الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

الفيضانات.. تطرف مناخي و مشكلة بيئية تتكرر كل خريف

بدأت آثار التطرف المناخي بحوض المتوسط تطال الجزائر في السنوات الأخيرة، و تنذر بعواقب وخيمة قد تخلف المزيد من الخسائر المادية و البشرية إذا لم تكن هناك خطط على المديين المتوسط و البعيد لمواجهة التغيرات المناخية المتسارعة و ما ينتج عنها من موجات جفاف طويلة و عواصف فجائية ماطرة تضرب سواحل البلاد كل خريف، و تمتد إلى الأقاليم الداخلية مخلفة أضرارا بالبني الاقتصادية و البيئة الحضرية و الطبيعية.  
إعـــداد :  فريد  غربية
و يعد انهيار المباني القديمة و الطرقات و تحطم أنظمة الصرف الصحي و شبكات مياه الشرب، و طمر الأراضي الزراعية، من أكبر المخاطر البيئية الناجمة عن فيضانات الخريف بشمال البلاد المتاخم لحوض المتوسط، أين تتشكل عاصفة الميديكان الخريفية العنيفة و تضرب عدة مدن على السواحل الشمالية و الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط.
و تؤدي عواصف الخريف بالجزائر إلى استفاقة الأودية النائمة التي نساها مهندسو العمران و المياه، و تعرضت مجاريها القديمة للاعتداء، ومن الطبيعي أن تعود المياه إلى مجاريها وتجرف كل ما تجده في طريقها من عمران و منشآت و أراض زراعية، مخلفة خسائر مادية كبيرة.
وبالإضافة إلى الخسائر الاقتصادية و أحيانا البشرية أيضا فإن الفيضانات غالبا ما تلحق أضرارا بالغة بالنظام البيئي والصحي، وقد تكون لها عواقب وخيمة عندما تكون أقوى و على مساحة واسعة، حيث تتعرض التربة الزراعية لأضرار بالغة عندما تنجرف وتكتسحها مواد عضوية و صناعية، فتغير من مكوناتها الطبيعية الملائمة للزراعة، و لن يكون من السهل تطهير المساحات الزراعية المتضررة من الشوائب التي تنقلها السيول الجارفة.
كما أن اختلاط أنظمة الصرف الصحي مع شبكات مياه الشرب هو أيضا من بين مخاطر الفيضانات التي تجتاح المدن و القرى الجزائرية كل خريف، منذرة بعواقب صحية قد تظهر آثارها في السنوات القادمة.
و مع كل فيضان حول العالم يسارع علماء الصحة و البيئة إلى إطلاق خطط مكافحة الأوبئة لان السيول المتدفقة تكون محملة بالكثير من المواد و المعادن المضرة بالصحة و البيئة.
و يعد انجراف الأراضي الزراعية و تشوه مسارات المجاري الطبيعية من أكبر الخسائر التي تخلفها فيضانات الخريف بالجزائر.
و يعتقد حماة البيئة بالجزائر بأنه حان الوقت لإعادة النظر في هندسة المدن المعرضة لخطر الفيضان، و تطهير الاودية النائمة من المعيقات و الحواجز التي تمنع التدفق الطبيعي للسيول حتى لا تتجمع و تخرج عن مسارها الطبيعي، و تنفذ إلى المناطق العمرانية ملحقة بها أضرارا بالغة من الصعب جبرها.
و يقول المتتبعون لشؤون المناخ و البيئة بالجزائر بأنه من السذاجة التحدث عن البالوعات فقط عقب كل فيضان، لأن الواقع اكبر من البالوعة و النفايات بكثير، إنه واقع الأودية النائمة المنسية التي تنتظر تحريرها من الحواجز المعيقة و تحويلها إلى مجاري اصطناعية تستوعب مياه أحواض المصب خلال العواصف القوية، و تنقلها إلى مصباتها النهائية في البحر، كما هو الحال بالنسبة لأودية الجزائر العاصمة المنسية و المتسببة في الفيضانات الجارفة التي تخلف المزيد من الخسائر كل خريف.
فريد.غ     

من العالم
بعد غياب طويل
طيور الفلامنغو الوردية تعود إلى بحيرة ناكورو في كينيا
قبل ثمانية أعوام، أدى ارتفاع منسوب المياه في بحيرة ناكورو في كينيا إلى ابتعاد أسراب طيور الفلامنغو (النُحام) الوردية بعدما كانت أكثـر ما يجذب الزوار إلى منتزه ناكورو الوطني. ويقول حراس المنتزه إن اختفاءها أسفر عن تراجع كبير في أعداد الزوار.
والآن عادت هذه الطيور المدهشة، و أحيت عودتها الآمال في انتعاش تدريجي في منطقة تعتمد بشدة على السياح في التوظيف والإيرادات.
 وجاءت أسراب من الفلامنغو في زيارة مؤخراً إلى البحيرة بحثاً عن الغذاء في مياهها الفيروزية، في حين رفرفت أخرى بأجنحتها في تشكيل متموج في السماء. وراح وحيد قرن يتغذى على النباتات على مقربة. وقالت كارولاين ويبيا، المسؤولة عن السياحة في المنتزه، لرويترز “مع الزيادة الحالية في أعداد الفلامنغو بدأنا نشهد زيادة أيضاً في الزوار”. و أحجمت عن الكشف عن أعداد رواد المنتزه كما لم ترد الهيئة المعنية بالحياة البرية في كينيا على اتصالات تطلب التعليق. لكن المنتزه استقبل نحو ربع مليون زائر في 2011، وهو آخر عدد معلن.
 و تتغذى طيور الفلامنغو على ديدان وطحالب تمنحها اللون الوردي. ويقلّص ارتفاع منسوب المياه المناطق المثالية بالنسبة لها للتكاثر والحصول على الغذاء.
 وقالت ويبيا إن ارتفاع منسوب مياه بحيرة ناكورو في البداية دفع طيور الفلامنغو للرحيل إلى بحيرات قريبة مثل بوغوريا و بارينغو التي كانت مياهها أقل عمقاً.
 لكن الأمطار الغزيرة التي هطلت خلال السنوات القليلة الماضية جعلت هذه البحيرات تفيض أيضاً مما اضطر الطيور للعودة إلى ناكورو إذ تمثل عامل جذب أساسي لرواد المنتزه حتى أن الشارع المؤدي إليه مزين بأعمدة إنارة على شكل هذه الطيور.
 وعصفت جائحة فيروس كورونا العالمية بقطاع السياحة في كينيا، لكن منتزه ناكورو على الأقل وجد بصيص أمل.  
و تعد كينيا من أهم الدول الإفريقية الرائدة في مجال السياحة البيئة و تنمية المتنزهات الطبيعية الاستوائية التي تستقطب أعدادا كبيرة من السياح كل عام.  
رويترز/ فريد.غ

ثروتنا في خطر
عصابات الخشب تقطع غابات الونزة بتبسة
تشهد، غابة الونزة بولاية تبسة، تدهورا بيئيا خطيرا، جراء انتشار عمليات التخريب والقطع العشوائي للثروة الغابية، حيث تتعرض للنهب من طرف عصابات ولصوص الحطب، وقال مواطنون ونشطاء جمعيات مدنية ناشطة في المنطقة بأن الوضع مثير للقلق.
النشطاء من حماة البيئة، أكدوا في نداءاتهم أن غابة الونزة المعروفة بكثرة أشجارها المختلفة، والمتنفس الوحيد للسكان، تشهد ازديادا في عمليات الاحتطاب غير الشرعي وقطع الأشجار بطريقة عشوائية إجرامية تهدد بالاختلال الإيكولوجي للمنطقة، جراء عمليات السرقة والتخريب التي تطال الغابة، التي تشكل رئة المنطقة، وعددت الجمعيات المهتمة بالثروة الغابية عدة طرق لتهريب الخشب بعيدا عن أعين حراس الغابة والسلطات الأمنية.
وقال مواطنون آلمهم ما تتعرض له الغابة، أن عصابات الحطب تعمد لقطع عدد من الأشجار وتجزئتها وتخزينها في أماكن قريبة من الطرق السالكة ليتم تهريبها ليلا أو فجرا، تفاديا لنقاط التفتيش والمراقبة، فضلا عن عمليات القطع التي يقوم بها تجار بيع الفحم ما بات يتطلب تدخل السلطات الأمنية للحد من هذه الظاهرة السلبية التي تنذر بزوال الغطاء النباتي والإضرار بالتوازن الإيكولوجي الخاص بالحيوانات، التي تستهدفها عمليات الصيد غير الشرعي في مواسم التكاثر سواء ما تعلق بالطيور النادرة أو الأرانب البرية.
و يتفق الجميع على ضرورة تشديد العقوبات وإعادة النظر في القوانين الموجودة حاليا، ولا يستبعد أن تتضاعف هذه الاعتداءات كما حدث خلال فترة الحجر الصحي.
عبد العزيز نصيب

اصدقاء البيئة
المهندسة و صديقة البيئة بمدينة وادي الزناتي غنية بوشامة
نعمل من أجل مدينة نظيفة وخضراء
تعد المهندسة المدنية و الناشطة الجمعوية غنية بوشامة واحدة من المهتمين و المدافعين عن البيئة الحضرية بمدينة وادي الزناتي العريقة، فقد أهلها تخصصها في الهندسة المدنية، و عملها بقطاع الإدارة المحلية إلى وضع اليد على مشاكل البيئة الحضرية بثاني كبرى مدن ولاية قالمة، و تشكيل نظرة واقعية للمستقبل.
تقول غنية، و هي عضو بارز بالخلية الولائية لمكافحة وباء كورونا متحدثة للنصر، بأن ما لا يقل عن  12 موقعا عبر تراب بلدية وادي الزناتي ستكون مساحات خضراء في المستقبل حسب مخطط وضعته البلدية و الدائرة للنهوض بمدينة التاريخ و العلم و الاقتصاد.
و أضافت المتحدثة بأن البيئة مسؤولية الجميع، و لذا فإن مساحة خضراء بحي  30 مسكنا سوف يتم إنجازها على عاتق مجموعة من المقاولين، مساهمة منهم في تطوير المدينة العريقة، و إعادتها إلى مكانتها الراقية كما كانت سنوات طويلة بعد استقلال البلاد.
“إن المشاريع الجارية حاليا بمدينتي تبعث على الارتياح في مجال البيئة و النظافة و جمال المحيط، ساحة عرفاوي القديمة واحدة من مشاريع التحديث الواعدة، فهي تختزل تاريخ وذاكرة المدينة و هي تخضع اليوم للترميم حتى تصير مثل ساحة عمار غيبه التي رممتها البلدية، و هي اليوم في رعاية مجموعة من الشباب المتطوع، إننا كأصدقاء و حماة للبيئة بالمدينة و ولاية قالمة كلها ننتظر بشغف كبير انتهاء مشروع تهيئة الوادي العابر لمدينة وادي الزناتي، إنه أكبر مصب للمياه القذرة و هو مصدر خوف و قلق للسكان بسبب مخاطر الفيضان و انتشار الروائح و الحشرات، إن عمال البلدية و أصدقاء البيئة بالمدينة يبذلون جهودا مضنية لتنظيف المجرى و الحد من المخاطر البيئية و الصحية التي يحدثها النهر الكبير، إنني متفائلة بمستقبل مدينتي، و أحث كل أبنائها على العمل الجاد للنهوض بها والمساهمة في حملات التنظيف، و خاصة في فصل الشتاء أين تتجمع النفايات المنزلية و تسد أنظمة الحماية من الفيضانات، إننا جميعا نتحمل مسؤولية البيئة بالمدينة التي تبقى أيضا في حاجة إلى برنامج تشجير واعد يمتد إلى كل قرى البلدية، للقضاء على مظاهر التصحر التي يعاني منها المحيط العمراني بالمنطقة”.
فريد.غ

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com