؟
صراحة المستوى العام للبطولة كان متوسطا وأحيانا ضعيفا، بسبب تواجد عدد قليل من الأندية الطموحة، وأخرى ظلت تعاني منذ الانطلاقة، وهي بصدد البحث عن نفسها، رغم سمعتها وتقاليدها الكروية، منها أهلي البرج ووفاق المسيلة. وفي اعتقادي، فإن هذا الوضع أدى إلى بروز حالة من عدم التوازن، ومعها البحث عن النتيجة بأي طريقة كانت بالنسبة لجميع منشطي البطولة.
ما هي تصوراتك لمستقبل الفريق على ضوء تجاربه الماضية؟
أتوقع مرحلة على قدر كبير من الصعوبة في بطولة ما بين الجهات التي سبق لفريقي أن ذاق مرارتها، الأمر الذي يستوجب توفير إمكانيات مضاعفة، وكذا الزاد البشري لأن التعداد الحالي لا يمكن له مجابهة بطولة الموسم القادم. لذاك، الشباب بحاجة إلى تدعيمات نوعية في تركيبته البشرية ومصادر تمويل فعالة، وأخشى كثيرا على مستقبله إذا ما ظلت أحواله المادية على هذه الشاكلة. أما بخصوص بقائي، فإنه من السابق لأوانه الحسم في هذا الأمر.
حاوره: م ـ مداني