الاثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

تلويث مياه السدود.. جريمة في حق البيئة و الإنسان

تواجه سدود الجزائر تحديات كبيرة في السنوات الأخيرة بعد أن أصبحت عرضة لمختلف أشكال الاعتداءات المباشرة و غير المباشرة، فبعد سرقة مياه السدود و إصابتها بالجفاف و التوحل ببعض مناطق الوطن، جاء دور المبيدات الكيماوية و الأسمدة عالية التركيز لتعقد الوضع أكثر، و تعيق جهود حماية الثروة المائية الوطنية المهددة بمخاطر كبيرة.  
إعداد :  فريد  غربية 
و تعد الكارثة التي حلت بسد مجاز بقر بقالمة منذ أيام قليلة واحدة من هذه المخاطر المثيرة للقلق بخصوص مستقبل المسطحات المائية في الجزائر.
آلاف الأسماك نفقت و لفظتها المياه على الشاطئ في مشهد مثير للحيرة و التساؤل، الكثيرون يعتقدون بان مواد سامة تكون قد دخلت مياه السد الصغير و لوثتها، متسببة في تدمير الثروة السمكية الهائلة التي كانت تعيش بالسد الموجه للنشاط الزراعي بسهل الجنوب الكبير بقالمة.
في غضون ساعات قليلة انتهت كل الأسماك تقريبا، و أصبحت بيئة السد  موبوءة، ملوثة لا تصلح لعيش الكائنات المائية، و في مقدمتها أسماك المياه العذبة التي زرعت هناك منذ عدة سنوات لتكون مصدر عيش للصيادين، و عاملا من عوامل التوازن الإيكولوجي للسد.
و لا يعرف لحد الآن من قام بتلويث سد مجاز بقر بقالمة، و ربما سدود أخرى و لكن بدرجة لم تثر الانتباه لأنها لم تقتل الأسماك، و لم تغير لون المياه.
و لا يستبعد المهتمون بالثروة المائية بالمنطقة أن تكون مبيدات كيماوية، و أسمدة عضوية عالية التركيز، وراء ما يحدث في سد مجاز بقر الواقع ببلدية عين مخلوف جنوب قالمة، حيث يعتقد بأن الفيضانات الأخيرة التي اجتاحت المنطقة تكون قد حملت معها هذه المواد الملوثة إلى عمق السد، و أثرت على التركيبة الفيزيائية للمياه، متسببة في تدمير الثروة السمكية بشكل كلي تقريبا، في واحدة من أسوأ الكوارث البيئية بالمنطقة منذ عقود طويلة.
و حسب قوانين الصحة و المياه و البيئة السارية المفعول بالجزائر، فإن تلويث المياه العذبة الموجهة للاستهلاك البشري و النشاط الزراعي يعد جريمة في حق البيئة و الإنسان، لكن النصوص القانونية وحدها لا تكفي لحماية الثروة المائية بالجزائر، فهناك مطالب ببذل مزيد من الجهد لحماية السدود الصغيرة و الكبيرة، و توسيع هذه الحماية إلى حوض المصب أين يتواجد الخطر الكامن في الأنشطة الزراعية و الصناعية، و مجاري الصرف و التربة و الأوحال المحملة بمواد ملوثة و مؤثرة على الوسط المائي، أين تعيش الكثير من الكائنات الحية، بينها أسماك و طحالب، تعد من أهم عوامل التوازن الإيكولوجي بالوسط المائي.
فريد.غ

من العالم
موجات ارتفاع درجات الحرارة والأمطار قد تشتد وتطول
نقلت وكالة رويترز عن علماء المناخ قولهم إن موجات ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف وهطول الأمطار الغزيرة قد تصبح أكثر حدة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية مع تسبب الاحتباس الحراري في إطالة أمد أنماط الطقس في ذات المنطقة..
وأضافوا أن هناك خطر من حدوث ظواهر جوية بالغة الحدة في أمريكا الشمالية وأوروبا وأجزاء من آسيا بسبب اضطرابات في الرياح التي تهب على ارتفاعات عالية وهو ما يرجع لأثر انبعاث الغازات الضارة المسببة للاحتباس الحراري.
وقال ديم كومو كبير الباحثين في دراسة أجراها معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ في الجامعة الحرة بأمستردام ”الطقس الصيفي سيصبح أطول أمدا على الأرجح.. المزيد من الفترات الحارة الجافة.. أيضا فترات أطول من هطول الأمطار على الأرجح“.
وكتب باحثو الدراسة أن استمرار أنماط الطقس لفترات أطول سيهدد إنتاج الغذاء. وقالوا ”استمرار الأحوال الجوية الحارة والجافة في غرب أوروبا وروسيا وأجزاء من الولايات المتحدة يهدد إنتاج الحبوب في تلك المناطق الأساسية“.
ويعد الفارق بين درجات الحرارة في الدائرة القطبية وفي جنوبها الأكثر دفئا عاملا أساسيا في تحريك الرياح التي تتسبب في الأحوال الجوية حول العالم. وبالتالي فإن تقلص هذا الفارق يجعل حركة الرياح أبطأ مما يتسبب بدوره في استمرار الأمطار أو درجات الحرارة المرتفعة لفترات أطول.  
فريد.غ

ثروتنا في خطر
مياه الصرف الصحي  الخطر الكامن في غذائنا
أصبحت الخضر و الفواكه المسقية  مصدر قلق كبير للجزائريين بعد ارتفاع خطر الأمراض المتنقلة عن طريق المياه، كالتيفويد والكوليرا و غيرها من الأمراض النائمة في غذائنا القادم من مواقع مثيرة للقلق وأصبحت محل تساؤلات ملحة في السنوات الأخيرة.  
و لم يعد الجزائريون ينظرون بعين الرضى للخضر و الفواكه و حتى اللحوم المعروضة في الأسواق الوطنية و تسللت إليهم الشكوك حول نزاهة المنتج و مدى احترامه لمقاييس الصحة و البيئة، في ظل ما يوصف بالجشع الذي أصاب الكثير من منتجي الغذاء في الجزائر.  
ويعد السقي بمياه الصرف الملوثة من أكبر المخاطر الكامنة في غذائنا، و عندما يقدم منتج الغذاء على هذا الفعل المدمر فإنه لا يضر صحة الإنسان فقط، بل يفسد البيئة و يؤثر على التوازن الإيكولوجي للوسط الطبيعي، و خاصة عندما تضاف مياه الصرف الصحي للمبيدات الكيماوية و الأسمدة العضوية، حيث تتفاعل الكثير من المعادن الثقيلة الموجودة في مياه الصرف الصحي، مع معادن أخرى موجودة في الأسمدة و المبيدات الكيماوية، و تنتج عن هذا التفاعل مخاطر كبيرة على الصحة و البيئة مع مرور الزمن.  
و تبذل فرق الرقابة بالجزائر جهودا مضنية لمكافحة السقي بالمياه الملوثة، لكن الظاهرة آخذة في التصاعد بين سنة و أخرى، بسبب تغير سلوك المنتجين، و زيادة الحاجة للغذاء، و استمرار موجات الجفاف، و ندرة مياه السقي بالأقطاب الزراعية الكبرى.  
فريد.غ       

أصدقاء البيئة
الشاب عبد الرحيم حاجوجي ابن بلدية الركنية
من حماة البيئة و مستكشف الطبيعة العذراء بقالمة
يعد الشاب عبد الرحيم حاجوجي ابن بلدية الركنية واحدا من المدافعين عن البيئة بولاية قالمة، و مستكشفا بارعا لمواقع طبيعية عذراء، مازالت لم تطلها يد البشر التي تكاد تأتي على كل أخضر جميل، و تحوله إلى دمار.    
يهوى الطيران بالمظلة، و ركوب الدراجة النارية السوداء الكبيرة للتنقل في البراري الواسعة، و الوصول إلى مواقع طبيعية ساحرة بينها جبال صخرية صعبة، و سهول و أودية و شعاب، و كهوف سحيقة، بقيت عصية على الدخول عقودا طويلة، بسبب العزلة و الخوف من المغامرات الخطيرة، و قلة المستكشفين الهواة من عشاق الطبيعة و البيئة العذراء.  
أطلق عليه أصحابه رجل البرية الذي لا يكل و لا يمل، فهو دائم الترحال عبر جبال و أودية و سهول الإقليم الغربي، يشارك باستمرار في جولات الروندوني التي تقام بالمنطقة، و دورات الطيران التي ينظمها نادي الركنية للطيران بقيادة إبراهيم فركوس، يقضي أياما طويلة بين أحضان الطبيعة يستكشف أسرارها، و يدافع عنها، و يدعو إلى حمايتها من أشكال التعدي التي تطالها في السنوات الأخيرة.  
و يقود عبد الرحيم جهودا مضنية لحماية البيئة و الطبيعة رفقة أصدقائه الآخرين، الذين يدعمونه و يشجعونه على مواصلة رحلات الاستكشاف للتعريف بكنوز المنطقة.    
فريد.غ  

مدن خضراء
في توجه جديد لتحسين إطار الحياة العامة بولايات الجنوب
حدائق و مسابح في قلب الصحراء الكبرى
تتوجه ولايات الجنوب الجزائري إلى تحقيق مسعى التنمية المستدامة و تغيير الصورة النمطية القديمة التي تختزل المدينة الصحراوية النائية في الحرارة و غبار الرمال المتحركة و المعيشة الصعبة، فقد تمكنت عدة ولايات صحراوية من إطلاق مشروع المدينة الخضراء الصديقة للبيئة و الإنسان، على مساحات واسعة تجعلك أقرب إلى الشريط الشمالي الأخضر منه إلى قلب الكثبان الرملية الصفراء.  
و تعد حدائق التسلية و النزهة بورقلة و بسكرة نموذجا للتنمية المستدامة بالمنطقة، فهي تجمع بين المكونات الطبيعية المتنوعة و الرفاهية و السعادة من خلال المنتجعات الصديقة للبيئة أين تجد أصناف الأشجار و الأزهار، و الحيوانات و الطيور، و المسابح الزرقاء، و منصات الألعاب و مرافق الخدمات المبنية بمواد طبيعية ملائمة لهذه المنتجعات التي غيرت وجه مدن الصحراء الجزائرية، التي عانت من الحرمان ونقص المرافق عقودا طويلة.  
و يحرص المهندسون على تصميم نماذج حية للمدينة الخضراء المكونة من حدائق و مسابح و فنادق و منصات ألعاب و مواقع للراحة و الاستجمام تنقلك من قلب الصحراء إلى أقصى الشمال.  
و أصبحت حديقة البكرات الجديدة،على طريق ورقلة حاسي مسعود مدينة صغيرة خضراء فيها كل مقومات الحياة و السعادة و الجمال، هنا تجد الحياة البرية ماثلة للعيان، كما تجد مقومات الحياة السعيدة بين الكثبان الرملية، كأنك في واحة دائمة الاخضرار تتغذى من منابع مائية لا تنضب.                                            
فريد.غ 

 

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com