توقيف 3 مشتبه بهم في قتل الطالب الزيمبابوي في عنابة
•الضحية لم يلتق بعائلته منذ 5 سنوات و كان يُحضر رسالة التخرج
أوقفت، مساء أول أمس، وحدات الشرطة بعنابة بالتنسيق مع الأمن الخارجي لبلدية سيدي عمار، 3 مشتبه بهم بقتل الطالب الزيمبابوي «بروسبار ندودز 22 سنة « الذي يدرس ماستير 2 الكتروتيكنيك، وتوفي بمستشفى الحجار، مساء الأربعاء الماضي، متأثرا بجروح بليغة على مستوى الفخذ و الصدر، نتيجة الاعتداء الذي تعرض له باستخدام خنجر من قبل الجناة لسلبه الأغراض التي كانت بحوزته.
مصالح الأمن تمكنت من توقيف المشتبه فيهم المنحدرين من حي الشعيبة، بعد تمشيط كامل إقليم بلدية سيدي عمار، أين تم القبض عليهم بمقبرة البلدية و يتعلق الأمر بشبان تتراوح أعمارهم ما بين 19 و 22 سنة، هاجموا الضحية رفقة صديقه أثناء خروجهما لشراء بعض المواد الاستهلاكية، بسبب حرمانهم من وجبة العشاء على مستوى مطعم الإقامة مساء يوم الثلاثاء الماضي، بعد غلق المطعم بسبب احتجاج بعض التنظيمات الطلابية و تحت جنح الظلام بين الإقامة و المحلات التجارية، باغتهما الفاعلون و قاموا بالاعتداء على الضحية مباشرة لأخذ الهاتف النقال و المال الذي كان بحوزته و أمام مقاومته لهم، قاموا بطعنه بالخنجر، فيما فر صديقه للإبلاغ عن الاعتداء التي تعرضوا له و عند رجوعه وجد صديقه ساقطا على الأرض وسط بركة من الدماء، فقام بجره إلى الطريق الرئيسي، على أمل توقف المارة لنقله إلى المستشفى، غير أن أصحاب السيارات رفضوا التوقف، إلى غاية وصول مصالح الشرطة و الحماية المدنية، ليتم نقله إلى استعجالات مستشفى الحجار بعد نحو ساعة من الاعتداء، ما أفقده كمية كبيرة من الدم، بقي بعدها تحت العناية الطبية المركزة غير أنه فارق الحياة في اليوم الموالي في حدود الساعة الرابعة مساء، نتيجة للإصابات البليغة التي تعرض لها.
و استنادا لمصدر أمني، فإن مصالح الضبطية القضائية بالأمن الخارجي لبلدية سيدي عمار، تقوم باستجواب المشتبه فيهم في الاعتداء على الضحية، لمعرفة ملابسات و دوافع الجريمة، تمهيدا لتقديمهم أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة الحجار بتهمة جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار و الترصد.
هذا و عقب سماع الطلبة الأجانب بجامعة باجي مختار بمقتل زميلهم، خرجوا في مسيرة ليلا بالطريق الرئيسي ببلدية سيدي عمار، منددين بجريمة القتل و مطالبين بتوقيف الجناة و تسليط أقصى العقوبات، كما خرج مئات الطلبة الجزائريين مع زملائهم الأجانب من عدة دول افريقية و حتى عربية في مسيرة و وقفة تنديد و استنكار أمام رئاسة جامعة عنابة.
و أمام ردة الفعل القوية للطلبة الأجانب بجامعة عنابة و البالغ عددهم 600 طالب، استقبل والي عنابة، أول أمس، ممثلي طلبة زيمبابوي بمقر الولاية، و قدم لهم تعازيه باسم السلطات الجزائرية، معربا عن وقوفه إلى جانب الجالية الزيمبابوية بالجزائر، مستنكرا هذا الفعل الشنيع المنعزل الذي لا علاقة له بأعرافنا و تقاليدنا و أكد الوالي وفق بيان نشر على صفحة الفايسبوك للولاية، على وقوف السلطات العليا للبلاد إلى جانبهم و أنه سيتم اتخاذ كل الإجراءات لمعاقبة الجناة».
كما استقبل والي عنابة توفيق مزهود، صبيحة أمس الجمعة، وزيرا مستشارا لدى سفارة زيمبابوي بالجزائر، كان مرفوقا بممثلين و مبعوث من دولة زيمبابوي لاستلام جثة الطالب الجامعي «بروسبار ندودز» الذي كان يدرس ماستير 2 الكتروتيكنيك، حيث أعرب الوالي عن مواساته و مواساة كل الدولة الجزائرية للدولة الصديقة الزيمبابوي، مستنكرا هذا الفعل الشنيع. من جهتها قدمت إدارة جامعة عنابة شكوى رسمية لنيابة محكمة الحجار، متأسسة كطرف مدني في القضية.
و استنادا لمصادرنا، فقد التحق الضحية «بروسبار ندودز» بالجزائر سنة 2014 للدراسة بجامعة عنابة، في إطار منحة دراسة، باعتباره متفوقا على رأس دفعته في شهادة البكلوريا و حسب زملائه، فقد كان «بروسبار ندودز» يحضر في رسالة التخرج، بعد أن أنهى دراسته في طور الليسانس و الماستير بتفوق، كما لم يتمكن من رؤية عائلته منذ سنة 2015 .
و صرح ممثل طلبة دولة زمبابوي بعنابة لوسائل الإعلام و هو يتكلم اللغة العربية بطلاقة، بأنهم مصدومون لفراق صديقهم «بروسبار ندودز» الذي كان قمة في الأخلاق و المثابرة في الدراسة، مضيفا بأنهم تحدوا الغربة و جميع الصعاب للدراسة في الجزائر و رغم أن لغتهم الأولى الانجليزية، فإنها لم تكن عائقا في الدراسة باللغتين العربية و الفرنسية، مناشدا السلطات تسليط أقصى عقوبة على الجناة.
حسين دريدح