اعتبر رئيس ترجي قالمة مهدي لعفيفي، النتائج التي سجلها فريقه في الجولات الأربعة الأولى من بطولة ما بين الجهات بمثابة مؤشر ميداني على نوايا تجسيد حلم العودة إلى الرابطة الثانية، لكنه أكد بالمقابل بأن المشوار لا يزال طويلا، وأن تحقيق المبتغى يتطلب عملا كبيرا على جميع الأصعدة.
وقال لعفيفي في حوار خص به النصر، إن نفض الغبار عن أمجاد «السرب الأسود» يبقى في صدارة الأهداف، وذلك بالعمل على إعادة الفريق إلى الوطني الثاني بعد غياب دام ربع قرن، إلا أنه اعترف بأن الطريق لن يكون سهلا.
*في البداية، ما تقيّيمكم لمشوار الفريق في الجولات الأربعة الأولى، ومدى تماشيه والأهداف المسطرة؟
أبسط ما يمكن قوله في هذا الشأن، أن التواجد في الصف الثالث على بعد نقطتين من المتصدر يكفي للوقوف على رد الفعل اللاعبين الإيجابي، لأن انطلاقتنا في التحضيرات كانت متأخرة، وقد دخلنا المنافسة الرسمية بعد أسبوعين فقط من التدريبات دون خوض أي مباراة ودية، على اعتبار أننا كنا نتوقع تأخير الموعد، بالنظر إلى «السيناريو» الذي كنا قد عايشناه الموسم الفارط، والذي كان من أبرز الأسباب التي أثرت كثيرا على مشوار فريقنا، لكن الفاف جسدت صرامة كبيرة هذا الموسم، باحترام المواعيد مع قطع الطريق أمام كل تأجيل أو تمديد، الأمر الذي جعلنا نصطدم بواقع ميداني أجبرنا على التعامل بذكاء مع هذه الوضعية الاستثنائية، فكانت نتائج المباريات الأربعة الأولى مقبولة إلى حد كبير.
*لكن اللافت للانتباه أنكم ضيّعتم نقطتين بقالمة أمام الرائد الحالي اتحاد الفوبور، فما تعليقكم على ذلك؟
حقيقة أننا سجلنا تعثرا داخل الديار، بالتعادل مع اتحاد الفوبور، إلا أن المشوار لا يتوقف عند مقابلة واحدة، لأننا نجحنا بالموازاة مع ذلك في حصد 4 نقاط من تنقلين، أحدهما إلى عين مليلة، وبالتالي فإن المهم في هذه المرحلة هو الخروج بأكبر عدد ممكن من النقاط، وبالمقارنة مع حصاد الفريق في نفس الفترة من الموسم الفارط فإننا نسجل إضافة نقطة في الرصيد، مع بروز الخط الدفاعي بشكل لافت للانتباه، لأننا لم نتلق أي هدف وهذا ما نعتبره من النقاط الإيجابية للفريق، مادام التماسك الدفاعي من بين المفاتيح الأساسية في سباق الصعود.
*نفهم من هذا الكلام أنكم جد متفائلين بالقدرة على تحقيق الصعود.. أليس كذلك؟
الحديث عن الصعود كان خلال الجمعية العامة، حتى قبل الشروع في العمل الميداني، لأن تاريخ الترجي القالمي العريق يحتم علينا الاجتهاد وبذل قصارى الجهود، لنفض الغبار عن واحدة من أعرق المدارس الكروية الوطنية، والأمر يتعلق بأول فريق أهدى الجزائر لقبا خارجيا، وكان ذلك قبل نحو 70 سنة، لكن الظروف القاهرة دحرجت «السرب الأسود» إلى الأقسام السفلى، وغيّبته عن الوطني الثاني منذ 1999، لذا فمن غير المعقول أن يكون الهدف المسطر بعيدا عن الصعود.
*وماذا عن الإمكانيات المادية، مادامت إشكالية الديون السابقة قد وجدت طريقها إلى الحل؟
الرهان على الصعود يستوجب توفر مقومات النجاح، والانطلاقة الموفقة التي سجلها الفريق هذا الموسم، عبارة عن مؤشر ميداني بوجود مجموعة قادرة على تجسيد الحلم الذي انتظره القالميون على مدار ربع قرن، وهذا واحد من بين الأسلحة التي نراهن عليها، كما أن اللجنة المسيرة تعمل كل ما في وسعها لتوفير الظروف الكفيلة بتحفيز اللاعبين على مواصلة المشوار بنفس «الديناميكية»، غير أننا نبقى دوما نطرق جميع الأبواب بحثا عن الدعم المادي، لأن نسبة كبيرة جدا من إعانات الموسم الفارط تم توجيهها إلى الدائنين السابقين، الذين كانوا قد أقدموا على تجميد الحساب البنكي للنادي، بقيمة إجمالية تجاوزت 3 ملايير سنتيم، والإشكال مازال قائمة، ولو بدرجة أقل، لذا فإننا طرحنا الملف على طاولة السلطات المحلية بحثا عن مخرج، لأن الرهان على الصعود لا يمكن أن يكون من طرف واحد.
حاوره: صالح فرطاس