عجزت أمس، مولودية باتنة عن اجتياز عقبة ضيفها شباب جيجل، مكتفية بنقطة واحدة في مقابلة اتسمت بالإثارة والاندفاع البدني، ولو أن المحليين كانوا السباقين إلى صنع اللعب، بواسطة الهجمات والضغط على منطقة الحارس متحزم الذي تلقى هدفا مبكرا، حمل توقيع حامية عن طريق ضربة جزاء، استفاد منها فريقه بعد عرقلة جابر(د4).
هدف كان بمثابة إنذار للزوار الذين لم يفقدوا الثقة بالنفس، حيث حملوا مشعل المبادرات، وحاولوا تهديد مرمى عميري، غير أن فرصتي غنام (د7)، وغطوط (د11)، وكذا تسديدة ريغي (د13)، لم تشكل خطرا حقيقيا على الحارس الباتني، بوجود دفاع متماسك.
ورغم ذلك، كان رد فعل أصحاب الأرض سريعا من خلال القيام بالهجمات المرتدة التي قادها زرقين ودخية، لكنها كانت تنقصها الدقة والتركيز، ولم تستغل بالشكل الضروري، في وقت فضل الضيوف تنظيم صفوفهم، لإعادة الأمور إلى نصابها، إلا أنهم عجزوا عن إبراز قدراتهم، بفعل التسرع ونقص الفعالية، رغم فرصة شريك (د21)، وأخرى لغطوط (د24).
الانتشار الجيد للزوار وانضباطهم التكتيكي وحيويتهم في وسط الميدان، جعلت المولودية تسلك منهج الحيطة والحذر، خاصة بعد الخروج الاضطراري للمدافع طالبي وتعويضه بزير (د34)، لتفادي تلقي أهدافا، وذلك بتحصين مواقعها الخلفية والاعتماد على الجناحين، حتى وإن لم يجد جابر(د38)، وهريات (د41) الثغرة المؤدية إلى شباك متحزم، قبل أن يفرض رفقاء أبعزيز حصارا شاملا على منطقة البوبية، التي نجت من أهداف محققة، أهدرها ريغي وغنام وحتى قوميدي في الخمس دقائق الأخيرة من الشوط الأول.
المرحلة الثانية، دخلتها كتيبة النمرة بكثير من العزم على تدارك تأخرها من خلال الرفع من نسق الهجومات، في غياب التركيز، خاصة بالنسبة لريغي الذي تلقى إنذارا مجانيا (د49)، وكذا بغدة الذي كاد هز شباك عميري، لو لا التسرع عند الدقيقة(57).
ومع مرور الوقت، حاول أشبال حموش امتصاص حرارة منافسهم، حيث صعدوا من حملاتهم، مما سمح لدخية بتوجيه قذفة قوية مرت جانبية (د64)، وأخرى عن طريق زرقين (د69).
بعدها انتعش اللعب أكثر، في ظل ارتفاع درجة الضغط النفسي، سيما بالنسبة للباتنيين، الذين بدت عليهم علامات الإرهاق ما كلفهم هدفا لصالح الشباب من طرف بوناب في الدقيقة (87)، معدلا بذلك النتيجة وسط حيرة الجمهور الحاضر، لتبقى الأمور على حالها حتى نهاية اللقاء، بتعادل يحمل طعم الخسارة بالنسبة للبوبية. م ـ مداني