تواجه البيئة الحضرية و الوسط الطبيعي بالجزائر مخاطر بيئية كبيرة بعد أن اكتسحتها النفايات الصلبة على نطاق واسع، و ألحقت بها أضرارا بالغة في غفلة من فرق الرقابة و حماة البيئة، و ضعف إجراءات الحماية على مستوى البلديات، التي اتخذت موقع المتفرج على الدمار المتواصل الذي تتعرض له المواقع الخضراء بالمدن و القرى، و الوسط الطبيعي، كالغابات و المجاري الطبيعية و مصادر مياه الشرب.
إعـــداد : فـريـد غـربـيـة
و بعد انطلاق مشاريع الإعمار الكبرى عبر مختلف ولايات الوطن تفاقم الوضع أكثر، و بدأت شركات الإنجاز في التخلص من بقايا مواد البناء و الردوم بالوسط الطبيعي، منتهكة قوانين البيئة و الصحة، و وصل الوضع إلى حد الإضرار بمواقع سياحية طبيعية، كما يحدث بالمدينة السياحية حمام دباغ بقالمة عندما تجرأت شركات البناء على إفراغ أطنان من الردوم الصلبة وسط غابة من النخيل و الزيتون و مساحات من العشب الطبيعي و مجرى مائي ساخن ظل قبلة للسياح منذ عقود طويلة.
و بمدينة تبسة قال مراسل النصر بان شركات بناء قد دمرت المئات من أشجار الزينة التي غرستها جمعيات حماية البيئة في السنوات الأخيرة، و حولت الموقع الطبيعي الجميل إلى خراب و دمار تغطيه كتل الرمال و الخرسانة و مواد البناء الأخرى التي ألقتها شركات معادية للبيئة و الصحة العمومية.
و بالرغم من تعدد الجهات المعنية بحماية البيئة من ضبطية قضائية، و مكاتب الصحة و النظافة و جمعيات حماية البيئة، فإن انتهاك الوسط الطبيعي و إغراقه بمواد البناء و الردوم الصلبة مازال متسمرا، و هو في تزايد مقلق، بسبب نمو قطاع البناء و التهيئة الحضرية عبر مختلف مدن و قرى البلاد.
و تعاني ولايات كثيرة في الجزائر من نقص كبير في مراكز الردم التقني للنفايات الصلبة، و ربما تنعدم هذه المراكز تماما بعدة ولايات، مما يدفع بالمشرفين على قطاع البناء و شركات الإنجاز إلى إغراق الوسط الطبيعي بهذه النفايات، التي تعد أكثر خطورة على الصحة و الوسط الإيكولوجي مقارنة بالنفايات العضوية.
و يطالب حماة البيئة و الحياة البرية بالجزائر ببناء مراكز ردم متخصصة في كل ولايات الوطن، و تشجيع الاستثمار في مجال استرجاع مواد البناء للحد من المخاطر البيئية و الصحية الناجمة عن رمي بقايا البناء في الوسط الطبيعي.
و من الصعب إزالة مواد البناء الصلبة من المواقع الطبيعية المتضررة، حيث تتطلب عملية التطهير الكثير من المال و الجهد و الوقت، و ربما يكون الأمر مستحيلا ببعض المواقع التي دمرتها هذه النفايات الخطيرة و صحرتها، و قضت تماما على الحياة البرية فيها.
فريد.غ
من العالم
في أسوأ عاصفة منذ 40 عاما
أمطار و رياح قوية تجتاح مصر و تخلف قتلى و خسائر
نقلت وكالة رويترز عن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي قوله في بيان يوم الجمعة إن نحو 20 شخصا لاقوا حتفهم في مجموعة من أشد العواصف التي تضرب البلاد خلال عقود.
وشهدت مصر أمطارا غزيرة ورياحا قوية بدأت في الساعات الأولى من صباح الخميس واستمرت يوم الجمعة، وقال مدبولي للصحفيين ”لم تشهد مصر مثل تلك الظروف الجوية منذ ما يقرب من 35 أو 40 عاما... نتج عن تلك الظروف الجوية حوالي 20 حالة وفاة على مستوى الجمهورية“.وقالت الحكومة إن 13 شخصا أصيبوا يوم الخميس إثر اصطدام قطارين في القاهرة بسبب الطقس. وأفادت وسائل إعلام محلية بوقوع حالات وفاة نتيجة صعق كهربائي وانهيار جزئي لأبنية وحوادث طرق يومي الخميس والجمعة.
وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تسجيلات فيديو وصور لشوارع بالقاهرة تغمرها المياه مع انتقادات للحكومة بشأن سوء حالة البنية التحتية. وشكا كثيرون من انقطاع التيار الكهربي والمياه لفترات طويلة وسوء حالة شبكات صرف المياه.
ويقول مؤيدو الحكومة إن الحكومة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي ورثت أخطاء من حكومات سابقة متعاقبة منذ عقود وإنها تعمل لتحسين البنية التحتية وتطوير الخدمات.
فريد.غ
ثروتنا في خطر
غرستها جمعية قبل 4 سنوات
1200 شجرة صرو تتعرض للتلف
قالت جمعية جسور، بأن ما يقارب 1200 شجرة صرو، غرستها سنة 2016، في هضبة قارة العمري، أتلفتها الأغنام و الباقي دفن تحت ردوم المقاولين، الذين يأتون بهذه الردوم الصلبة من المدينة ويرمونها في قارة العمري ملحقين أضرارا بالغة بالمحيط الطبيعي الهش.
الجمعية وعلى لسان رئيسها الدكتور « مسعود زرفاوي»، أكدت أن الأشجار التي تجاوز عمرها خمس سنوات في وسط المدينة، تقتلع من أمام المحلات و المنازل بتواطؤ من أصحابها مع المقاول الذي أتى على الأخضر و اليابس، مضيفا بأن جمعية جسور نددت و راسلت كل الجهات المعنية من محافظة الغابات و البلدية و الدائرة و الولاية و البيئة، و لكن لا حياة لمن تنادي، بل الأدهى و الأمر أنهم تمادوا في إلحاق الأذى بالبيئة الحضرية.
جمعية جسور، تتأسف لما طال الشجرة في مدينة الشريعة، و هي على موعد مهم للتشجير و المشاركة في البرنامج الوطني لغرس أربعين مليون شجرة، و هي تتساءل لماذا نغرس الشجرة لتلقى هذا المصير البائس؟ لذلك فهي تعتذر عن وعودها لمواصلة التشجير في هذه المدينة، ما دام الجميع لم يستطع المحافظة على 8 آلاف شجرة بدأت الجمعية في غرسها منذ سنة 2015، معبرة عن أسفها الكبير لقرار التوقف عن هذا العمل البيئي الهام، إلى غاية الحصول على ضمانات من الجهات المسؤولة على حماية الأشجار و المحيط، لأنها تعبت من تهرب الجميع من تحمل المسؤولية، و تقاذف التهم و الكل يتنصل من المسؤولية، وهي ليست مستعدة ولا تقبل بالزج بها في أروقة العدالة لمتابعة أعداء البيئة.
ع.نصيب
اصدقاء البيسئة
محطة الأمل للخدمات بقالمة
نموذج واقعي للمنشآت الصديقة للبيئة
تعد محطة الخدمات «الأمل» بمدينة قالمة نموذجا واقعيا للمنشآت الصديقة للبيئة، في مجال النظافة و استرجاع زيوت المحركات، و تقنيات غسل السيارات و أنظمة صرف المياه المستعملة.
و قد بددت المحطة النموذجية الجميلة تلك الصورة النمطية السوداء التي ظلت تميز محطات الخدمات بولاية قالمة، و تمكنت من التحكم في المخاطر البيئية و الصحية من خلال تقنيات تجميع و تخزين زيوت المحركات، فلا مجال هنا لتلك السوائل المدمرة التي تتسلل عبر شبكات الصرف إلى الوسط الطبيعي كالمجاري الطبيعية و السدود.
خندق تفريغ الزيوت كأنه غرفة نوم هادئة تحت الأرض، لا تكاد تعثر فيها على بقعة زيت واحدة، حيث يحرس العامل هنا على جمع السائل الأسود في إناء نظيف و تفريغه في خزان تحت الأرض عبر فتحة أنبوب بإحدى زوايا المحطة، و عندما يمتلأ الخزان تتصل المحطة بفريق شركة نفطال المتخصصة في جمع و استرجاع زيوت المحركات.
يقول عبد القادر زميتي صاحب المحطة بأنه و عقب كل عملية تفريغ يقوم عمال المحطة بمراقبة الخندق و تنظيفه و استبدال قطع القماش الجميلة التي يمكن أن تتعرض لقطرات زيت و مياه، و يوجد مكان مخصص لجمع المصافي المستعملة، و صناديق لرمي النفايات، مؤكدا للنصر بأن المحافظة على البيئة و الصحة و النظافة هدف رئيسي للمحطة.
و لن تشعر بالملل و الضيق و أنت تنتظر دورك لغسل سيارتك أو تبديل زيت المحرك و المصافي، هنا تجد دورة مياه نظيفة و مصلى و فضاءات أخرى جميلة، و لا تكاد تشعر بأنك في محطة خدمات تفرغ و تستبدل كميات هائلة من الزيوت و المصافي، و تزيل الأتربة و الغبار من السيارات، دون أن تلوث المكان و تصيبه بأذى.
و قد تمكن المهندسون الذين صمموا المحطة النموذجية الجميلة من بناء نظام فعال لصرف مياه الغسل، يعتمد على خنادق صغيرة، و ميل هندسي مدروس يجر المياه الموحلة إلى قنوات الصرف و يمنعها من الاندثار.
فريد.غ
مدن خضراء
كلية العلوم الإنسانية و الاجتماعية بجامعة تبسة
طلبة وأساتذة من أجل منشأة علمية خضراء
في مبادرة تعكس السلوك الحضاري و الحس البيئي لطلبة كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الشيخ العربي التبسي، بادر مجموعة من طلبة كلية العلوم الإنسانية بجامعة تبسة بحملة تطوعية لتنظيف الكلية، بما ينعكس على جماليتها، فضلا على نشر ثقافة الوعي البيئي بالوسط العلمي.
المبادرة، شارك فيها الطلبة و الأساتذة والعمال، الذين لبوا الدعوة و رحبوا بالمبادرة، وقاموا بعملية تنظيف واسعة لكليتهم، في انتظار أن تحذو الكليات الأخرى للقيام بحملات تنظيف، على أمل استمرار مثل هذه المبادرات الحية.
طلبة الكلية، قاموا بحملة تنظيف واسعة، حيث عمل الطلاب والأساتذة والعمال كخلية نحل من أجل نظافة بيتهم الثاني، كليتهم التي احتضنتهم وفتحت لهم صدرها لتلقي العلوم والمعارف.
وتأتي هذه المبادرة انسجاما وتناغما مع توجيهات بعض الطلبة من أصدقاء البيئة الغيورين على وضع كليتهم، وحثهم المتواصل لزملائهم على القيام بالأعمال التطوعية البناءة التي تنسجم مع توصيات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التي تنمي روح العمل الجماعي بين الأسرة التربوية والطلبة و ترسيخ روح المسؤولية لديهم.
عميد الكلية، أكد على أن كليته تقوم بأعمال تطوعية مستمرة، وفي غير أوقات الدوام الرسمي في بعض الأحيان من قبل طلبة وأساتذة وموظفي الكلية خدمة للحرم الجامعي منارة العلم والمعرفة، حتى يظل في أبهى حلة، مضيفا أن هذه المبادرة تعكس وعي الطلبة بضرورة المشاركة في الحفاظ على جمالية كليتهم لتكون نموذجا حيا يقتدى به في النظافة، كما تسهم هذه المبادرة في نشر الوعي البيئي بين الطلبة، وحثهم على المساهمة الفعالة في جهود التنظيف و بناء محيط بيئي ملائم للصحة و التحصيل العلمي.
ع. نصيب