الشروع في تسوية وضعية قوارب الصيد بالطارف و عنابة
شرعت مصالح وزارة الصيد البحري و تربية المائيات، في تسوية وضعية القوارب الخشبية على مستوى شواطئ الجنوح لولايتي عنابة و الطارف، لتقنين نشاط أصحاب المهن الصغيرة للصيد.
و عُقد اجتماع تنسيقي، أمس، بمقر مديرية الصيد البحري بعنابة، لضبط القوائم النهائية للقوارب الخشبية بالتنسيق مع أجهزة دعم تشغيل الشباب « أونساج، كناك و أونجام» و كذا بنك الفلاحة و التنمية الريفية، لتحديد المستفيدين من مساعدة الدولة و منحهم وثائق تُسهل نشاطهم مع ترقيم قواربهم حسب الرخصة المقدمة.
و تأتي عملية إحصاء القوارب و تعريفها من قبل المصالح المختصة، حسب مصادر النصر، تنفيذا لخطة جديدة رسمت لمعالجة ملف «الحراقة»، حيث سيتم الانطلاق في إحصاء و تعريف القوارب من الشواطئ المعروفة بنشاط مكثف لشبكات تهجير البشر، على غرار حي سيبوس وسيدي سالم و كذا القالة في ولاية الطارف.
و استنادا لمصدرنا، فقد تمت الانطلاقة الرسمية في العملية، قبل التحضيرات و الاجتماعات التنسيقية مع جمعيات الأحياء و الصيادين، بهدف تنظيم نشاط مهنيي الصيد و دعم الشباب لشراء قوارب صيد مهنية، لتعريفها و إحصاء جميع الصيادين الناشطين بالأحياء و البلديات الساحلية بولايتي عنابة و الطارف، كإجراء اعتمدته السلطات الأمنية و العسكرية و كذا المحلية، من أجل إعطاء فرصة للشباب و المهنيين للابتعاد عن النشاطات المشبوهة لشبكات و عصابات تهجير البشر، التي قضت على نشاط الصيد، بسبب احتلال مواقع الرسو بقوارب صيد خشبية غير مطابقة للمعايير، تُصنع بورشات سرية و تُباع لأفواج «الحراقة» الراغبين في الوصول إلى الجزر الإيطالية، تمهيدا للدخول إلى الفضاء الأوروبي.كما تُشكل هذه القوارب الخشبية، خطرا على «الحراقة»، حيث تحطمت العديد منها بعرض البحر بسبب الحمولة الزائدة و صناعتها بألواح خشبية غير مقاومة للماء و حركة الأمواج.
و تُحصي المصالح المختصة، حوالي 500 قارب تقليدي الصنع غير معّرف و مصنوع في ورشات سرية، على مستوى سيدي سالم و جوانو، علما بأن السلطات المحلية ترخص لوضع قوارب الصيد الصغيرة بالشواطئ مقر سكنات الصيادين، تطبيقا لقرار ولائي يحدد مواقع شواطئ الجنوح، شريطة أن تكون القوارب معرفة و مرخص لها بالنشاط، غير أن شبكات تهريب البشر تستغل هذا الأمر لتنظيم الرحلات و وضع القوارب على الشاطئ.
و وفقا لمصادرنا، فإن المصالح المعنية بملف الحراقة، تعمل بالتنسيق مع وكالات دعم الشباب، للتقرب من جميع المهنيين و إعطائهم الفرصة لتزويدهم بالعتاد وفق شروط معينة، قبل القيام بحملة شاملة تشارك فيها جميع الأجهزة الأمنية و العسكرية، لمسح شواطئ الجنوح من جميع القوارب و جمعها من أجل إتلافها عن طريق الحرق و إنهاء تواجدها عبر الشواطئ و التعقب و كذا التصدي لأي محاولة لعودة القوارب الخشبة للشواطئ، باستثناء وحدات الصيد الجديدة التابعة للمهنيين و المعرفة لدى مديرية الصيد و البحرية الوطنية التي تنشط بطريقة قانونية.
و في سياق متصل، داهمت مصالح الشرطة، نهاية الأسبوع الماضي، حي سيدي سالم، في إطار محاربة الجريمة الحضرية و تفكيك معاقل شبكات تهجير البشر، إلى جانب دعم فرع الفرقة الجهوية لمحاربة الهجرة غير شرعية بعنابة و الكائن مقره بحي سيدي سالم، في إطار تكثيف جهود الشرطة بإقليم الاختصاص لمحاربة الجريمة المنظمة و العابرة للحدود و تنفيذا لتعليمات القيادة العليا للأمن الوطني، الرامية لتجسيد قرارات التنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية و العسكرية، على غرار الدرك الوطني و القوات البحرية، على أرضية الميدان بالمناطق التي تعرف انتشارا لظاهرة الهجرة السرية.
كما تُكثف فرقة البحث و التدخل التابعة لأمن ولاية عنابة، دورياتها و تواجدها بمحطات نقل المسافرين بإقليم الاختصاص، على غرار محطة القطار، حيث يقترب أفراد الشرطة بالزي المدني من المسافرين الوافدين على مدينة عنابة، عبر رحلات القطار للخطوط الطويلة منها الجزائر العاصمة، خاصة من الشباب المحتمل قدومهم من أجل الحراقة، حيث نجح أفراد الشرطة عدة مرات في كشف شباب ينحدرون من مختلف ولايات الوطن، وصلوا إلى عنابة بعد ترتيب أمور ركوب قوارب الموت، عثر داخل حقائبهم على مأكولات و ألبسة و كذا أموال بالعملة الوطنية و الأجنبية، تساعدهم في خوض غمار الوصول إلى الضفة الأخرى من المتوسط.
حسين دريدح