أقيمت، أمس، أول صلاة جمعة بملحقة مشروع المسجد الكبير بعنابة في حي بوخضرة3، بعد سنوات من تقديم طلب الترخيص لإقامتها بأحد أكبر التجمعات السكنية بالبوني، و هو قطب عمراني جديد عرف عمليات ترحيل كبرى في السنوات الأخيرة.
حيث و أمام التأخر الفادح في انطلاق أشغال المسجد الكبير، تم تحويل جزء من مبنى الإدارة إلى مصلى، استجابة لمطالب السكان، و عبر سكان القطب العمراني المحاذي لجامعة باجي مختار، عن سعادتهم لإقامة أول صلاة جمعة في الشهر الفضيل، بعد نحو 5 سنوات من انجاز المصلي، الذي كان مفتوحا لأداء الصلوات الخمس و التراويح فقط، و رغم جهود سكان الحي لدى مديرية الشؤون الدينية، بقي الطلب معلقا ، إلى غاية إفراج وزارتي الشؤون الدينية و الداخلية مؤخرا، عن رفع التجميد على تجديد رخص نشاط اللجان المسجدية و كذا إقامة صلاة الجمعة.
و كان وزير الشؤون الدينية و الأوقاف السابق ، لدى زيارته إلى عنابة، صرح بأن الترخيص لإقامة صلاة الجمعة بالمصلي، مخالف لإجراءات الأمن و السلامة. لكن و مع الحراك ، قامت الحكومة بالترخيص لإنشاء اللجنة الدينية و تجديدها.
و في ما يتعلق بمشروع المسجد الكبير، فقد انطلقت أشغال الحفر من أجل وضع أساسات المعمل الديني، كون الأرضية شبه مهيأة منذ سنوات، لكن سرعان ما توقفت و ربطتها اللجنة الدينية بانعدام الأموال.
و تقدر الإعانة المالية المرصودة للمشروع، بـ 160 مليار سنتيم، جمدت بسبب عدم انطلاق الأشغال الناجمة عن تعديلات في الدراسة التقنية و تحفظات اللجنة الوطنية للصفقات العمومية. و تشرف اللجنة الدينية حاليا على انجاز مقر الإدارة، المحلات التجارية، المخزن و مساكن الأئمة و تهيئة الحديقة و المساحات الخضراء، بتمويل من إعانات المحسنين، حيث ارتفع المبلغ الموجود في حساب اللجنة، من 18إلى30 مليار سنتيم.
و قد منحت عملية الإشراف على المشروع لمديرية التعمير و البناء لمتابعته عن قرب، بسبب العراقيل التي واجهها المعلم الديني الذي لم ير النور، بعد مرور 17 سنة من تسجيله.
وفي ذات السياق، أنهى مكتب دراسات من ولاية باتنة، إعداد الدراسة التقنية بعد مصادقة المجلس الشعبي الولائي قبل ثلاث سنوات، على تخفيض ميزانية المشروع إلى نحو 200 مليار سنتيم و قد رصد له غلاف مالي يقدر بـ 450 مليار سنتيم في الشق المتعلق بالهندسة المدنية.
و تم تقليص كلفة الانجاز حسب اللجنة الدينية، إلى 320 مليار سنتيم بسبب قلة الدعم، وهو ما أخر إنجاز المشروع.
و يتربع المسجد على مساحة 7 هكتار و يفترض أن يستوعب 16 ألف مصلي، لكن تم التقليص من حجم قاعة الصلاة و بعض المرافق كالمكتبة بعد تخفيض الغلاف المالي.
حسين دريدح