ليكنس لم يكن المسؤول الوحيد في الاخفـاق و مضـوي الأحـق بـتدريب الـمحلييــن
كشف الدولي السابق ومدرب وفاق سطيف الحالي مليك زرقان، بأن عائلته الصغيرة رياضية قلبا وقالبا، مشيرا إلى أن الناخب الوطني جورج ليكنس، لم يكن المسؤول الوحيد عن إخفاق الخضر في نهائيات الغابون، كما تحدث عن أمور أخرى تخصه، وتخص الكرة الجزائرية، ستكتشفونها في هذا الحوار الذي خص به النصر.
• كيف يشعر مليك زرقان بنفسه كمدرب في وفاق سطيف، بعد أن كان لاعبا مميزا في ذات الفريق؟
وفاق سطيف فريق القلب، وشرف لي أن أكون ضمن طاقمه الفني، خاصة وأنني كنت أحلم منذ أن كنت لاعبا بالتحول إلى عالم التدريب، والإشراف على النسر السطايفي الذي قدمت له الكثير كلاعب، وأتمنى أن أقدم له أكثر كمدرب. لقد سبق لي أن كنت ضمن العارضة الفنية للوفاق في عدة مناسبات، والبداية كانت خلال الموسمين الأخيرين لي قبل تعليق الحذاء، حيث أتذكر أني كنت أنشط كلاعب، وأعمل كمدرب مساعد في نفس الوقت، قبل أن أقرر سنة 2004 التركيز على الدراسة، كونها السبيل الوحيد لي من أجل احتراف مهنة التدريب. لقد تحصلت على كافة الشهادات، وتزامن ذلك مع خوضي بعض التجارب مع بعض الأندية الناشطة في الأقسام السفلى، على غرار البويرة والتلاغمة، لتأتي الفرصة بعد نيل شهادات أكبر للإشراف على أندية أقوى، في صورة إتحاد سطيف وإتحاد بسكرة، قبل أن أجد نفسي ضمن الطاقم الفني الحالي للوفاق، إلى جانب زميلي وأخي خير الدين مضوي، الذي أتشرف بالعمل معه.
زوجتي بطلة إفريقية في السباحة وابني بطل عربي وآخر مع أواسط الخضر
• ماذا يعني لك العمل إلى جانب مضوي؟
لقد سبق أن لعبت إلى جانب خير الدين مضوي كلاعب، بعد أن تم ترقيته من صنف الأواسط إلى الأكابر، وهي الفترة التي كنت أتأهب فيها لاعتزال كرة القدم. لقد استوقفتني شخصيته القوية رغم صغر سنه، ما جعلني أمنحه شارة القيادة. هو إنسان رائع على جميع الأصعدة، وأنا سعيد بالعمل إلى جانبه، لأنه من المدربين القلائل الذي نجحوا في صنع اسم لهم، رغم أنهم في بداية مشوارهم المهني، نحن الآن نعمل كأخوين، ولا نهتم بموضوع المدرب الرئيسي والمدرب المساعد، وسنحاول تكملة بعضنا، كما كان الحال معنا كلاعبين في وفاق سطيف. هدفنا واحد وهو قيادة فريق القلب نحو منصات التتويجات، والتأكيد بأن الوفاق كان ولا يزال قلعة للألقاب.
• الوفاق لا يزال يتنافس على جبهتي البطولة والكأس، كيف ترى حظوظكم؟
أسعى رفقة خيرو لإهداء أنصار الوفاق أحد الألقاب في نهاية الموسم، وإن ظفرنا بلقبي البطولة والكأس، سيكون إنجازا استثنائيا بالنسبة لنا، خاصة وأننا نخوض موسمنا الأول جنبا إلى جنب. الحمد لله لا نزال في السباق، ولن ندخر أي جهد من أجل الوصول إلى تحقيق أهدافنا، لقد كنا نحتل المرتبة السادسة، لما أمسكت زمام العارضة الفنية للوفاق، والآن نحن في الصف الثالث على بعد نقطتين عن الرائد ونقطة وحيدة على الوصيف. سنكمل الموسم باللعب مباراة بمباراة، وإن لم نعتل منصة التتويج سنكون سعداء بإنهاء الموسم ضمن الفرق المتأهلة إلى المنافسات القارية، دون نسيان كأس الجمهورية التي تعتبر مسابقة خاصة بالنسبة لنا. لقد سبق لي التتتويج مع الوفاق كلاعب، كما توجت كمدرب مساعد مع مشيش، وسيكون أمرا استثنائيا أن أجدد العهد مع الإنجازات هذا الموسم.
• زميلك مضوي مرشح بقوة للإشراف على المنتخب المحلي، ما رأيك في الموضوع ؟
أعتقد بأن مضوي الأحق بهذا المنصب، بالنظر إلى الإنجازات العديدة التي حققها كمدرب في السنوات القليلة الماضية. ليس من السهل أن تقود ناد جزائري للتتويج بلقب رابطة أبطال إفريقيا، وهو الإنجاز الأصعب على مستوى القارة السمراء، بالنظر إلى قيمة هذه المنافسة، دون نسيان قيادته الوفاق للمشاركة في مونديال الأندية، كما أن معرفته الجيدة بلاعبي البطولة الوطنية تجعله الخيار الأنسب. أتمنى أن أراه على رأس العارضة الفنية للمنتخب المحلي، خاصة وأنه قادر على تقديم الإضافة للكرة الجزائرية، التي تتخبط في عدة أزمات الآن.
الغيرة جعلت البعض يصف تتويج الوفاق برابطة الأبطال بضربة حظ
لا يجب أن تنسوا بأن مضوي من أعاد الاعتبار للاعب المحلي، بعد أن قاد الوفاق السطايفي للتتويج بلقب رابطة الأبطال الإفريقية، لا أرى مدربا أحق منه بهذا المنصب، كونه الوحيد الذي نجح في إهداء الجزائر لقبا غاليا مع لاعبي البطولة الوطنية. اعتقد بأنه قادر على النجاح لو تتاح له الفرصة، وسأكون من أكبر المساندين له، خاصة وأنه مدرب شاب ويمتلك طموحا كبيرا من أجل الوصول إلى أشياء جيدة للكرة الجزائرية.
• هناك من قال بأن تتويج الوفاق برابطة الأبطال كان بضربة حظ، ما رأيك؟
القول بأن التتويج ببطولة بهذا الحجم ضربة حظ، شيء مضحك ويثير الدهشة، خاصة وأن الأمر لا يتعلق بمباراة واحدة أو مباراتين، بل منافسة تمتد على مدار عدة أشهر كاملة، وتجرى في ظروف خاصة جدا، ويكفي الوقوف على العوامل المناخية الصعبة بإفريقيا، من حرارة مرتفعة ورطوبة عالية، دون نسيان الأجواء التي تحيط بهذه المسابقة، على غرار التحكيم والطقوس الإفريقية الغريبة. أعتقد بأن من يروجون لمثل هذه الأمور همهم الوحيد الإنقاص من قيمة تتويج الوفاق، لا لشيء سوى لأن هناك بعض الجزائريين حقودين، ولا يحبون الخير لأبناء وطنهم، حيث كانوا يمنون النفس في عدم رؤية مدرب محلي ينجح في البصم على إنجازات بهذا الحجم، وهي أمور غير مقبولة، وكانت سببا في توجهنا إلى خيار المدرب الاجنبي رغم فشله المتواصل.
مضوي الأحق بتدريب المنتخب المحلي
• كيف تعلق على البداية الصعبة لشبيبة القبائل ومولودية الجزائرية في المنافسة الإفريقية؟
هذا دليل على أن ما حققه الوفاق قبل سنوات إنجاز كبير، كون الأمور ليست سهلة في إفريقيا، ويكفي النظر إلى نتائج الأندية الجزائرية الأخرى، وكذا إلى نتائج المنتخب الوطني. اعتقد بأن البداية موفقة بالنسبة لممثلي الكرة الجزائرية هذا الموسم، رغم أننا في بداية المنافسة فقط، حيث سقطت شبيبة القبائل بثلاثية كاملة في ليبيريا، في الوقت الذي انهزمت فيه مولودية الجزائر بغانا بهدفين لهدف واحد، أتمنى أن ينجح الفريقان في التدارك في لقاء الإياب بالجزائر، ولم لا الوصول إلى أبعد محطة ممكنة، خاصة وأن الأمر يتعلق بالدفاع عن الراية الوطنية.
• لاحظنا عدة مظاهر مسيئة للكرة الجزائرية مؤخرا، ما تعليقك؟
نحن معتادون منذ القدم على مثل هذه التصرفات السيئة والغريبة في مجال كرة القدم، ولكن الأندية المحلية كانت تنجح في إخفاء مشاكلها عن الإعلام، عكس ما أصبح يحدث الآن، أين باتت الفرق تنشر غسيلها على الملء، وما حدث خلال لقاء مولودية الجزائر في منافسة كأس «الكاف» أمر مؤسف جدا، خاصة وأن الأمر يتعلق بشجار علني بين المدرب كمال مواسة واللاعب عبد المالك مقداد، ما استدعى تدخل رجال الشرطة الغانية من أجل تهدئة الأوضاع،...مثل هذه الأمور مخجلة ولا تشرف الكرة الجزائرية، التي عانت الويلات خلال السنتين الماضيتين، بانتشار ظواهر غريبة كتناول المنشطات والكوكايين والشجار بين اللاعبين، وهي الأمور التي امتدت إلى المنتخب الوطني الذي شهد بعض الأزمات، على غرار الشجار بين بعض اللاعبين، وعدم تقبل البعض الآخر لقرارات المدرب كما حدث مع براهيمي في لقاء تونس.
• إذا أنت مستاء من بعض الأمور التي حدثت داخل المنتخب خلال كان الغابون؟
بطبيعة الحال أنا مستاء مما حدث في «كان» الغابون، ككل جزائري غيور على وطنه. كنا نمني النفس في الوصول إلى أبعد محطة ممكنة، ولكن الأمور لم تكن جيدة، ما جعلنا نغادر المسابقة من الدور الأول، ما قدمناه في الغابون كارثة على جميع الأصعدة، خاصة وأن هناك بعض العناصر اقترفت أخطاء كبيرة، على غرار ما قام به ياسين براهيمي خلال لقاء تونس بعد تغييره، حيث قام بتصرف غير مقبول. كان عليه التفكير بأنه قدوة للاعبينا الشباب، وأي خطأ منه سيكون انعكاسه سلبيا على أصاغرنا الذين يهتمون بكل الجزئيات الخاصة بنجومها.
براهيمي قدوة أولادنا وعليه مراجعة نفسه قبل القيام بأي تصرف سيء
• هناك من كان يتهمك بعدم الانضباط داخل المنتخب الوطني، هل هذا صحيح؟
لم أكن يوما لاعبا مشوشا، ولكن مشكلتي أنني كنت صريحا مع الجميع، ما جعلني أدفع الثمن غاليا. شخصيا لم أكن أحب الحقرة والتهميش، ما جعلني أطلب من المسؤولين عن المنتخب الوطني إعفائي من المعسكرات، وهو القرار الذي ندمت عليه فيما بعد، كونه فوت علي المشاركة في «كان» 1990.
• ما رأيك في مشاركة الخضر في نهائيات «كان» الغابون؟
المشاركة في «الكان» كانت سلبية إلى أبعد الحدود، وما حز في نفسي أكثر، التصريحات التي أدلى بها اللاعبون التوانسة بعد فوزهم علينا، من خلال التأكيد بأنهم حسموا اللقاء بالإرادة والقلب. كان يضرب بنا المثل في مثل هذه الأمور، وهو ما افتقدناه في الغابون مع رفاق محرز، الذين دخلوا المواجهات الثلاث بعقلية «مسلمين مكتفين». اعتقد بأن المنظومة كلها كانت خاطئة، وعلى الجميع تحمل مسؤولية هذا الإخفاق، وعدم إلصاق التهمة بالمدرب ليكنس فقط، كونه لم يكن قادرا على تقديم شيء في ظرف شهرين فقط.
أنديتنا أصبحت تنشر غسيلها على مرأى الجميع
• من تراه المدرب الأنسب للخضر في الفترة المقبلة؟
يجب تكوين طاقم فني في المستوى تحسبا لقادم المواعيد، مع التركيز على الطاقم المساعد الذي يجب أن يكون مسؤولا، ولديه كلمته في المنتخب الوطني، خاصة وأننا لم نلاحظ أي أدوار للطاقم السابق، الذي اكتفى بالمشاهدة طيلة الفترة الماضية، ولم يكن قادرا حتى على تنبيه الناخب الوطني عند حدوث بعض الأخطاء فوق أرضية الميدان.
• ومن هو أحسن لاعب سواء في الجزائر أو في الخارج؟
كنت معجبا بشدة بلاعب إتحاد العاصمة يوسف بلايلي، الذي كان قادرا على التألق مع المنتخب الوطني، لولا الحادثة المشؤومة، التي وضعت حدا لمشواره الكروي. أنصح اللاعبين الشبان بجعله درسا حتى يتفادون الوقوع في نفس الأخطاء، وبخصوص اللاعبين الناشطين في الخارج فلا يوجد أحسن من محرز في الوقت الحالي، دون نسيان لاعب أندرلخت سفيان هني، الذي أتنبأ له بأن يكون لاعبا مميزا.
• عائلتك الصغيرة رياضية بالكامل، أليس كذلك؟
زوجتي كانت رياضية، فهي بطلة إفريقيا في السباحة، والابن الأكبر بطل عربي في السباحة، ولدي ابن آخر يلعب في المنتخب الوطني ومع أكاديمية نادي بارادو، كما لدي طفلة تمارس السباحة. الحمد لله أنا مرتاح من هذا الجانب، وما يهمني هو النجاح في دراستهم ثم الرياضة.
حاوره: مروان. ب