الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

تجنّب الضغط واعتماد برنامج منظم : تحضيــــر دراســـي مبكـــر لتجنـب الصعوبـات واسترجـاع المعــارف

شرع أولياء قبيل انطلاق الموسم الدراسي بنحو 20 يوما في التحضير البيداغوجي للأطفال، من خلال مراجعة الدروس التمهيدية وتسجيل الصغار في ورشات لتحسين الكتابة والقراءة، بغية تجاوز الصعوبات التي قد تعيق العملية التعليمية وتؤثر على النتائج الدراسية.

أسماء بوقرن

ويستحسن أساتذة هذا التوجه، مع اشتراط أن تتم المراجعة بشكل مدروس ومنهجي وفق برنامج ساعي خفيف وأسلوب ترغيبي تحفيزي ينمي شغف العودة إلى مقاعد الدراسة.
صار التحضير القبلي لسنة دراسية جديدة أولوية بالنسبة لبعض الأولياء، و لم تعد الاستعدادات منحصرة في اقتناء اللوازم المدرسية فحسب، وإنما تشمل أيضا التمهيد الدراسي، من خلال مراجعة الدروس الأولى في المقرر، والحرص على التأهيل الجيد للأبناء لضمان انطلاقة حسنة تضمن استيعاب التلاميذ لما يتلقونه في الأقسام.
وقد لاحظنا عبر الفضاء الافتراضي أن المجموعات التعليمية خاصة المتعلقة بالطور الابتدائي تفعل نشاطها قبيل شهر من بداية الدراسة، وتتهاطل منشورات الأولياء المطالبة ببعض التفسيرات والتوجيهات للتعامل الجيد مع التلاميذ، والمتعلقة عموما بالسؤال عن منهجية التحضير الصحيح والدروس الأساسية الواجب مراجعتها، وكذا تذليل الصعوبات التي تطرح بالنسبة لبعض المواد، خاصة مادتي الرياضيات واللغة العربية.
أسلوب الترهيب وتكثيف المراجعة خطأ يرتكبه أولياء
وتشير منشورات الأساتذة والبيداغوجيين، إلى أهمية الحرص المتزايد للأولياء على التحضير الدراسي الجيد للأبناء، مع التأكيد على بعض النقاط المتعلقة بالمنهجية المعتمدة في ذلك، إذ يستعمل أولياء أسلوب الترهيب أحيانا مع تكثيف المراجعة، وهي طريقة يعتقدون بأنها مجدية وتفرض على الطفل الانصياع وتطبيق ما يملى عليه.
لفتتنا منشورات لأمهات تحدثن عن رفض الأبناء التحضير القبلي بحجة أن الدخول المدرسي لم يحن بعد، و تكرر سؤال عن كيفية التعامل معهم في هذه الحالة، و هناك من بين الأمهات من قالت بأنها واجهت صعوبة في البداية غير أنها لجأت إلى أسلوب الترغيب والمكافأة لضمان استجابة ومتابعة فعلية، فيما هناك من الأولياء من قال بأنه يضطر أحيانا للضرب، من بينهم ولي تلميذ أوضح أن ابنه انتقل إلى السنة الخامسة ابتدائي، وقد بدأ منذ نحو أسبوع في تذكيره بجدول الضرب وإعراب الجمل، ولاحظ بأنه نسي ما تعلمه، كما رفض المراجعة ما أثار غضب الوالد ليقوم بضربه وإجباره على المتابعة وحل العمليات المطلوبة منه.
تعليم الكتابة والحساب أولوية
تحدثت النصر، إلى أولياء أطفال في الطور الابتدائي، شرعوا مبكرا في التحضير الدراسي، من بينهم السيدة أم عدي، التلميذ في السنة الثالثة ابتدائي، التي قالت بأنها حرصت هذه السنة على الشروع مبكرا في مراجعة الدروس الأولى من المقرر عملا بنصيحة من أستاذة ابنها، الذي يعاني من بعض المشاكل التعليمية خصوصا ما تعلق بالكتابة، موضحة بأنه يكتب بخط غير مفهوم ولا يجيد متابعة السطر.
قالت المتحدثة، إنها قامت مع بداية شهر أوت باقتناء كراريس تساعد على تحسين الكتابة مع متابعة قنوات يوتيوب تعنى بهذا الجانب، لتطبق ما تشاهده رفقة ابنها مشيرة إلى أنها تخصص ما بين 30 و45 دقيقة لذلك، كما تفرد مساحة للعمليات الحسابية ولقراءة النصوص وحل مشكلة التهجئة لديه.
وقال ولي تلميذة، بأن ابنته لا تعاني من أية صعوبات تعليمية، غير أنه ومنذ سنتين يحضرها قبيل الالتحاق بالمدرسة بنحو 15 يوما، عبر استذكار الدروس الأساسية للسنة السابقة، التي تعد حسبه قاعدة للسنة الموالية، كما يلقنها الدروس الأولى ويجري اختبارا للتأكد من درجة استيعابها، ويمتحن مدى تجاوبها لضمان معدل جيد.
مردفا، بأنه سبق وأن اشتغل في قطاع التعليم ويملك من الخبرة ما يكفي لمتابعة أبنائه بشكل منهجي ومدروس، يساعد على ضمان التحاق سلسل بالمدرسة وسهولة التكيف مع الجو العام.

* الأستاذ والمفتش التربوي عيسى عمراني
التحضير مفيد إن تم في إطار منهجي يراعي الجانب النفسي
ثمن الأستاذ والمفتش التربوي عيسى عمراني الاهتمام الملحوظ للأولياء بالاستعداد الدراسي القبلي، ما يدل حسبه، على الاهتمام المتزايد للأولياء، لكن شرط أن يكون بشكل مدروس ووفق برنامج ساعي خفيف، لتفادي الوقوع في فخ الضغط والنفور من المدرسة، مقدما عدة توجيهات لضمان انطلاقة جيدة للموسم.
ويرى الأستاذ، بأن التحضير الدراسي المسبق مفيد، لأن مدة الانقطاع خلال العطلة طويلة، فبمجرد انقضاء امتحان الثلاثي الأخير يقطع التلاميذ علاقتهم بالدراسة، وحسب الدراسات العلمية، فإن الدماغ يحتفظ بعدها بالمعلومات لمدة أسبوعين فقط، ما يفرض على الطفل نوعا من الصعوبة في بداية السنة الدراسية، خاصة في الظرف الحالي مع تزايد تأثير الشاشات والهواتف الذكية على عقول الأطفال، أين يشاهدون في الغالب محتوى ترفيهيا، يجعل العقل في حالة خمول، لهذا فإن التحضير في هذه المرحلة ضروري ويساعد على ترويض العقل.
ولا ينصح محدثنا، ببداية تلقين الدروس مباشرة بشكل مكثف، لأن هناك ما يسمى بالتقويم التشخيصي، الذي يتم من خلاله تشخيص المعلومات للمتعلم، ويضبط على ضوئه برنامج مراجعة لمعالجة بعض النقاط المتعلقة مثلا بحل صعوبات تعليمية محددة، كدراسة النص والقراءة والنحو والصرف.
وفيما يخص الاعتماد على ورشات تعليم الكتابة أو التأطير الفردي، اعتبرها الأستاذ عمراني مهمة جدا.
وأوصى في هذا السياق، بنقاط أساسية في تعليم الكتابة، بداية بكتابة حروف أساسية تسهل تعلم كتابة بقية الحروف، مثل الألف والباء والدال والراء والحاء والنون، لأن حرف الحاء مثلا يُعتمد لكتابة حرف الجيم والخاء وكذا النون بالنسبة للعين والغين في آخر الكلمة، لهذا فمن المفيد التدرب على كتابة الحروف الأساسية قبل التطرق للحروف الأخرى. وحذر من الكتابة المكثفة، قائلا بأنه يجب تقديم عبارات قصيرة مع تكرارها فقط، عند المراجعة الخاصة بالمتمدرسين في الثلاث سنوات الأولى من الطور الابتدائي.
التدريب على الجلوس السليم أساس الكتابة الصحيحة
وأوضح الأستاذ، بأن الكتابة عبارة عن انسجام بين الحروف، ولضمان ذلك ينصح بكتابة الكلمة كاملة ثم نقطها، لأن الانقطاع بين الأحرف يؤثر على جمال الكتابة.
وشدد على أهمية كتابة الأشكال والخطوط، ، كالخط المنحني والمنكسر، بالنسبة لتلاميذ التحضيري كون العملية تعد تحضيرا للكتابة، إلى جانب العمل بالعجين والورق المقوى، وما لذلك من فعالية في تدريب الأنامل على الكتابة وكلها عمليات تسبق الكتابة.
كما أشار المتحدث، إلى ضرورة التدريب على الجلوس الصحيح وأن تكون الأرجل متصلة بالأرض، لأن ارتكازها ضروري لضمان كتابة جيدة، ناهيك عن انتقاء أدوات مدرسية جيدة، و التدريب على استعمال القلم والورق والحبر.
أما بالنسبة للتحضير للدروس الأولى من المنهاج ومراجعة القواعد الأساسية في مواد اللغة العربية والرياضيات، فقال بأنها عملية مفيدة في حال كان التلميذ يدرس في قسم مكتظ، حيث إن الدور الذي يقوم به الأولياء قبل انطلاق الدراسة يكون مهما لأنه يساعد التلميذ على الاستيعاب لاحقا، وبالتالي يمكن للأولياء معالجة نقاط الضعف بشرط أن يكون ذلك وفق برنامج ساعي مدروس لتجنب تكثيف الدروس وإجهاد التلميذ قبل بداية الموسم الدراسي.
تحضير المحفظة تأهيل نفسي لمراجعة سلسة
ولضمان تحضير دراسي جيد، يقدم الأستاذ توجيهات لإدماج التلميذ بسهولة، تبدأ بتهيئة التلميذ نفسيا من خلال تحضيره لمحفظته وأدواته وكتبه، مع الإطلاع على محتوى الكتب من خلال تصفح الفهرس وبعض الصفحات، وهي مهمة مفيدة جدا تتيح التوغل برفق في الدراسة، ما يوفر صورة شاملة عن الدروس القادمة، وقال الأستاذ، إن هذه المراحل القلبية تساعد في إخراج التلميذ من قالب الخمول وإدماجه بسهولة في جو الدراسة.
مردفا، بأن مدة 15 يوما كافية للتحضير، بشرط أن لا يزيد برنامج المراجعة عن ساعة ونصف لتلاميذ السنوات الثلاث الأولى ابتدائي، وتصل إلى لساعتين بالنسبة للسنة الرابعة والخامسة، مشددا في الختام على ضرورة الامتناع عن أسلوب الترهيب والتخويف والإكراه، لأنه يشكل نوعا من العداء نحو المدرسة، وينصح باستعمال أسلوب ترغيب جيد ينمي حب الدراسة لدى الطفل ويجعله ينتظر بشغف موعد الالتحاق بها.
أ ب

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com