الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

دراجون من عدّة ولايات يكتشفون مفاتن جبال جيجل

شهدت، جبال العوانة و سلمى بن زيادة بأعالي جيجل، نشاطا فريدا من نوعه، يتمثل في التجوال السياحي  بالدراجة الهوائية، بمشاركة 50 دراجا من عدة ولايات، اكتشفوا جمال الطبيعة الخلابة، و غاصوا في أعماق غابة قروش التي أضحت تستقبل مئات الزوار يوميا من مختلف الولايات.
بداية التظاهرة كانت من بلدية سلمى بن زيادة، أين تجمّع المشاركون في حدود الساعة العاشرة صباحا، أمام مقر البلدية، بعدما تكفلت جمعية السفير للسياحة و المنظمين بتوفير كافة الظروف لمبيت المشاركين، و كذا نقلهم إلى أعالي جبال جيجل، المشاركون من خارج الولاية، انبهروا بجمال جبال جيجل، خصوصا جبال تاكسنة التي مروا عبرها، مشيرين، إلى أن جنوب جيجل، يبهر الزائرين.
قبل الانطلاقة، استمع المشاركون لشروط التجوال بالدراجات، أين أكد المنظمون بأن الهدف من النشاط الاستمتاع بجمال الطبيعة و اكتشاف خبايا جبال قروش، مع العمل على الترويج لها، لتنطلق الرحلة عبر ثلاث محطات توقف، و على مسافة 22 كلم بين بلديتي سلمى بن زيادة،  وقد دفعت المناظر الخلابة المشاركين إلى التوقف لالتقاط الصوّر.
و عند الوصول إلى نقطة التوقف الأولى، بمنطقة بئر الحلوف، على بعد 08 كلم، تجمع المعنيون، أين تسنى لنا تسجيل انطباعاتهم، حيث أكدوا انبهارهم بجمال المنطقة الذي لا يوصف على حد تعبيرهم، و قد أخبرنا، أكبر مشارك قدم من ولاية مستغانم « العربي» 67 سنة، بأن المشاركة جاءت فجأة، بعدما كان في قاعة انتظار بعيادة طبيب القلب، وشاهد منشورا يدعو للمشاركة في التجوال، ليقوم بالاتصال بالمنظمين، و قال إن أفراد عائلته رحبوا بالفكرة، و قرر ابنه جلبه للمشاركة، و تحمل مشقة السفر، مشيرا، بأن مشاركته جاءت لغرض صحي بالدرجة الأولى، و التعرف على جمال الطبيعة بجيجل، و على أبناء الوطن، وقال إنه بدأ يستعمل الدراجة بعد تقاعده من قطاع التعليم، حتى أضحت رياضته المفضلة، بحيث قرر لأول مرة المشاركة، و عن المحطة الأولى من تجواله، قال العربي « منطقة قروش، خلابة للغاية، لم أتوقع أن تكون بهذا الجمال الساحر، عند تجوالي أحسست بأنني في عالم آخر، هواء الطبيعة النقي، و الأبقار التي كانت بجوار الطريق، بالإضافة إلى الغابة الكثيفة، فالمسار الذي وضعه المشاركون، كان موفقا للغاية، يصلح للسياحة، ويدل على أنّ جيجل، تملك مؤهلات عالمية».
بعد أخذهم قسطا من الرّاحة، وقفنا على حملة قام بها المنظّمون للتحسيس بعدم رمي قارورات المياه في الأرض، و قاموا بوضع كيس حتى يتسنى للمشاركين رمي القارورات ، أما الزوار و المشجعون الذين كانوا يرافقون القافلة عبر الحافلات، فقد كانت ملامح الدهشة بادية على وجوههم، فصورة غابة قروش بالنسبة لهم كانت تعني الإرهاب والدمار في السابق، ولكن بعد عودة الأمن  وزوال ملامح العشرية السوداء، صارت غابة قروش الملاذ الآمن للعشرات من العائلات و الزوّار، و متنفسا للتنزه وقضاء ساعات تحت ظلال أشجار الزان المرتفعة.

انطلق المشاركون على مسافة 2 كلم، وصولا للنقطة الثانية، أين أخذ كل متجوّل زاويّة من الغابة لالتقاط الصور، و تبادل أطراف الحديث، واغتنم ممثل الحظيرة الوطنية لتازة الفرصة، للتعريف بالغابة، أين أكد، بأن غابة قروش تعتبر من بين الغابات النادرة في العالم، نظراً للغطاء النباتي الكثيف الذي تمتاز به، و التنوع البيولوجي الهائل،و أصناف الحيوانات النادرة العديدة التي  تتواجد بها، إذ تعتبر كنزا أخضر بالنسبة لأشجار الزان، كما أنها تمتاز برطوبة عالية.
 و أشار عبد الرحمان، القادم من ولاية بومرداس، بأن المشاركة جاءت في وقتها و قد كانت موفقة لدرجة كبيرة، فهم لم يتصور جمال الولاية، و الجميل حسب المتحدث، التزاوج بين البحر و الجبال.
انتهى التجوال السياحي بالدراجات بمنطقة بوغولة بأعالي العوانة، و أشار رئيس جمعية السفير للسياحة، بأن مهمة الترويج لمنطقة قروش و أعالي بلديتي سلمى بن زيادة و العوانة، كانت في المستوى المطلوب، بحيث عرفت مشاركة 50 دراجا، قدموا من عدة ولايات، و تجولوا على مسافة 22 كلم في عمق جبال جيجل.
وقد جاءت التظاهرة في إطار إحياء اليوم الدولي للتنوع البيولوجي، تحت شعار «بدراجتك...اكتشف جمال بلادك»، فيما ذكر مدير السياحة، بأن مثل هاته النشاطات تساهم بشكل كبير في التعريف بجمال الولاية، و تشجع على السياحة الجبلية، التي تعتبر كنزا من كنوز المنطقة، وقبلة مهمة للنهوض بها.                         
كـ. طويل

سواعد خضراء
تستفيد منه منطقة البيبان و اغيل علي بولايتي البرج وبجاية
مشروع التسيير المدمج للغابات.. اقتصاد أخضر وحفاظ على التنوّع
تعكف، وزارة البيئة بالتنسيق مع منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، على اتمام برنامج زيارات المعاينة و تنظيم ورشات عمل و دورات تكوينية، تحضيرا لإطلاق  مشروع التسيير المدمج للغابات و التنوع البيولوجي والتنمية المستدامة، الممول من طرف صندوق البيئة العالمي بمبلغ 3.72 مليون دولار، والذي استفادت منه مناطق جبلية وغابية بولايتي البرج و بجاية.
و تشير مديرية البيئة في ولاية برج بوعريريج، إلى عقد ورشة عمل حول هذا المشروع جمعت بين الشركاء والمصالح والمديريات المعنية، ومواصلة الترتيبات والاجراءات لإنجاحه عبر المناطق المحددة لتجسيده والتي استفادت من إعانة صندوق البيئة، بإقليم بلدية ثنية النصر في الجهة الشمالية لولاية برج بوعريريج، وإقليم بلدية اغيل علي بولاية بجاية، حيث يهدف في الأساس إلى المحافظة على الغابات والتنوع البيولوجي وتسيير الأراضي مع تعزيز القدرات المالية للإدارة المستدامة للغابات والأراضي في الكتلة الجبلية لمنطقة البيبان والمناطق المجاورة ضمن الإقليم المحدد للمشروع، مع المراهنة حسب ما ورد من تقارير عن هذا البرنامج، على تشجيع النشاطات المعاشية والزراعة الحقلية من خلال منح إعانات للتعاونيات الشبانية، والتعاونيات الفلاحية والزراعية، والجمعيات النسوية الحرفية المختصة في الصناعات التقليدية، مع اطلاق برنامج لتشجيع تربية النحل وصناعة المنتجات التقليدية للحفاظ على هوية المنطقة، و احياء النشاطات والحرف والمهن التقليدية التي لها علاقة مباشرة بالبيئة وحماية المحيط من التلوث، و المحافظة على الغطاء الغابي والنباتي، فضلا عن توفير فرص للعمل لفائدة سكان المنطقة سواء في نشاطات خاصة أو جماعية، وتوفير مصادر دخل مستدامة تساهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي والحد من تدهور الأراضي من قبل المستخدمين المحليين للموارد الطبيعية في البلديات المستهدفة،فضلا عن توسيع نطاق عمل هذا  المشروع حسب ما أكدته مديرية البيئة في اطار الأهداف المسطرة، لكي لا يقتصر على قطاع البيئة فحسب، بل سيشمل قطاعات أخرى على صلة، على غرار قطاع الموارد المائية، الفلاحة والغابات، التكوين والتعليم المهنيين، الثقافة، السياحة والصناعة التقليدية و العمل العائلي وقطاع العمل الاجتماعي، فيما يبقى الهدف الرئيسي من نجاح هذا المشروع هو تطوير الجانب البيئي والاقتصادي للمنطقة عن طريق مرافقة المستثمرين الشباب.
و يوفر هذا المشروع للشباب،حسب ما ورد في الدراسات المصنفة و المدونة في مجلات دورية، خيارات و بدائل متنوعة، حيث يمكن أن يوفر السند والدعم لإنجاح مشاريع فلاحية و زراعية، ونشاطات فردية وعائلية، على غرار التشجيع على الاستثمار في الزراعة التقليدية التي تشتهر بها كل منطقة على غرار زراعة الصبار ( التين الشوكي) الذي لا تكمن فوائده في الثمار فقط بل يمكن أن تتجاوز ذلك إلى صناعات تحويلية على صلة لتوفير منتجات طبيعية، و كذلك الحال مع نشاط تربية النحل الذي يساعد حسب ما كشفت عنه دراسات لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، على التنوع البيولوجي للغابات و يعزز من الكفاءة الإنتاجية الزراعية، فالنحل وغيره من حشرات الغابات يساهم في تلقيح المحاصيل الزراعية،  ما يساعد في زيادة غلة البذور والفاكهة، ناهيك عن الفوائد المباشرة المتمثلة في انتاج العسل، وشمع النحل وغيره من مصادر الغذاء والدخل القيمة.
كما أشارت ذات الدراسة إلى الأهمية البالغة لتشجيع مثل هذه النشاطات، و على رأسها تربية النحل، إذ أنه يلعب دورا بشكل أو بآخر، في إنتاج حوالي ثلث النباتات أو المنتجات النباتية في الغذاء، وأكثر من نصف الدهون والزيوت المشتقة من البذور الزيتية، ما يجعل هذا النشاط لا يحقق الفوائد المباشرة فقط، بل يسهم أيضا في حيوية وتنوع النظام الايكولوجي للغابات، فضلاً عن النشاطات التي تتعدى أهميتها الفائدة النفعية المباشرة.
كما تسهم هذه النشاطات، حسب ما تم تأكيده في تصريح لوزيرة البيئة خلال زيارتها الأخيرة لولاية برج بوعريريج، في الحفاظ والاستعمال المستدام للتنوع البيولوجي والنظم الايكولوجية بغية تحسين إنتاج الأراضي الجبلية، ودعم قدرات سكان هذه المناطق في الاستخدام الأمثل والمستدام للموارد الطبيعية، والمساهمة في تمويل المشاريع الفردية و الجماعية لتأمين مورد دخل لسكان الأرياف في إطار التنمية المستدامة من أجل خلق الثروة، وحماية البيئة وخلق مناصب شغل بالمنطقة، كما يهدف  المشروع الممول من طرف صندوق البيئة العالمية والذي تشرف عليه منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة إلى تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي التي تنص على الاستثمار في الأنظمة البيئية الطبيعية ذات القيمة العالية من أجل تثمين الفروع الرئيسية للتنوع البيولوجي.          
ع/ بوعبدالله

قــــف
حوض سد بوحمدان بقالمة
موطـن للتنـوع البيولوجـي تهــدده النفايــات
يعد حوض سد بوحمدان الواقع شرقي قالمة موطنا مثاليا للتنوع البيولوجي على مدى 30 عاما، فيه تعيش مختلف أنواع الكائنات المائية و البرية من نباتات و طيور و حيوانات، و كائنات أخرى لم تكن موجودة بهذا الحوض الأزرق الذي صار قبلة للسياح و هواة الصيد و التجوال، و مقصدا للباحثين المهتمين بقطاعات المياه و البيئة و الصحة و الشباب و التربية و التعليم.
و قبل بناء السد منتصف الثمانينات كان الحوض الكبير سهلا زراعيا يخضر في الربيع، لكنه سرعان ما يجف و يصاب بالتصحر، في وسط طبيعي يمتاز بالجفاف و الحرارة صيفا و قليل من التساقط شتاء، و لم يكن احد يتوقع أن تتغير بيئة الحوض الكبير و تتحول إلى نموذج متكامل للثراء البيئي المتفرد.
و يغطي سد بوحمدان عند امتلائه مساحة تتجاوز 550 هكتارا و يبلغ حجمه الحد الأقصى المقدر بأكثر من 180 مليون متر مكعب من المياه، أين تعيش أسماك المياه العذبة مختلفة الأنواع، إلى جانب كائنات مائية أخرى، و طحالب و نباتات تعد الغذاء الرئيسي للأسماك التي تزرع باستمرار و تتكاثر، مشكلة مصدرا اقتصاديا و عنصرا هاما من عناصر التوازن الإيكولوجي بالوسط المائي العذب.
و تحولت أشجار الكاليتوس المغروسة على ضفاف السد إلى غابة تعيش فيها مختلف أنواع الحيوانات و الطيور البرية و المائية، التي وجدت المكان المناسب للعيش و إثراء التنوع البيئي.
كما ساعدت الرطوبة على نمو الغابات القديمة بالحوض الكبير بينها غابات سرسارة، و العابدية و البوشاق، و بعد بناء السد صارت هذه الغابات محميات طبيعية تدعم النظام البيئي بالمنطقة و تحمي محيط السد من الانجراف، و توفر الوسط الملائم لمختلف أنواع الحيوانات و الطيور البرية.
و تعمل إدارة سد بوحمدان و قطاع الغابات على بناء المزيد من الدعائم الحجرية، و توسيع المحيط الغابي للحد من مخاطر الانجراف و التوحل، و تشكيل بيئة طبيعية مثالية للمحافظة على نظافة السد و حمايته من مخاطر التلوث.
و إلى جانب توفير مياه الشرب لأكثر من نصف سكان الولاية، و سقي المحيطات الزراعية، فإن السد الكبير صار أيضا موردا اقتصاديا و مقصدا سياحيا على مدار العام، حيث تمارس تعاونيات الصيد نشاطها في أوقات محددة لاستخراج كميات هامة من سمك المياه العذبة لتموين السوق المحلية، و حث المستهلكين على تناول هذا النوع من الأسماك المفيدة للصحة، و تجسيد مسعى الاقتصاد الأخضر المستديم.
نفايات و مسار أخضر على أنقاض خط السكة القديم
و تحول محيط سد بوحمدان إلى مقصد لهواة رياضة المشي و التجوال وسط الطبيعة، و أصبحت ضفته الجنوبية تعرف بالمسار الأخضر الممتد من قرية السد إلى جبل سرسارة، و هو نفس المسار الذي كانت تسلكه القطارات سنوات طويلة قبل ان تتوقف عقب اندلاع حرب التحرير، و مازالت بعض معالم خط السكة القديم ماثلة للعيان، بينما غمرت مياه السد الكبير مقاطع كثيرة منه، بينها جسر حجري يتراءى للعيان عندما تنحصر مياه السد تحت تأثير موجات الجفاف المتعقبة على المنطقة.
 و قد أصبح الحوض الأزرق المحاط بحزام غابي أخضر نموذجا للتنوع البيئي، لكنه يواجه اليوم مخاطر كبيرة بينها مصبات الصرف الصحي بالمدن و القرى الممتدة على طول المجرى الطبيعي المغذي للسد، و يتوقع بناء محطة للتصفية بمدينة وادي الزناتي في إطار جهود حماية السد الكبير.
و ليست مياه الصرف الصحي وحدها المهددة للحوض الطبيعي الكبير، فهناك مشكل النفايات المنزلية و نفايات البناء التي تكتسح محيط السد في السنوات الأخيرة، و خاصة بحوض التدفق الواقع ببلدية حمام دباغ، حيث يواصل أعداء البيئة رمي أطنان من النفايات و تدمير الوسط البيئي الحيوي.
و لم تتمكن فرق حماية السد و شرطة البيئة من التصدي للشاحنات و الجرارات، التي تلقي بكميات كبيرة من ردوم البناء و البلاستيك و الكارطون، على امتداد المنحدر الواقع على الطريق المؤدي إلى السد و القرية الصغيرة الواقعة قرب الحاجز.
و يطالب حماة البيئة و الحياة البرية بقالمة بوضع سياج عازل على طول طريق السد، لمنع الشاحنات و الجرارات الفلاحية من وضع النفايات بحوض التفريغ، الذي يتعرض لإجهاد كبير قد يشكل خطرا على استقرار الطبقات الأرضية الهشة، حيث بدأت الانزلاقات الطينية تطال الموقع تحت تأثير الردوم، و عمليات التجريف التي تقوم بها الآليات بين حين و آخر، في محاولة لإبعاد النفايات المكدسة على مشارف الحاجز و منافذ التفريغ.               
فريد.غ           

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com