تعد شجرة سرو الطاسيلي بالجزائر من أعراق الأصناف النباتية بالصحراء الجزائرية الكبرى، و تكاد منطقة الطاسيلي بولاية إليزي أن تكون المنطقة الوحيدة في العالم التي ينمو فيها هذا النوع من الأشجار العملاقة، التي ظلت من أهم آثار و معالم الصحراء الكبرى على مدى عقود طويلة، قبل ان تطالها التغيرات المناخية و عبث الإنسان، حيث توشك هذه الثروة الطبيعية على الزوال بمرور الزمن بعد أن نال منها العمر الطويل، و أطبقت عليها الطبيعة الصحراوية القاسية عندما اشتدت من حولها الحرارة القوية و أمسكت السماء ماءها.
ويقول المهتمون بشؤون البيئة و الحياة البرية بالجزائر بأنه لم يبق اليوم إلا 233 شجرة من سرو الطاسيلي التي يطلق عليها السكان المحليون اسم «تاروت»، وتبذل جهود وطنية كبيرة للمحافظة على هذه السلالة العالمية النادرة من خلال برامج البحث و التطوير بالتعاون مع خبراء في علم النباتات في العالم.
شجرة سرو الطاسيلي بالصحراء الجزائرية من فصيلة الصنوبريات وهي مصنفة كتراث عالمي منذ 38 عاما تقريبا، و يتميز هذا الكائن الطبيعي الذي يعيش وسط الصحراء الجزائرية بقدرته على مقاومة الحرارة العالية و الجفاف، لكن هذه المقاومة بدأت تضعف و تحول دون تجدد هذه الثروة الغابية النادرة، و هو ما يقلق العلماء و حماة البيئة بالجزائر، الذي يسعون إلى إنتاج شجيرات جديدة بمختبرات البحث الوطنية و الأجنبية و إعادة توطينها بمحمية الطاسيلي موطنها الأصلي.
و تعول إدارة الغابات بالجزائر على التعاون الدولي و القدرات الوطنية لحماية شجرة تاروت العريقة من خلال انتاج شجيرات فتية بحديقة التجارب بالحامة، و المخابر الأجنبية الرائدة في مجال حماية الأصناف النباتية المهددة بالزوال حول العالم.
و كانت شجرة سرو الطاسيلي العملاقة من أهم معالم الصحراء الجزائرية، فقد ظل هذا الكائن النباتي يقاوم الجفاف، يجلب الأمطار و يوفر أسباب الحياة للسكان المحليين بظلال تحمي الإنسان و الحيوان عندما تشد حرارة الصحراء الكبرى.
وحسب آخر الإحصائيات فإنه لم يبق اليوم إلا 233 شجرة من سرو الطاسيلي العملاقة، حيث توقفت عمليات التجديد الطبيعي لهذه الغابة المتفردة بموطنها و ميزاتها البيولوجية، كالعمر الطويل و الارتفاع و الجذع الدائري الكبير، و القدرة على تخزين المياه بالأوراق السميكة.
و قد بدأت جهود إنقاذ «تاروت» تأتي أكلها، حيث يتوقع إنتاج شجيرات فتية بحديقة التجارب الحامة بالعاصمة، و توطين شجيرات أخرى أنتجتها مخابر أجنبية ضمن برنامج للتعاون يهدف إلى تجديد الغطاء الغابي بحظيرة الطاسيلي، و حماية الأصناف النباتية الأخرى المهددة بالزوال عبر مختلف مناطق البلاد.
و تعد الأمراض النباتية و التغيرات المناخية المتسارعة، و الحرائق و القطع الجائر من أكبر المخاطر التي تهدد الثروة النباتية في الجزائر.
و تواجه البلاد مخاطر تصحر مقلقة، حيث تواصل الصحراء تمددها نحو الشمال، و تظهر صور محرك البحث الفلكي غوغل آرث بأن الشريط الشمالي الأخضر ينكمش باستمرار متأثرا بانعدام مصدات الرمال كالأشجار الغابية الصحراوية، و السد الأخضر العملاق الذي يعد أكبر إنجاز بيئي و اقتصادي تخسره الجزائر منذ سنوات السبعينات، و تحاول اليوم إعادة بنائه مهما كلف من جهد مادي وبشري.
فريد.غ
القائدة هاجر براهمية للصفحة الخضراء: الكشافة الجزائرية في قلب التحدي من أجل بيئة نظيفة آمنة
تعد القائدة الكشفية هاجر براهمية الحائزة على جائزة المنظمة الكشفية الدولية للترجمة من أبرز الكفاءات الكشفية المدافعة عن البيئة و الحياة البرية بالجزائر، مؤكدة للصفحة الخضراء بأن البيئة تعد من قواعد الحياة الكشفية الأساسية.
و قالت هاجر براهمية «الكشاف يحب النبات و يرى في الطبيعة قدرة الخالق، هذا واحد من قواعد الكشافة العشر، الذي يدل على اهتمام الكشاف الكبير بالبيئة و ذلك من خلال الأنشطة المحلية، الجهوية والوطنية.
و بالحديث في الشأن البيئي بالجزائر لابد من الإشارة إلى البرنامج الوطني للبيئة ضمن إطار عالم أفضل حيث تم تجديد برنامج عالمي يسمى «قبيلة الأرض» يعمل من خلاله الشباب الكشفي المهتم بالبيئة على حمايتها من خلال تحديات يتعلم فيها الفرد كيفية التعامل مع المشاكل البيئية للمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، تبدأ هذه الرحلة من الوعي ثم التعاون ثم العمل على تطوير وتنفيذ هذه الإجراءات التي ستحدث فرقا في معالجة تلك المشاكل، عبر ثلاثة تحديات مفتوحة لجميع الكشافين و من خارج الإطار الكشفي؛ الأول تحدي أبطال الطبيعة، و الثاني تحدي تدوير البلاستيك، أما الثالث فهو تحدي الكشافة من أجل الطاقة الشمسية.
إنه إصرار الكشافة الجزائرية دوما على حماية و تطوير الجانب البيئي، و هذا ما نسعى دائما للقيام به في ولاية قالمة من خلال الأنشطة البيئية الكثيرة، من حملات تشجير واسعة، إلى عمليات التنظيف على مستوى البلديات والأحياء، و حتى المشاركة في حماية الغابات من الحرائق و غيرها من الأنشطة الكشفية المتعددة.
إنني كقائدة كشفية أدعو جميع فئات المجتمع بولايتي التي كبرت في صفوف كشافتها، و بجميع ولايات الوطن للعمل على التطوير البيئي بمساعدة الكشافين خلال أنشطتهم البيئية، و أيضا بتوجيه الأطفال للحركة الكشفية ليكونوا أفرادا فاعلين في المجتمع».
فريد.غ
البيئة وكورونا في مجلات الشهر العالمية: دروس من الماضي لمستقبل أفضل
عادت مجلة البيئة و التنمية العربية إلى الحديث عن جائحة كورونا العالمية من خلال أحدث أبرز المقالات في المجلات العلمية العالمية لشهر أوت 2020، قائلة بأن جائحة كوفيد- 19 استمرت في فرض نفسها على الإصدارات الجديدة للمجلات العلمية هذا الشهر. وفي أكثـر من مقال، كانت هناك دعوات للاستفادة من دروس الماضي في مواجهة الأمراض الناشئة، وأهمية إجراء تغييرات بُنيوية في الاقتصاد والصناعة للتكيُّف مع الحوادث المتطرّفة، ودعم الأبحاث لضمان صحة الإنسان والكوكب.
فقد تابعت مجلة ناشيونال جيوغرافيك (National Geographic) اهتمامها بجائحة «كوفيد- 19»، فجاء مقال الغلاف بعنوان «إيقاف الجائحات، ما الذي تعلمناه من أكثـر الأوبئة فتكاً عبر التاريخ؟» و هو ينوّه بالدروس التي نتعلمها من الماضي، ويتساءل عما إذا كنا سنذكر ما تعلمناه عند زوال الخطر القائم.
تضمّن العدد الجديد من مجلة سميثسونيان (Smithsonian) تقريراً خاصاً عن صيّادي الفيروسات، و يبذل العلماء جهوداً مضنية في البحث عن العوامل الممرضة في الحيوانات التي قد تشكل خطراً على الإنسان، وقد نجحوا بالفعل في اكتشاف آلاف الأمراض المحتملة. وينشأ ما يقرب من ثلثي الأمراض التي تصيب الإنسان في الحيوانات.
خصصت مجلة ذا ساينتِست (The Scientist) عددها بالكامل من أجل جائحة «كوفيد- 19». وناقشت في أحد مقالاتها المشاكل المرتبطة بتحديد مؤشر التكاثر الأساسي لهذه الجائحة. و يعبّر هذا المؤشر في علم الأوبئة عن عدد الحالات التي تسببها حالة واحدة خلال مدة ما، فيصف قدرة تفشي العدوى بين من ليس لديهم مناعة، ويساعد في الإجابة على تساؤلات مثل: ما مدى سرعة انتشار الوباء؟ كم عدد أسرّة المستشفيات وأجهزة التنفس التي سنحتاجها؟ متى يمكننا رفع الإغلاق وإعادة تشغيل اقتصاداتنا مرة أخرى؟ هل سنرى موجة ثانية، وهل ستكون أسوأ من الأولى؟
فريد.غ/مجلة البيئة و التنمية
في سباق يتزايد حول العالم: المدن الخضراء تحد من الأمراض و تحسن الصحة
تخوض دول العالم تحديات كبيرة في سباق المدن البيولوجية الخضراء، حيث يتعايش الإنسان مع الطبيعة بكل مكوناتها، من نباتات مختلفة وطيور وحيوانات و مياه و هواء نقي، و يتوقع أن يرتفع عدد المدن الخضراء إلى أكثـر من العشر مدن الحالية المصنفة كمدن بيولوجية حول العالم.
و تقول آخر الأبحاث حول البيئة و الصحة أن سكان المدن يعيشون أطول عادة، إذا كانوا يقيمون في أحياء ذات أشجار مورقة، وربطت الدراسة بين المناطق الخضراء وانخفاض معدلات الوفيات المبكرة.
ويعود الفضل لأشجار المدن في تبريد الهواء وتنقيته، وامتصاص الغازات المسببة للاحتباس الحراري، كما وجد الباحثون في معهد برشلونة للصحة العالمية، أن الأشجار تُبعد أيضا خطر الموت.
وأوضح مارك نيوانويسن، مدير مبادرة التخطيط العمراني والبيئة و الصحة بالمعهد، «المزيد من المساحات الخضراء أفضل للصحة، الناس في الواقع يعيشون لفترة أطول إذا كانت هناك المزيد من المساحات الخضراء حولهم».
وأكد الباحثون أن الدراسة المعلنة اعتمدت على بيانات من تسع دراسات أخرى شملت أكثـر من ثمانية ملايين نسمة في سبع دول من الصين إلى كندا، مؤكدين أنها الأكبر من نوعها على الإطلاق، وفق ما نقلت «رويترز».
و استخدم الباحثون صورا التقطت بالأقمار الصناعية لتقدير كمية الغطاء النباتي، مثل الأشجار والأعشاب والشجيرات الموجودة في نطاق 500 متر من منازل المشاركين في الدراسة.
وتم ترتيب مستويات الغطاء النباتي على مقياس يخضع لنظام يعرف باسم «مؤشر اختلاف الغطاء الأخضر الطبيعي».
وعكف الباحثون على متابعة المشاركين في الدراسة لعدة سنوات، مع الأخذ في الحسبان أي وفيات مبكرة جراء ظروف صحية مثل أمراض القلب أو الجهاز التنفسي.
فريد.غ/ الوكالات