يعيش قطاع النقل أزمة حادة، لليوم السادس على التوالي، بعد توقف حافلات المؤسسة العمومية للنقل الحضري و شبه الحضري لمدينة المسيلة عن العمل، في حركة احتجاجية منذ الثلاثاء الماضي، للمطالبة بإيفاد لجنة تحقيق مالية و إدارية للوقوف على الوضعية السيئة التي تعيشها المؤسسة من جراء سوء التسيير و هو ما بات يهددها بالإفلاس.
عمال المؤسسة المحتجون، طالبوا برحيل المدير الذي انتقدوا طريقة تسييره للمؤسسة التي دخلت حيز الخدمة منذ أكثر من 9 سنوات و التي تسير نحو الانهيار الممنهج، حيث قالوا بأنهم انساقوا لهذا الاحتجاج، بعدما سبق لهم و في الكثير من المرات، التحذير من تبعات طريقة التسيير الحالية و التي أوجزوها في عدد من المؤشرات و من بينها الغياب المستمر للمدير عن المؤسسة، ذلك أن حضوره للعمل في المؤسسة يكاد أن يكون منعدما.
هذا إلى جانب تبديد المال العام في الإطعام و استعمال مادة المازوت التي ارتفعت مؤخرا حسبهم من 2 مليون سنتيم شهريا إلى 5 ملايين شهريا و كذا ترميم المنزل المستأجر و الذي كلف خزينة المؤسسة 60 مليون سنتيم مرتين في سنة واحدة، إضافة إلى بعض التصرفات التي قالوا بأنه سيتم الكشف عنها أمام اللجنة الوزارية التي طلبوا بإيفادها للوقوف على ما يحدث من انتهاكات مالية.
كما تضمنت ممارسات الإدارة التي تندرج وفقهم في خانة سوء التسيير و في مقدمتها التوظيف العشوائي، بما لا يساير احتياجات المؤسسة حاليا و الاستعمال في غير محله لوسائل المؤسسة على غرار سيارة المؤسسة الجديدة التي أصبحت مهترئة و استعمالها أيضا من قبل أناس غرباء عن المؤسسة و تقديم المزية لمدير النقل بصفته رئيس مجلس الإدارة، قصد التغطية على تسييره الكارثي.
و تجدر الإشارة، إلى أن الوضعية الراهنة للمؤسسة التي توقفت عن العمل لليوم السادس على التوالي، أثرت سلبا على سكان أحياء مدينة المسيلة، الذين اضطر الكثير منهم لاستغلال سيارات الفرود، لاسيما بالنسبة لأحياء الجهة الغربية للمدينة و القطب الحضري، الذين يعيشون وضعية صعبة خلال الأيام الأخيرة في إيجاد وسائل النقل، ناهيك عن تلاميذ عدد من الأحياء الريفية التي تربطها اتفاقيات مع سلطات البلدية لنقل تلاميذ المناطق الريفية و التي سخرت لها 11 حافلة من بين 30 حافلة تشكل حظيرة المؤسسة.
فارس قريشي
