حفيدتاي أجمل وزارة في حياتي
صرحت الوزيرة السابقة و القاضية و الكاتبة ليلى عسلاوي بأنها لم تندم عن أي خطوة أو قرار اتخذته خلال مسارها الطويل، ومن بينها الاستقالة من منصب وزيرة التضامن الوطني في 1994 ، و لو عرضوا عليها منصب وزيرة اليوم، فسترفضه، لأنها، على حد تعبيرها ، تملك وزارة جميلة جدا هي حفيدتيها الصغيرتين، كما تحدثت في حوارها مع النصر، على هامش جلسة بيع بالتوقيع لكتابها الجديد «تحكيم العقل» احتضنتها يوم السبت الفارط مكتبة ميديا بلوس بقسنطينة، عن مشروعها القادم و هو عبارة عن كتاب تكرم و تخلد من خلاله ، زوجها طبيب الأسنان الذي اغتيل في سنة 1994 على يد جماعة إرهابية بعيادته في العاصمة، و الذي تثري به إصداراتها العديدة باللغة الفرنسية التي قدمت من خلالها شهاداتها الحية حول حياتها المهنية و الاجتماعية و معاناتها في العشرية السوداء.
. النصر: نشرت العديد من المقالات في الصحف الوطنية، حدثينا عن هذه التجربة في مسارك..
ـ ليلى عسلاوي : كنت في فترة ما مخيرة بين دراسة الصحافة أو الحقوق في الجامعة، فاخترت الحقوق و بقي حب الصحافة في أعماقي. و كنت محظوظة جدا عندما انتهيت من الدراسة و بدأت حياتي المهنية ، فقد وجدت دائما وسائل إعلام تتيح لي فرصة التعبير عن آرائي ، حتى صحيفة المجاهد فتحت لي أبوابها و كذا جزائر أحداث «ألجيري أكتياليتي» ، كنت أسمع كثيرا عن مقص الرقابة، لكن مقالاتي كانت تنشر ، و هي في الغالب في المجال القانوني و حول قانون الأسرة .
. ما رأيك كقاضية و مدافعة عن حقوق المرأة في وضعية المرأة الجزائرية في 2018 ؟
ـ سأتحدث بصراحة ، تم تجسيد خطوات صغيرة لفائدة المرأة الجزائرية . و في ما يخص قانون الأسرة ، سأشرح حتى لا يقف شعر المناضلات في مجال الدفاع عن حقوق المرأة «لي فيمينيست « في رؤوسهن، من شدة الغضب و الانزعاج (تضحك)، لقد رافعت كثيرا من أجل تعديل قانون الأسرة ، دفاعا عن حقوق المرأة، لكن عندما نتحدث عن الاجتهاد القضائي، فهذا يعني للقاضي و لقاضية مثلي، أن هناك ثغرات أو فراغ قانوني و كل قاضي يمكن أن يفسر بعض المواد كما يريد أو يفهم، و هذا ما قد يؤدي إلى تجاوزات و ظلم أخطر من قانون الأسرة نفسه الذي لا أعتبره انتصارا للنساء، بل عنفا، بالأحرى هو أحد أشكال العنف الأولى التي مورست ضدهن، لكن مادام قد خضع لبعض التعديلات في 2005 و من بينها الحق في السكن للمطلقة الحاضنة لممارسة الحضانة، إلى جانب التعديلات التي طالت قانون الجنسية ، فهناك بعض التطور و بعض الخطوات، لكن يبقى الكثير لا بد من إنجازه، مثل المساواة بين الرجل و المرأة في ما يخص الطلاق. سمعت رئيس المجلس الإسلامي الأعلى يقول بأن بلادنا تسجل ارتفاعا كبيرا في حالات طلاق بسبب لجوء النساء للخلع، و أرد عليه بأنه توجد أربع حالات من المستحيل أن تثبتها المرأة و أدعوه لإعادة قراءة قانون الأسرة ليطلع عليها، باستثناء العنف الزوجي، لكن حتى في هذه الحالة هناك شروط .
و أشدد هنا لحسن الحظ يوجد الخلع، لتتمكن المرأة التي تتأكد من استحالة الاستمرار في حياة زوجية فاشلة و قاتلة أن تلجأ إليه كآخر حل. و أرد في هذا السياق على رئيس المجلس الإسلامي الأعلى» آسفة سيدي، لكن النساء لم يعدن يرضخن و يستسلمن، و إذا تعتقدون بأنه بسببنا توجد حالات كثيرة للطلاق بالخلع، فهذا لأنكم تحملوننا كل الأخطاء مادمنا ولدنا بنات» .
أكرر هناك أشياء كثيرة أنجزت، لكن تبقى أشياء كثيرة جدا ، يجب أن تنجز و طرق كثيرة يجب أن نقطعها و حقوق كثيرة يجب أن نفتكها كنساء، إنه نضال نسائي يومي. مثلا بالنسبة لقانون العنف الزوجي الذي تمت المصادقة عليه قبل عامين تقريبا، أعتبره مكسبا افتكته النساء الجزائرية. لكنني لن أنسى ما سبقه، فهناك جهات متطرفة رفضت مجرد تمريره على مجلس الأمة ، بدعوى قضية السماح وتنازل الزوجة المعنفة عن حقها، و نحن نعرف الضغط الاجتماعي و الأسري و الزوجي في محيطها ككل ، ما يجعل سيدات كثيرات يترددن كثيرا إلى في رفع شكوى ضد الزوج.
. هل يمكنك أن تحدثينا عن مشروعك القادم في مجال الكتابة ؟
ـ نعم.. إنه شخصي في الواقع ، فهو عبارة عن وقفة تكريم و تخليد لزوجي رحمه الله، و لا أحد غيري يستطيع أن يفعل ذلك . كان رجلا عظيما ، لكنني أرى أنه ضحية مجهولة تقريبا، ليس مجهولا مادام هو السيد عسلاوي، لكنه مجهول لأنه لا يوضع ضمن «لوبي» أو يصنف في خانة معينة، إذن لا يوجد سواي لكي يقدم له هذا الشكل من التقدير و العرفان و التخليد ، لأنه رجل عظيم.
كان لي حظين في الدنيا، الأول هو أنه كانت لي أم قامت بكل شيء لأصل إلى ما وصلت إليه و أصبح ليلى عسلاوي التي أمامكم ، و الثاني زوجي، نقول عادة «وراء كل رجل عظيم امرأة» و أنا أقول خلف كل امرأة ناجحة يوجد رجل عظيم. أنا الآن بصدد تأليف الكتاب، لكنني لا أزال في بدايته.
. لو يعرض عليك حاليا منصب وزيرة هل توافقين و أي وزارة ستختارين ؟
ـ لن أختار أي شيء، و سأقول لك السبب، لدي الآن وزارة جميلة جدا هي حفيداتي الاثنتين.
. ألم تفكري في ترجمة كتبك إلى العربية؟
ـ صحيح الأغلبية يقرأون باللغة العربية و يسعدني حقا أن يطلع الشباب على كتاباتي بعد أن تترجم إلى العربية، بالاتفاق مع الناشر .
حاورتها إلهام. ط