تواجه الحياة البرية بالجزائر تحديات كبيرة تهدد مستقبلها، و مستقبل التوازن الإيكولوجي الهش، ولم تعد التغيرات المناخية وحدها المتسبب في الوضع المقلق، فهناك عوامل أخرى لا تقل خطورة عن أضرار المناخ، بينها زحف العمران و تجريف الغابات و الاتجار غير المشروع بمكونات الحياة البرية من حيوانات و طيور و نباتات، و مع مرور الزمن راجت هذه التجارة عبر مختلف مناطق الوطن و أصبحت لها أسواق تحقق مداخيل مغرية شجعت على مزيد من الجشع و استهداف النظام البيئي الوطني الذي يمر بوضع صعب.
إعداد : فريد غربية
و قد أصبحت تجارة الحياة البرية بالجزائر مصدر قلق لحماة البيئة و المشرفين على قطاعات الغابات و البيئة و العدالة و الأجهزة الأمنية و الجمارك، و تعمل هذه الهيئات على صد شبكات الاتجار بعناصر الحياة من خلال برامج للحماية و التدخل و الوقاية و تفعيل القوانين السارية المفعول، و تنظيم هذا النوع من التجارة و خاصة المتعلقة بالنباتات الطبية ذات الفوائد الاقتصادية و الصحية الهامة. و تقود المديرية العامة للغابات مخطط مكافحة الاتجار بمكونات الحياة البرية بالتنسيق مع منظمات دولية مهتمة بحماية الحياة البرية و هيئات وطنية ذات صلة، مؤكدة في ورشة تكوين عقدتها بالعاصمة مؤخرا بأن بعض أنواع الطيور والحيوانات و النباتات البرية أصبحت بالفعل مهددة بالانقراض بسبب الصيد الجائر و الاستهداف المباشر من قبل شبكات الاتجار بمكونات الحياة البرية بالجزائر. و أصبحت الكثير من أنواع الطيور البرية بالجزائر عرضة للصيد الجائر و حتى التهريب إلى خارج الحدود، و بدأت هذه الأصناف تتراجع بين سنة و أخرى حتى ان البعض مكنها يكاد يختفي تماما من المواقع الطبيعية التي كانت تعيش فيها منذ عقود طويلة قبل حدوث التغيرات المناخية و دخول شبكات المتاجرة على خط استنزاف الثروة الوطنية.
و مع انتشار محلات بيع الأعشاب الطبية عبر مختلف مناطق الوطن كثفت شبكات الاتجار بمكونات الطبيعة من نشاطها، و أصبحت الممون الرئيسي لهذه المحلات التي تستقطب المزيد من الباحثين عن علاج مختلف الأمراض، أو ما يعرف بالطب البديل الذي يثير جدلا كبيرا وسط المشرفين على قطاعات الصحة و التجارة.
و توجد بالغابات الوطنية عدة أنواع من النباتات العطرية و الطبية ذات القيمة الاقتصادية الكبيرة، لكنها ظلت غير مستغلة لحد الآن بسبب نقص وحدات المعالجة و التحويل، و مع مرور الزمن تحولت هذه النباتات إلى مصدر استقطاب لشبكات الاتجار بمكونات الطبيعة، و هي تتعرض اليوم لما يشبه الاستنزاف المدمر الذي يكاد يقضي على بعض الأصناف ذات القيمة التجارية المغرية.
و أصبح الأيل البربري و الأرانب البرية و الذئاب و الثعالب و الحجل و طائر السمان البري و الزرزور و المقنين و غيرها من الحيوانات و الطيور المتواجدة بالغابات الجزائرية عرضة للصيد الجائر و المتاجرة غير المشروعة التي تعد من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى الإضرار بالوسط الطبيعي ودفعت بحماة البيئة و الحياة البرية بالجزائر إلى التحرك و مناشدة هيئات الرقابة الوطنية بوضع مخطط يصد هذه الشبكات و ينقذ الثروة البرية من الدمار الذي يلاحقها في السنوات الأخيرة و يهدد بالقضاء النهائي على عدة أنواع منها، و خاصة النباتات البرية ذات القيمة الطبية و الاقتصادية الكبيرة. فريد.غ
من العالم
2018 رابع أكثر الأعوام سخونة والمزيد قادم
نقلت وكالة رويترز عن الأمم المتحدة قولها في تقرير حول التغيرات المناخية بأن العام الماضي كان رابع أكثـر الأعوام سخونة على الإطلاق وأن التوقعات تشير إلى أن ارتفاع الحرارة يقترب من مستويات تعتبرها معظم الحكومات خطيرة على كوكب الأرض. ومن بين الأحوال الجوية المتطرفة التي شهدها عام 2018 حرائق الغابات في كاليفورنيا واليونان، والجفاف في جنوب إفريقيا والفيضانات في ولاية كيرالا الهندية. وتتسبب المستويات القياسية من انبعاثات الغازات الناجمة في الأساس عن حرق الوقود الأحفوري في حبس مزيد من الحرارة داخل الغلاف الجوي. وذكرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة استنادا إلى بيانات من هيئات الأرصاد الأمريكية والبريطانية واليابانية والأوروبية أن متوسط درجات حرارة سطح الأرض في 2018 كان أعلى بمقدار درجة مئوية عن مستوياتها قبل الثورة الصناعية.
وقال بيتيري تالاس الأمين العام للمنظمة في بيان ”اتجاه درجات الحرارة في الأمد الطويل يتجاوز بكثير أهمية ترتيب السنوات الفردية وهذا الاتجاه آخذ في التصاعد“. وأضاف أن ”أحر عشرين عاما مسجلة كانت خلال الأعوام الاثنين والعشرين الماضية“. ولمكافحة ارتفاع الحرارة وافقت نحو 200 حكومة على اتفاقية باريس للمناخ في عام 2015 للتخلص تدريجيا من استخدام الوقود الأحفوري والحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى درجتين مئويتين أعلى من مستويات ما قبل الثورة الصناعية في حين ”تبذل جهود“ لتكون الزيادة 1.5 درجة.
ووفقا لبيانات المنظمة العالمية للأرصاد التي تعود للقرن التاسع عشر كان عام 2016 هو الأكثـر حرارة بسبب ظاهرة النينيو في المحيط الهادي تليه سنوات 2015 و2017 و2018.
فريد.غ
ثروتنا في خطر
ولاية تبسة تعتزم معالجة الوضع
مياه الصرف تحاصر غابات النخيل بنقرين
ناشد سكان بلدية نقرين والي ولاية تبسة بالتدخل العاجل للقضاء على مشكلة مياه الصرف الصحي، التي تحوّلت إلى كابوس يؤرق حياتهم منذ ما يقارب 3 سنوات، بعد أن اجتاحت المنطقة في شهر ماي من عام 2016 فيضانات، أتلفت قنوات الصرف الصحي عن آخرها.
السيول الجارفة، وبعد أن أتلفت قنوات الصرف الصحي، تكونت بركة من المياه القذرة محاذية لمدرسة سعودي عبد الله ومركز التكوين المهني و التمهين، ومع مرور الأيام والشهور بدأت هذه المياه تتسرب إلى أن وصلت إلى المسجد القديم الذي عرف عملية ترميم واسعة، وكذا القصور القديمة التي تشتهر بها بلدية نقرين، وغابات النخيل الغنية بأجود التمور وجعلتها من المناطق السياحية بامتياز، الأمر الذي أثار حفيظة السكان الذين يقولون أنهم لم يجدوا تفسيرا لعدم تدخل الجهات المعنية لإنقاذهم من كارثة صحية وبيئية، والأغرب في كل ذلك أن أحد المواطنين بالجهة استهواه الموقع فتوجه إلى «منتجع القذارة» على حد وصف أحد أبناء المنطقة الناشطين لممارسة الصيد دون معرفة ماذا يصطاد.
و رغم مرور فترة طويلة على هذه الوضعية البائسة، مازال سكان نقرين ينتظرون بفارغ الصبر، التكفل السريع بوضع حد لهذه المياه القذرة وما تخلفه من أخطار على الصحة العمومية والبيئة، والخطر الكبير الذي بات يهدد سكان بلدية نقرين يكمن في تخوفهم من اختلاط المياه القذرة بالمياه الجوفية، التي تمون المنطقة بماء الشرب، وهو ما قد يؤدي إلى حدوث كارثة بشرية، فضلا على خطورة هذه المياه على ثروة النخيل التي تمتاز بها نقرين، باعتبار أن المياه القذرة تصب في الغابات نظرا لوجودها في منحدر، مما يسهل تسربها واختلاطها بالمياه العذبة.
و قالت مصادر بأن ولاية تبسة تولي أهمية كبيرة للوضع البيئي الصعب الذي تعاني منه قصور و واحات نقرين بسبب التلوث بمياه الصرف الصحي.
ع.نصيب
أصدقاء البيئة
طالبات يكتشفن الحظيرة الوطنية لتازة في جيجل
قامت، مؤخرا، طالبت بالإقامة الجامعية بوساعة عبد الرحمان بجيجل، بزيارة بعض المرافق التابعة للحظيرة الوطنية لتازة، أين اكتشفن بعض المعالم البيئية التي تزخر بها الحظيرة.
و أوضحت مصادر النصر بأن الحظيرة، استقبلت 80 طالبة جامعية مقيمة، فضلن التجول عبر بعض مرافق الرئة البيئية بجيجل، أين تعرفن عن قرب عن متحف الطبيعة للحظيرة، وكذا المشتلة البيداغوجية التي تضم أنواعا عديدة من الشجيرات، و تعرفنا على طريقة إعدادها، و الاعتناء بها من قبل المصالح المختصة التابعة للحظيرة، و قد حاولت بعض الطالبات التعرف على طريقة غرس الشجيرات، و ظروف المحافظة عليها، وقد أبدين رغبة في تعلم التقنيات المعتمدة، بحكم تخصصاتهم العلمية الموافقة مع الحفاظ على البيئة.
كما قمن بزيارة مركب واد دار الواد كأهم منطقة رطبة داخل إقليم الحظيرة الوطنية لتازة، و أوضح مصدر مسؤول بأن الاهتمام بالطبيعة قد شهد مؤخرا تزايدا من العنصر النسوي، أين قامت العديد من الطالبات بزيارة الحظيرة و التعرف عن قرب على ما تحتويه من إمكانيات طبيعية.
و تجدر الإشارة بأن الإقامة الجامعية بوساعة عبد الرحمان كانت السباقة في إنشاء نادي بيئي يتكون من العديد من الطالبات المهتمات بالبيئة، و قد قمن بعدة نشاطات سبق للنصر أن تطرقت إليها، و من المتوقع أن يحدث النادي المفاجأة خلال هذه السنة.
كـ. طويل
مدن خضراء
بددت الصورة المقرفة لمساحات التيف و الخرسانة
أطلقت وزارة الداخلية و الجماعات المحلية مشروعا كبيرا للقضاء على مساحات اللعب الجوارية القديمة، و استبدالها بملاعب جديدة من العشب الاصطناعي الأخضر الذي بدد الصورة النمطية القديمة لمساحات التيف و الخرسانة التي ظلت تشوه المدن و القرى سنوات طويلة، و أصبحت مصدر خطر على بيئة الوسط الحضري.
و يندرج مشروع فضاءات اللعب الخضراء في إطار المساعي الرامية إلى بناء مدن خضراء تستجيب للتحولات الاقتصادية و الاجتماعية و حتى المناخية المتسارعة التي تعرفها الجزائر في السنوات الأخيرة.
و إلى جانب مهمتها الأساسية كفضاءات لعب و ترفيه، فإن المساحات الخضراء الجديدة أضفت جمالا مميزا على الأحياء السكنية و بددت الصور المقرفة للفضاءات القديمة التي فقدت أهميتها و تحولت إلى بؤر للنفايات و السلوكات الاجتماعية المقلقة.
و تراهن العديد من ولايات الوطن على الملاعب الجديدة لإنجاح مشروع المدن الخضراء النظيفة و المضاءة، و الاستجابة لمطالب السكان الرامية إلى تحسين إطار الحياة العامة و التوجه بقوة إلى تنمية مستدامة تعتمد على النظم البيئية الحديثة في مجالات البناء و الطرقات و الحدائق، و أنظمة الإنارة و مساحات اللعب.
و قد فقدت الكثير من مدن و قرى الجزائر جمالها في السنوات الأخيرة بسبب فوضى العمران و إهمال الجانب البيئي و الجمالي، و هي تحاول اليوم تدارك الوضع من خلال مشاريع جوارية صغيرة لكنها ذات قيمة كبيرة، بينها الحدائق و الملاعب الجوارية الخضراء التي بدأت في الظهور عبر الأحياء الشعبية الغارقة في الفوضى و النفايات.
فريد.غ