مازالت عمليات قطع الأشجار والاعتداء على الغطاء النباتي بطرق عشوائية تسجل من حين إلى آخر، بالأوساط الحضرية في الجزائر، رغم وجود قوانين تمنع هذه الممارسات وتفرض عقوبات ردعية على مرتكبيها، لكن هذه الإجراءات ظلت مجرد حبر على ورق، وهو ما أدى إلى انتشار أكبر لهذه الظواهر السلبية التي تضر بالبيئة والمحيط.
إعداد : لقمان قوادري
وما يلاحظ عبر العديد من التجمعات السكانية بالأوساط الحضرية وشبه الحضرية، هو قيام العديد من المواطنين بقطع الأشجار أو إزالة مساحات خضراء تحت مبررات وحجج كثيرة، فمنهم من يتحجج بكونها مصدرا للبعوض والحشرات، ومنهم من يبرر فعلته بحجب أغصانها للضوء وكثير من يقوم بإزالتها لإنجاز توسعات .
فعلى سبيل المثال، فقد لاحظت النصر ، مؤخرا بالمدينة الجديدة علي منجلي، قيام أحد السكان بقطع ثلاث أشجار دفعة واحدة من مساحة خضراء تقع بجوار منزله ، بحجة أن السيارات تركن بالرصيف كما يجلس شباب الحي تحت ظلها المقابل لبيته، فيما لم تحرك السلطات ساكنا لهذا الفعل، بل على العكس فقد قامت مؤسسة التسيير الحضري بجمع مخلفات القطع.
وقبل أسابيع، قام صاحب محل بإجراء توسعة فوضوية بمحله، حيث قطع شجرة مثمرة غرست منذ سنوات بالرصيف، دون أن يجد رادعا، رغم أن قطع الأشجار بالأوساط الحضرية يخضع لجملة من الإجراءات القانونية، من بينها الحصول على قرار أو رخصة من لجنة مشتركة تتكون من قطاعات الغابات، والتعمير و البيئة و البلدية.
وتقر القوانين ، أنه على أي شخص معنوي أو مادي ، وقبل شروعه في عملية القطع أو القطع أو التلقيم أو إجراء أي تعديلات على الغطاء النباتي، أن يستصدر ترخيصا قبل القيام بأي عملية مهما كان نوعها ، كما يجب عليه أن يمضي على التزام يتعهد فيه بتعويض ما تم إزالته ، وفي حال عدم تطبيقه للإجراءات القانونية المعمول بها فإنه يتعرض لعقوبات جزائية.
ويتسبب القطع العشوائي والمساس بالغطاء النباتي ، في تهديد أمن المواطن وأساسات البنايات و المنشآت، لما ينجم عنه من تحركات للتربة، كما أنّ عملية القطع في الوسط الحضري بالقرب من المؤسسات لابد أن تخضع لإجراءات أمنية للحفاظ على سلامة المواطنين، كما يسبب مثلما أكد رئيس جمعية حماية البيئة والطبيعة بقسنطينة عبد المجيد سبيح، في أضرار نفسية لأصدقاء البيئة الذين يقومون بحملات تشجير دورية ويثبط كما قال، من معنوياتهم.
ويؤكد المتحدث، أن المنظومة القانونية في الجزائر قد سنت قانون 13 ماي 2007 ، الذي ينظم تسيير المساحات الخضراء، ولابد من تطبيقه كما قال بحذافيره، لاسيما ما تعلق منه بالعقوبات الجزائية والمالية ، حيث أن عمليات الإزالة كما أكد لها من الأضرار الكثيرة على صحة الإنسان ومختلف الكائنات الحية.
ل/ق
من العالم
من خلال «حياة جديدة لسمكة»
الجزائر تفتك المرتبة الأولى في المهرجان الدولي لأفلام البيئة
اختتمت الدورة العاشرة للمهرجان الدولي لأفلام البيئة، في مدينة شفشاون المغربية، المعروفة باللؤلؤة الزرقاء، بالإعلان عن الأفلام الفائزة في فئات المسابقات الأربع، حيث كان للجزائر نصيب بعد أن تحصلت على المرتبة الأولى في فئة أفلام الهواة.
المهرجان من تنظيم جمعية تلاسمطان للبيئة والتنمية، بالتعاون مع المركز السينمائي المغربي والمهرجان الدولي لأفلام البيئة في برشلونة، حيث تم فيه تكريم الأمين العام للمنتدى العربي للبيئة والتنمية نجيب صعب، لدوره في تعميم الوعي البيئي بالعالم العربي، كما تم تكوين لجنة تحكيم للأفلام المشاركة في المسابقة، حيث تكونت اللجنة من المخرج الفرنسي دينيس ديليستراك، ومدير مهرجان برشلونة الدولي جوم جيل ليوبارت، وكذا السينمائية المكسيكية سيلفانا غيسوالدو ونجيب صعب.
وفي الفئة الاحترافية، حل « فيلم على الخطوط الأمامية” من موزمبيق أولا في مسابقة الأفلام الطويلة، يليه الفيلم البريطاني «الحيتان»، أما في فئة الأفلام القصيرة، تحصل شريط «أجساد» للمخرج المغربي بلال هشام على الجائزة الأولى، وشريط “بعد الانهيار” للفرنسي مكسيم تيبرغين على الثانية.
وفي فئة أفلام الهواة، حل فيلم “حياة جديدة لسمكة” للجزائري مصطفى بنغرنوط في المرتبة الأولى، وهو إنتاج عن تجربة ناجحة في بناء شعاب اصطناعية للأسماك، ألهمت العديد من الشباب على الساحل الجزائري، أما في فئة نوادي المؤسسات التعليمية، فحصد شريط “الصرخة الزرقاء” للمغربي وليد عبد المجيد الجائزة الأولى.
ل/ق
ثورتنا في خطر
السلطات مطالبة بالتدخل العاجل
النفايات الصلبة تهدد وجود غابة أشجار اللوز بعلي منجلي
يشتكي سكان بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، من قيام مقاولات ومواطنين برمي النفايات الصلبة بغابة أشجار اللوز، الواقعة بمحاذاة طريق الوزن الثقيل مقابل المستشفى العسكري، حيث حذروا من حدوث تدهور بيئي بالمكان.
وتعتبر غابة أشجار اللوز الواقعة بالامتداد الجنوبي لعلي منجلي، من بين المساحات الخضراء القليلة المتواجدة في المدينة الجديدة، لكن يبدو أنها تحولت لمفرغة للنفايات الصلبة التي لاحظنا وجودها في شكل أكوام متفرقة، حيث أصبحت بعض المقاولات تتخذ من تلك الغابة مكانا لإفراغ مخلفات البناء، كما يقوم بعض المواطنين ممن يقومون بأشغال بناء أو تهيئة على مستوى منازلهم برمي نفاياتهم هناك، علما أن تلك الأشجار مثمرة.
وتعد هذه الغابة فضاء ترفيهيا ومن المساحات الخضراء القليلة في المدينة، كما تتخذها بعض العائلات كمكان للراحة والتخلص من ضغوطات الحياة اليومية، و تعتبر أيضا فضاء مناسبا لبعض الرياضيين لممارسة رياضة الجري.
وأمام هذا الوضع، فإن السلطات المحلية مطالبة بالتدخل العاجل، لوقف هذا التعدي الصارخ على الطبيعة، فضلا عن تسجيل عملية لتهيئة المكان بما يتوافق مع المعايير المعمول بها للمحافظة على طابعه الطبيعي وحمايته من أيادي المفسدين ، فيما طالبت تنسيقية أحياء علي منجلي السلطات بضرورة وضع حد لهذه التجاوزات غير المسؤولة و النظر في كيفية استغلال هذه الثروة المهملة. حاتم/ب
اصدقاء البيئة
عرضا مشروعا لرسكلة النفايات والعمارة البيئية
شرف الدين ومقداد يتوجان بالمرتبة الثالثة وطنيا لأحسن النوادي الخضراء
توّج النادي الأخضر بمؤسسة دار الشباب ببلدية أم علي الحدودية بولاية تبسة في أول مشاركة له بالمرتبة الثالثة وطنيا، في اللقاء الوطني التاسع للنوادي الخضراء، الذي احتضنته ولاية بومرداس الأسبوع الماضي.
والتقت النصر بكل من «عوايشية شرف الدين وصخري مقداد، اللذين مثلا دار الشباب، في هذا اللقاء الوطني، الذي شارك فيه ناشطون يمثلون 25 ولاية، حيث قاما بعرض مشروعين بيئيين هامين ، الأول يتمثل في إعادة رسكلة مواد مستعملة في المنزل والشارع والسيارة ، وإعادة تحويلها إلى تحف فنية رائعة، ككراسي، وسلال مهملات، وصناديق مزخرفة، أما الثاني فهو عبارة عن عمارة صديقة للبيئة تعمل بالطاقة الشمسية، و فيها نظام خاص لرمي وتجميع القمامة.
وقد عبر الفائزان ، عن فرحتهما الكبيرة بهذا التتويج المستحق، الذي حققاه في هذا اللقاء ، خاصة وأنهما الوحيدان الممثلان لولاية تبسة، وأكدا أن هذا اللقاء، يعتبر فرصة لإظهار مساهمات الشباب في الجمعيات والنوادي و المؤسسات الشبانية، لتثمين البيئة والمحيط، من أجل مستقبل أفضل للأجيال.
و تم في هذا اللقاء بحسب محدثينا، عرض مشاريع ذات أبعاد بيئية ومجتمعية وأخرى اقتصادية، كما قال صديقا البيئة إنهما وقفا على وجود عدة مشاريع قادرة على خدمة البيئة، وأخرى ذات أبعاد اقتصادية لكنها بحاجة إلى دعم وتثمين، ليتمكن أصحابها من تجسيدها على أرض الواقع، كما ذكر الشابان أن كل الشباب المشارك، رفعوا إشكالية نقص الدعم من أجل تجسيد مشاريع مصغرة جالبة للقيمة المضافة وخلق مناصب شغل، كما طالبوا بمضاعفة هذا النوع من المعارض .
ع.نصيب
مدن خضراء
انتشرت بكثـرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي
دعوات لزرع بذور الأشجار المثمرة في المدن والقرى
تزايدت خلال الأسابيع الأخيرة دعوات العناية والاهتمام بالبيئة عبر وسائط الاتصال الاجتماعي، حيث دعا ناشطون جزائريون إلى زرع بذور الأشجار المثمرة في المدن والغابات والقرى، حيث عرفت هذه الدعوات تفاعلا كبيرا في انتظار أن تجسد في الميدان.
وانتشرت نداءات كثيرة عبر مختلف الصفحات سواء الناشطة في مجال البيئة أو العادية منها، تدعو فيها الجزائريين إلى العناية بالبيئة ومضاعفة حملات التشجير، ولعل أهم حملة لاقت تفاعلا واستحسانا في أوساط رواد مواقع التواصل الاجتماعي، هي حملة زرع بذور الفواكه الموسمية، حيث استغل ناشطون انخفاض أسعارها وإقبال الجزائريين عليها، بالدعوة إلى تجفيف البذور وتخزينها في أغلفة ورقية ثم رميها في أي مكان خال يصلح للغرس، سواء في البرية أو داخل التجمعات العمرانية.
وما ساعد على انتشار الفكرة، مثلما تداولته تلك الصفحات، هو نجاح هذه الفكرة بالعديد من البلدان الآسيوية على غرار أندونيسيا وماليزيا، كما أطلقت حملة واسعة تهدف إلى رفع الوعي بأهمية غرس الأشجار، ودورها في تخفيض درجة الحرارة، لاسيما وأن مدن وأرياف البلاد تعيش على وقع موجات حر لم تعهدها الجزائر من قبل، تسببت في أضرار بيئية كثيرة.
وقد انطلق الحراك البيئي، قبل أشهر بالجزائر بالموازاة مع الحراك الشعبي، لكنه تراجع بشكل ملحوظ، قبل أن تعود الصفحات الناشطة والجمعيات، إلى تذكير الجزائريين بالمبادئ الأساسية لاحترام البيئة والدور الإيجابي لها على الحياة الصحية والاقتصادية للإنسان.
ل/ق